المحتوى الرئيسى

الحلم عنوان لأبطاله والمرأة تميمة نجاحه..محمد خان جمع بين ابتسامة الأطفال وحيوية الشباب وخضرمة الكبار

07/26 11:49

ابتسامة الأطفال..وحيوية الشباب..وخضرمة الكبار، صفات قلما تجدها في شخص واحد لكنها واضحة كأشعة الشمس لدى المخرج الراحل محمد خان، الرجل الذي لم يهزمه تقدم العمر أو شيبة الزمن، ظل يبدع الأفكار، ويتجول بكاميراته في أحياء القاهرة التي عشق شوارعها وأزقتها، لا يعرف عقله الاستسلام والهزيمة للظروف الاقتصادية التي ضربت بالصناعة، أو توقف كثير من أبناء جيله عن العمل، فالأمل والتفاؤل في مواصلة العمل ظل يلازمه طوال حياته حتى في معركته الشهيرة في الحصول على الجنسية المصرية، حيث انتماؤه لأب باكستاني الجنسية وأم مصرية، تلك الأمنية التي طال يحلم بها إلى أن تحققت في مارس ٢٠١٤ تزامناً مع عرض فيلمه "فتاة المصنع".

العاصمة قبيل "المحافظ الجديد".. ترقب في الديوان.. عين على "تيمور" وأخرى على "ياسين".. وثالثة تتنتظر مفاجأة!

"اللي ألف ما متش".. محمود درويش يضرب ليبرمان وقادة إسرائيل بـ "طلقة" في عقر جيش الاحتلال

ابنة قيادي إخواني من الدقهلية محكوم عليه بالمؤبد تحصل على الأول مكرر في الثانوية العامة

لم يكن خان مخرجاً نمطياً في أسلوبه أو ما يختاره من موضوعات وقضايا لأعماله بل إنه كان مميزاً ومختلفاً طوال الوقت، فقد كان مهمومًا بالطبقات الوسطى والمتدنية من المجتمع، يخرج علينا بين الحين والآخر بقصص غير نمطية ومكررة بل تبدو دائماً شديدة الجاذبية والأهم من ذلك أن الحلم فيها لدى البطل يبقى ملازماً للأحداث بين رجل فقير تكون كرة القدم هي حلم حياته، حتى مع فقدانه لعمله وزوجته كما في فيلم "الحريف"، أو ذلك الشاب الفقير الذي يأتي القاهرة تاركاً الريف المصري وراءه، ويعيش هوساً بأفلام الأكشن والكاراتيه، والتي تجعله يتدرب عليها على يد أحد المدربين الذين يقابلهم صدفة بأحد المقاهي كما في "مستر كاراتيه" وغيرها من الأعمال التي كان الحلم يها عنواناً لأبطالها على يد الراحل.

وربما يكون خان من المخرجين القلائل الذين منحوا المرأة حقها داخل هذا المجتمع، فقد كان أكثر من اهتم وعبر عنها بصدق في أعماله، ورصد عن معاناتها الكثير سواء على مستوى العاطفة أو شقائها في العمل من أجل الحصول على لقمة العيش، ولكن حلم المرأة لدى خان أكثر ميلاً إلى البحث عن الحب والاستقرار، فمثلاً في فيلم "زوجة رجل مهم" الذي لعبت بطولته الفنانة ميرفت أمين، وأحمد زكي، نجد الفتاة التي تبدأ نضارة شبابها وما وتحمله شخصيتها من جانب رومانسي في عصمة رجل شرطة لا يعرف قلبه سوى القسوة والإهانة، ويبقى هذا الفيلم ولا يزال من أهم الأعمال التي قدمت وصورت صورة ضابط الشرطة، وقدمته في صورة غير نمطية أو بمعنى أدق رصد فكرة هيمنة السلطة بشكل أكثر منطقية عن غيره من الأعمال مغلفاً بوجع المرأة التي تكتشف حقائق زوجها المريض بوهج السلطة، كذلك في فيلم "موعد مع العشاء" للراحلين سعاد حسني، وأحمد زكي، والفنان حسين فهمي، تعاني الزوجة من إهمال زوجها وحينما يطرق الحب بابها على يد رجل آخر تقرر بدء الحياة معه إلا أن فرحتها لم تكتمل بعد أن يقوم الزوج بقتله.

وفي كادر آخر يعيش خان أوجاع وهموم المرأة المطحونة كما في "أحلام هند وكاميليا" الخادمتين اللتين كلما أعتقدا أن الدنيا ابتسمت في وجيهما يغلق السواد أعينهما من جديد، وحتى مع رصد الراحل لأبناء هذه الطبقات لم ينس قيمة الحب لديهن، وكيف يمكن أن يكسر قلوبهن رغم أن أوجاع الحياة تبدو أكثر تعقيداً فمثلاً في فيلمه قبل الأخير "فتاة المصنع" يرصد خان كيف أطاح ابن الطبقة المتوسطة الذي يأتي كمشرف على الفتايات في المصنع، فتقع في غرامه إحداهن إلا أنه يكسر قلبها رغم إيهامه لها بالحب، وخدمتها له، والأمر ذاته في فيلم "بنات وسط البلد" من خلال قصة فتاتين إحداهما تعمل في محل كوافير وآخرى في محل لبيع الملابس والتي يرفض من أحبته الارتباط بها ويفضل أن يظلا أصدقاء.

وربما أعلن خان تمرده على نموذج المرأة الفقيرة والمتوسطة في فيلمه الأخير "قبل زحمة الصيف" الذي قدم من خلاله نموذج المرأة الأرستقراطية التي تأتي إلى قرية خاوية من النزلاء باستثناء عائلة واحدة لتتمتع بأنوثتها وتقابل عشيقها، ولكن رغم هذا المحتوى الذي يرصد حياة الأثرياء من المجتمع بين شخصية هذه السيدة، وجارها في الشاليه الطبيب الفاسد صاحب المستشفيات الكبرى إلا أن خان لم ينس المهمشين أيضاً في هذا المجتمع، ورصد ذلك في نظرة الإبهار التي لازمت الخادم البسيط الذي يأتي القرية لمدة أسبوع بدلاً من شقيقه فتقابله الصدمة من الحياة الثرية التي يعيشها هؤلاء.

ويبدو أن شريكته السيناريست وسام سليمان استطاعت أن تقرأ عقل زوجها بصدق، ليكونا معاً ورشة عمل صغيرة قدما خلالها عددا من الأعمال السينمائية، فرغم أنها لم تكتب سيناريو أى عمل لها مع الراحل إلا أن أسلوبه في تناول الأفكار بدا خطاً واضحاً في أعمالها معه التي رصدت فيها قصصا ناعمة عن المرأة بالمجتمع كما ظهر في أعمالهما معاً فتاة المصنع، في شقة مصر الجديدة، وبنات وسط البلد، والنجاح في هذه المؤسسة الصغيرة يكمن في الإضافات التي كان يقدمها خان على العمل الذي تكتبه زوجته خلال التصوير، فمثلاً في فيلم "فتاة المصنع" لم يكن هناك وجود لمشهد الثورة داخل الأحداث لكن الراحل أضافه له من أجل الإحساس بروح المجتمع خلال هذه الفترة كخلفية موجودة في الأحداث.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل