المحتوى الرئيسى

هل يساعد بوكيمون غو على محاربة الاكتئاب؟

07/24 13:29

أثارت لعبة "بوكيمون غو" ضجة كبيرة في العالم منذ إتاحة هذا التطبيق حديثا، إذ أن اللعبة نجحت في إثارة الجدل بين مؤيد ومعارض، كما أن بعض الدول منعتها لأسباب أمنية مثل اندونيسيا. في ما ركزت دول أخرى مثل السعودية على الجانب الديني وأصدرت فتوى بتحريمها انطلاقا من فتوى قديمة سابقة حرمت مشاهدة البوكيمون والتعامل معه.

إلا أن الملفت للنظر أنه وبالرغم من التحذيرات العديدة التي انتقدت اللعبة، فإنها ما زالت تحظى بالإعجاب، كما أن تطبيق اللعبة تم تثبيته حوالي 30 مليون مرة منذ إتاحة اللعبة للجمهور بداية شهر يوليو لحالي. وانتشرت العديد من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك وتويتر والتي تفيد بمساهمة اللعبة في تغيير حياة اللاعبين للأفضل ومحاربة الاكتئاب، وقال أحد مستخدمي اللعبة: "لقد غيرت لعبة بوكيمون غو حياتي إلي الأفضل، وذلك في أسبوع واحد فقط. فقد كنت أعاني من اضطراب في الشخصية واكتئاب وقلق لكن اللعبة ساعدتني على الخروج من المنزل". وقال لاعب آخر: "لعبة بوكيمون غو هي علاج أفضل لاكتئابي". كما نشرت إحدى الأمهات المعنفات "بوكيمون أخرجتني من المنزل، وأفرح برؤية أطفالي وهم يصطادون البوكيمون".

أم معنفة لطفلين، وبسبب الاكتئاب لازمت بيتها، تقول:

بوكيمون أخرجتني من المنزل وأفرح لرؤية أطفالي سعداء بصطياد البوكيمون

مجلة شتيرن الألمانية نشرت تقريرا عن الموضوع، حيث وجهت سؤالا لرئيس قسم الطب النفسي في جامعة لايبزغ د. أولريش هيغيرل عما إذا كانت اللعبة الشهيرة قادرة فعلا على محاربة الاكتئاب لدى المرضى؟

ووفقا للخبير الألماني فإن الاكتئاب له مراحل متعددة، وقد يحدث نتيجة ضغوط من حولنا وتتغير حالاته بزوال المسبب، إلا أن القول بكل بساطة بأن اللعبة تستطيع معالجة المرضى الذين لديهم اكتئاب، فإن "هذا أمر غير علمي وغير ممكن".

ويقول الخبير النفسي من جامعة لايبزغ: "قد تساعد اللعبة لمن لديهم إكتئاب بسيط، بحيث تجبرهم على مغادرة منزلهم، والتعاون مع الآخرين من أجل اصطياد البوكيمون"، فاللعبة هنا قد تكون دافعا من أجل التغيير. ويتابع "تطبيق هذا الأمر غير ممكن بالنسبة لمن يعانون اكتئابا حادا، إذ أنهم سوف ينظرون لشروط اللعبة بأنها تشكل عبئا إضافيا عليهم، وهي هنا غير مفيدة". لذلك يرى الطبيب النفسي "أن من يرى أن هذه اللعبة قد تساهم فعلا في تحسين حالته النفسية فليفعل ذلك".

وكان أطباء وأخصائيون نفسيون، قد حذروا مرارا من التأثيرات السلبية على الصحة النفسية والجسدية، وذلك لمن يجلسون أمام الكومبيوتر والهاتف المحمول والكومبيوترات اللوحية لفترات طويلة. ويقول خبراء بأن التحديق بهذه الأجهزة مؤذ للعيون، كما أنها تساعد عبر تطبيقاتها على العزلة الاجتماعية، وقد تؤدي إلى الإدمان، حيث ينجم عن هذا النوع من الإدمان إبعاد الشخص عن الحياة الاجتماعية.

وخلصت دراسات عدة إلى ضرورة عدم قضاء أكثر من ساعتين يوميا أمام شاشات الكمبيوتر والحاسب اللوحي والهاتف المحمول، والأجهزة المشابهة، ويرى منتقدون أن الألعاب الإلكترونية، ومن ضمنها "بوكيمون غو"، تجبر اللاعبين ولا سيما الأطفال والمراهقين على تجاوز المدة الممسوح بها طبيا.

يذكر أن اليابان سمحت مؤخرا فقط بإطلاق اللعبة لمواطنيها. وأثار هذا استغراب المراقبين، لأن اليابان بلد المنشأ لهذه اللعبة لم تكن ضمن الـ 30 دولة الأولى التي أتاحات اللعبة. وذكرت صحيفة "جابان تايمز" أن إطلاق اللعبة في اليابان تأخر خوفا من عدم قدرة أجهزة الخادم على استيعاب الطلب الهائل المتوقع على تحميل اللعبة".

يسير اللاعبون في اللعبة حول أماكن في الواقع لملاحقة واصطياد شخصيات كرتونية افتراضية على شاشات هواتفهم المحمولة. وتنتمي "بوكيمون غو" إلى ألعاب الواقع الإفتراضي وتعتمد على خدمات غوغل في التعقب عبر الخرائط، وتستخدم تقنية "جي بي إس".

صدرت اللعبة بالتزامن مع "بوكيمون بلس"، وهي قطعة صغيرة يمكن ارتدائها في اليد وتم تطويرها من قبل نينتيندو وتستخدم البلوتوث للتعرف على وجود لعبة بوكيمون قريبة من المستخدم.

جرى تدشين اللعبة في تسع دول فقط بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، وستتبعها دول أخرى قريبا. قال جون هانكه، الرئيس التنفيذي لشركة "نيانتك" المطورة للعبة "بوكيمون غو" بالتعاون مع "بوكيمون كومباني" التابعة لشركة "نينتندو" اليابانية، إنه يريد إطلاق اللعبة في نحو 200 دولة ومنطقة "في وقت قريب نسبيا" ويعمل على تعزيز سعة الخادم ليتيح توسيع نطاق اللعبة.

ارتفعت أسهم شركة "نينتندو" بعد صدور "بوكيمون غو" لتصل إلى أعلى مستوياتها في ست سنوات بدعم من النجاح الذي حققته اللعبة، وهو ما أضاف أرباحا إضافية للشركة. و "بوكيمون غو" هي أحدث إصدار من سلسلة ألعاب بوكيمون.

في المقابل، حذر بعض الخبراء من اللعبة الجديدة، وخاصة أنه يمكن التعرف على أماكن مستخدميها باستخدام تقنية "جي بي إس"، وفي حال تفعيل الكاميرا يمكن للتطبيق أن ينقل عبر شاشة الهواتف الذكية صورة الأشخاص ومواقع تواجدهم والبيئة المحيطة بهم. وطلب سناتور أمريكي من مطوري اللعبة أن يوضحوا كيف تحمي اللعبة خصوصية البيانات.

منعت بعض الدول، مثل الصين، دخول اللعبة إلى أسواقها. وذلك على الرغم من أن الصين أكبر سوق للهواتف المحمولة وألعاب الانترنت في العالم، والسبب هي مخاوف من أن تصبح اللعبة بمثابة حصان طروادة للتجسس على الصين.

الهوس الالكتروني بلعبة "بوكيمون غو" جعل بعض المستخدمين يضعون لافتة في خلفية سياراتهم تحذر السائقين الآخرين من الوقوف المتكرر لأنهم يبحثون عن "بوكيمون" في الشارع، إذ تفرض اللعبة على ممارسها التجول في المحيط الذي يعيش فيه لكي يعثر على كائنات "بوكيمون" ويصطادها بكاميرا هاتفه الذكي.

أهم أخبار تكنولوجيا

Comments

عاجل