المحتوى الرئيسى

مثقفون يرحبون بترشيح مشيرة خطاب لـ"اليونسكو"

07/25 13:49

وسط ترحيب ظاهر على مستوى الجماعة الثقافية المصرية بترشيح مصر رسميا للدكتورة مشيرة خطاب لمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” فان هذه المنظمة الدولية تواجه تحديات كبيرة في وقت يمر به العالم بتحولات فارقة وبحث دؤوب عن “نظام عالمي جديد”.

ومع ترشيح مصر للدكتورة مشيرة خطاب لهذا المنصب الدولي الهام أكد العديد من المعلقين في الصحف ووسائل الإعلام المصرية والعربية أنها “نموذج مشرف للمرأة المصرية والعربية والأفريقية” وصاحبة خبرات ومهارات تتيح لها إدارة هذه المنظمة الدولية بأعلى درجات الكفاءة.

وفي تصريحات صحفية أعرب المفكر المصري السيد يسين عن اعتقاده بأن الدكتورة مشيرة خطاب لديها “فرصة كبيرة للفوز بهذا المنصب الدولي لافتا إلى أنها باتت المرشحة الرسمية لدولة يشدد خطابها الرسمي على أهمية التواصل الإيجابي والسلام بين الشعوب.

وفي وثيقتها الصادرة يوم الثاني من نوفمبر عام 2001 بعنوان ” الإعلان العالمي للتنوع الثقافي” اعتبرت منظمة اليونسكو أن “حوار الثقافات هو أفضل ضمان للسلام” كما أن “الدفاع عن الإرث المشترك للبشر والإنسانية ككل أمر لا غنى عنه من أجل عالم أفضل”.

والسفيرة والوزيرة السابقة مشيرة خطاب تحظى بسجل مضيء في العمل الدبلوماسي والاهتمام البناء بالقضايا العامة والكوكبية مثل تجديد الحوار بين الثقافات والحضارات وهي مدافعة عن أهمية التنوع الثقافي فضلا عن اهتمامات واضحة بقضايا تتعلق بالتعليم والبيئة والهموم المعاصرة للمرأة ولا ريب أنها مثقفة مصرية ذات اهتمامات إنسانية لأنها “صاحبة رؤية ” تمزج ما بين الفكر والحركة في فضاء الخدمة المجتمعية.

وكان وزير الثقافة حلمي النمنم قد أكد أن ترشيح مصر الدكتورة مشيرة خطاب لهذا المنصب الدولي “موفق للغاية” معيدا للأذهان انها شغلت ضمن مناصب عديدة في مسيرتها الثرية منصب مساعد وزير الخارجية للعلاقات الثقافية الدولية.

ويأتي الإعلان عن ترشيح الدكتورة مشيرة خطاب لمنصب المدير العام لليونسكو في وقت تتواتر فيه تساؤلات لمثقفين على مستوى العالم حول مدى نجاح هذه المنظمة في الإسهام الفاعل لمواجهة “التفاوت وعدم التوازن بين الشمال والجنوب في مجال الثقافة” وبما يؤشر لوجود “فجوة ثقافية واسعة” بين الجانبين يتعين تجسيرها ضمن “إصلاح ثقافي شامل”.

وإذ تتمتع الدكتورة مشيرة خطاب بتعدد لافت على مستوى الاهتمامات والمعارف فهي منفتحة على جديد الثقافات في العالم وتمتلك خبرات ثمينة تتيح لها الإدراك الصحيح للآليات الراهنة للمنظمات الدولية مثل اليونسكو مع انحياز بناء لأفكار التسامح والعيش المشترك.

ومشيرة خطاب التي شغلت من قبل منصب وزير الدولة للأسرة والسكان فضلا عن منصب الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة صاحبة اهتمامات أصيلة بقضايا حقوق الإنسان ورفض العنف.

وكان محمد سلماوي الأمين العام لاتحاد كتاب أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية قد أوضح أنه ليس بالضرورة أن يكون المدير العام لليونسكو “من المبدعين في المجال الأدبي أو الفني” معيدا للأذهان أنه لم يكن هناك “أي أدباء أو فنانين أو موسيقيين” بين المدراء العشرة الذين عرفتهم منظمة اليونسكو منذ تأسيسها في عام 1945 حيث تولى المنصب البريطاني السير جوليان هكسلي الذي كان عالم أحياء وحتى المديرة الحالية وهي الدبلوماسية البلغارية ايرينا بوكوفا التي تطمح للوصول لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة.

وقال سلماوي الذي شغل من قبل منصب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب فضلا عن رئاسة اتحاد كتاب مصر:”ليس ادل على أن مصر تغيرت بعد الثورة من الأسلوب الجديد الذي اتبعته الحكومة في الإعلان عن مرشح مصر لمنظمة اليونسكو” مضيفا في طرح بجريدة الأهرام:”ففي ساحة المتحف المصري العتيد وفي قلب ميدان التحرير اجتمع العشرات من المثقفين والمسئولين في تقليد غير مسبوق للمشاركة في الإعلان عن المرشح المصري لمنصب المدير العام لليونسكو”.

وتابع محمد سلماوي قائلا:”ووسط هذا الحشد الكبير وفي هذا الموقع المهيب دار النقاش حول اليونسكو ودور مصر الثقافي على الساحة الدولية وجرت مداخلات قيمة ثم أعلن رئيس الوزراء ترشيح مصر مشيرة خطاب مديرا عاما لليونسكو”.

وشأنه شأن الكاتب محمد سلماوي أشاد مثقف مصري كبير آخر هو الدكتور أسامة الغزالي حرب بترشيح مصر رسميا الدكتورة مشيرة خطاب لتولي منصب المدير العام لليونسكو منوها بأنه “بنت مصر التاريخ والحضارة والثقافة” كما نوه بقرار وزير الخارجية سامح شكري بتشكيل “مجلس استشاري” يضم عدة شخصيات بارزة وذات ثقل دولي لدعم حملة المرشحة المصرية في المعركة الانتخابية المنتظرة لشغل هذا المنصب الدولي الهام.

وفي مقابلة تليفزيونية أمس “الأحد” أشارت الدكتورة مشيرة خطاب إلى أنها كانت تتمنى التوافق على مرشح عربي واحد لمنصب المدير العام لليونسكو لافتة إلى أن تعدد المرشحين العرب يفقدنا فرصا كبيرة فيما شددت على أهمية أن يكون الاختيار على “أسس موضوعية”.

ورأى أسامة الغزالي حرب أن المقارنة الموضوعية بين المرشحين “سوف تكون بسهولة في صالح مشيرة خطاب” بحكم خبراتها ومناصبها وإنجازاتها في مجالات تدخل في أنشطة واهتمامات اليونسكو مثل مكافحة ختان الإناث وزواج الفتيات القاصرات وعمالة الأطفال.

ولئن كان محمد سلماوي قد استعاد تجربته كمستشار خاص للفنان فاروق حسني إبان ترشيحه لقيادة اليونسكو معتبرا أن وزير الثقافة المصري الأسبق قد تعرض “لحملة مسعورة” أفضت في نهاية المطاف لخسارته أمام منافسته البلغارية إيرينا بوكوفا بفارق أصوات قليلة للغاية فإنه ليس بالوسع استبعاد تكرار حملات من هذا النوع ضد المرشحة المصرية الجديدة لهذا المنصب الدولي الهام.

وحقيقة أن الدول الأعضاء في المجلس التنفيذي لليونسكو والبالغ عددها 58 دولة هي التي تنتخب المدير العام لهذه المنظمة تحدد بالضرورة ساحة المعركة الانتخابية ومواقع التحرك المكثف من أجل فوز المرشحة المصرية التي تحظى رسميا بتأييد القارة الأفريقية منذ القمة الأفريقية الأخيرة في العاصمة الرواندية كيجالي.

وواقع الحال أن المعركة الانتخابية المنتظرة والتي يتوقع محللون أن تكون “ضارية وشرسة” لن تكون بعيدة عن “حرب الفوز بالعقول والقلوب” وتقتضي مشاركة الثقافة المصرية بأذرعها الخارجية والتصدي لأي مغالطات.

وليس من قبيل المبالغة القول أن هناك مغالطات فجة أحيانا بالفعل في الخطاب الإعلامي لبعض الأطراف الخارجية بشأن المشهد المصري ومسار ما بعد ثورة 30 يونيو غير أن السؤال الكبير يبقى معلقا حول سبل مواجهة هذه المغالطات.

وكان حلمي النمنم قد أكد أن وزارة الثقافة لن تدخر جهدا في مساندة المرشحة المصرية مشيرة خطاب والتنسيق مع أي مؤسسات أو جهات معنية “في إطار خطة علمية مدروسة يتم الإعداد لها الآن”.

وثمة حاجة في هذا السياق للكفاءة في إدارة “معركة الصورة” أو “حرب الفوز بالقلوب والعقول” والتواصل البناء مع النخب الثقافية ومراكز التفكير وصناعة الرأي العام في الخارج.

وفي وقت يتساءل فيه “بنبرة ألم” مثقفون مصريون بارزون مثل الكاتب والشاعر الكبير فاروق جويدة عن أدوار المراكز الثقافية والإعلامية لمصر في الخارج و”إعلامنا الخارجي” فإن هذه المراكز مدعوة بالضرورة للإسهام بأفضل السبل في مساندة مرشحة مصر لمنصب المدير العام لليونسكو.

وعلى سبيل المثال فقطاع العلاقات الثقافية الخارجية التابع لوزارة الثقافة المصرية لا يمكنه أن يقف مكتوف الأيدي في معركة انتخابية ثقافية بهذه الأهمية وهكذا فإن هذا القطاع والمراكز الثقافية المصرية في الخارج بوظيفتها الاتصالية وأدوارها التواصلية في العملية الثقافية “وتوصيل ثقافة مصر للآخر” لابد وأن تشارك من منظور وطني وبأدوات احترافية في تلك المعركة الانتخابية.

وفيما قامت بعض المراكز الثقافية المصرية في الخارج عبر تاريخها العريق بأدوار مقدرة في ظل شخصيات وقامات ثقافية لنشر الثقافة المصرية بين شعوب العالم والتواصل البناء مع النخب الثقافية الأجنبية فان هناك حاجة لاستدعاء هذا التراث بصفحاته المضيئة في الأداء وتطويره بأفق ثقافي-سياسي.

والأمر قد يستلزم نوعا من التنسيق المؤسسي وتوزيع الأدوار بين المكاتب الثقافية والمكاتب الإعلامية لمصر في الخارج في ظل إدراك مطلوب وفهم لا غنى عنه لحقيقة العلاقة بين الثقافة بوظائفها الإستراتيجية والإعلام بمهامه التكتيكية.

والدكتورة مشيرة خطاب عرفت بمهاراتها الدبلوماسية الرفيعة المستوى في “التفاوض وبناء التحالفات” فيما وصفها وزير الثقافة الأسبق الدكتور جابر عصفور “بالمثقفة العظيمة القادرة على الدفع بدماء جديدة في اليونسكو”.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل