المحتوى الرئيسى

الأولى على الثانوية لـ«المصريون»: أرفض تكريم الرئيس

07/25 13:12

لم تكن تدري أن تفوقها العلمي سيفتح جراح قلبها مرة أخرى، وهي التي أرادت أن تعلن أن الظروف يمكن أن تقهر  بالصبر والتحدي.

إنها أميرة إبراهيم العراقي، الأولى على الثانوية العامة شعبة "علمي علوم"، بمجموع 409.5 درجة، ابنة القيادي الإخواني المعتقل الدكتور إبراهيم العراقي، الطبيب الإخواني الذي اُعتقل في 10 يناير 2014؛ بتهمة التحريض على العنف والانضمام لجماعة محظورة.

انتظرت بلهفة "الطالب المجتهد"، جرس الهاتف كغيرها من المتفوقين؛ ليبشرها  وزير التربية والتعليم بأنها من أوائل الجمهورية لكن خاب أملها، وحُرمت لحظة الفرحة رغم حصولها على المركز  الأول، والسبب أنها ابنة القيادي الإخواني المعتقل والتهمة التي تلاحقه بالانضمام إلى جماعة محظورة.

وما زاد الأمر صعوبة على أميرة ما تطرق لمسامعها بعدم تكريمها؛ لتقول:  "أنا اللي أرفض أتكرم من رئيس حرمني من بابا ومن أصحابي وحطهم في السجون".

وأضافت أميرة العراقي، في اتصال هاتفي لـ"المصريون"، لم يصلني أي خبر من وزير التربية والتعليم، الهلالي الشربيني، ولم تصلني أي معلومات عن تكريمي باعتباري الأولى على الثانوية العامة من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، لم أعلم هل أنا الطالبة الوحيدة التي لم يتم الاتصال بي لأني ابنة المعتقل الإخواني أم أن الوزير لم يتصل بأحد.

وتابعت العراقي، "أرفض لقائي بالرئيس ولا أعتقد نية الرئاسة أو حتى الوزارة في دعوتي، واستطردت قائلة "أرفض مقابلة شخص كان سببًا في حرماني من والدي منذ عامين، مشيرة إلى أن الأمر لم يقتصر على والدها فقط وإنما على العديد من أصحابها المعتقلين بتهم التظاهر والتحريض على العنف".

واستكملت: علمت بأني الأولى على الثانوية العامة من مؤتمر الوزير بعد سماع اسمي على شاشات التليفزيون، منوهة إلى أنها لم تتلقَ أي اتصالات من الوزير أو الرئيس في هذا الشأن ولا علم لها إذا كان الرئيس رفض تكريمها متعمدًا أم أن الأمر مجرد شائعات تروج وتتردد.

وعند سؤالها عن علم والدها بمجموعها وأنها الأولى على الثانوية العامة، كان الرد أنها لم تستطع التواصل مع والدها المحتجز بسجن وادي النطرون، إلا كل 12 يومًا وبعد إجراءات عدة يكون هناك تجهيزات تسبقها بأيام للسفر لتلك الزيارة الشاقة والمؤلمة نفسيًا، منوهة إلى أنهم حاولوا إرسال الخبر مع بعض أهالي المعتقلين الذين حانت وقت زيارتهم إلا أنهم لم يردوا عليها بعد.

وأضافت أميرة، والدي تم اعتقاله منذ 10 يناير  2014 من منزله، ولم يكن أحد المشاركين في تظاهرة معينة، ولم تكن الأحداث وقتها مشتعلة، وتم إلقاء القبض عليه من منزله والتهمة واحدة له ولكل المعتقلين السياسيين في مصر وليس التابعين لجماعة الإخوان المسلمين فقط، وهي التحريض على العنف وقلب نظام الحكم والانضمام لجماعة محظورة.

وأكدت أميرة، أن الفضل الأول والأخير في نجاحها لوالدها ووالدتها، حيث كانت دائمة الزيارات لوالدها الذي كان يزرع الثقة والأمل في نفس ابنته دائمًا ويحثها على القرب من الله، قائلةً: "كان دايما يقولي خليكي قريبة من ربنا هتحققي كل اللي أنت عايزاه".

ونوهت أميرة، إلى أنها لم تقرر حتى الآن أي كلية ستلتحق بها، مؤكدة أن أهم ما يشغل فكرها في هذا الوقت أن يعلم والدها بخبر تفوقها، وأنها تمكنت من تحقيق حلمه.

جدير بالذكر انتشار الشائعات التي تشير إلى رفض الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم، في حكومة شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، تهنئة الطالبة أمير إبراهيم العراقي، الحاصلة على المركز الأول بشهادة الثانوية والعامة -شعبة علمي علوم، فضلًا عن إجرائه اتصالات هاتفية بجميع الطلاب الحاصلين على المراكز الأولى بالثانوية العامة على الهواء مباشرةً، ولكنه امتنع عن الاتصال بـ"أميرة العراقي" كون والدها أحد المعتقلين التابعين لجماعة الإخوان المسلمين.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل