المحتوى الرئيسى

حكايات الأولمبياد«1».. أليس كوتشمان «حافية القدمين» التي ألهمت الأمريكان

07/23 23:50

تحولت الأمريكية أليس كوتشمان، إلى حديث وسائل الإعلام العالمية في آواخر الأربعينيات من القرن الماضي بعدما باتت أول رياضية من أصول إفريقية تتمكن من إحراز ميدالية ذهبية في الأولمبياد وذلك في دورة لندن عام 1948 في منافسات القفز العالي، وكانت حينها الرياضية الأمريكية الوحيدة التي تمكنت من الفوز بميدالية بشكل عام في تلك الدورة.

وتمتعت أليس كوتشمان، بسرعة فريدة من نوعها ومهارة عالية في مسابقات القفز العالي، مما دفع البعض للتأكيد أن مسيرتها كانت يمكن أن تعج بالعديد من الميداليات الأولمبية في حال أقيمت الدورات في أعوام 1940 و1944 والتي ألغيت بسبب الحرب العالمية الثانية، إلا أن أليس احتكرت بطولة الوطنية الأمريكية في الفترة ما بين عامي 1939 و1948.

ولدت كوتشمان، في ألباني عاصمة ولاية نيويورك الأمريكية في عام 1923 وعاشت طفولة قاسية للغاية بين 10 أشقاء كانت ترتيبها بينهم الخامسة، حيث حظر في المدارس حينها على الرياضيين ذوي البشرة السوداء استخدام المرافق الرياضية في التدريبات أو المنافسة في أي دورة رياضية بسبب العنصرية الفجة التي انتشرت في ذلك التوقيت في الولايات المتحدة.

وعانت كوتشمان كثيرًا من أجل تطوير مهارتها بسبب القيوض التي كانت مفروضة على ممارسة المرأة للرياضة في ذلك التوقيت، إلا أن أليس لم تبالي كثيرا بتلك القيود حيث عمدت على التدرب «حافية القدمين» في الطرق الطينية المحيطة بمنزلها لتطوير سرعتها، واستغلت كل الوسائل المتواجدة في منزلها من حبال وعصي لتطوير مهارات القفز العالي.

وفي ذلك التوقيت، حاولت أسرتها معها مرارًا وتكرارًا أن تترك الرياضة وتتفرع للأنشطة النسائية المعتادة، إلا أن أليس أمنت كثيرا بموهبتها وقدرتها على أن تصبح رياضية في ألعاب القوى ولاقت حينها دعما كبيرًا من عمتها التي وقفت بجانبها أمام ضغوط أبويها.

وعندما بلغت أليس السادسة عشر من عمرها في عام 1939 شاركت في البطولة الوطنية الأمريكية للسيدات وتمكنت من تحطيم الأرقام القياسية في إنجاز فريد من نوعه في ظل قيامها بهذا الأمر حافية القدمين وحصلت في نفس العام على منحة دراسية للإلتحاق بجامعة "Tuskegee" وهناك تمكنت من الفوز بسباق 4 X 100 متر تتابع في المسابقة الجامعية لعامي 1941 و1942.

وفي العام التالي تمكنت من الفوز بمسابقة القفز العالي وكانت ضمن فريق "Tuskegee" المتوج بثلاث ألقاب وطنية في منافسات كرة السلة، وفي عام 1946 غادرت "Tuskegee" والتحقت بجامعة ولاية ألباني بعدما حققت هنام 25 لقبا في إنجاز فريد من نوعه بالنظر إلى العنصرية التي كانت تضرب البلاد حينها.

وفي عام 1948، تأهلت أليس كوتشمان إلى أولمبياد لندن ضمن الفريق الأمريكي وكانت تعاني من إصابة في الظهر، إلا أنها لم تتأثر بتلك الألام وتمكنت من تحقيق الميدالية الذهبية من القفزة الأولى التي أجرتها بارتفاع 5 أقدام و 6 1/8 بوصة، ذلك الرقم الذي ظل صامدا كرقم قياسي حتى أولمبياد ملبورن عام 1956.

وعند عودتها إلى الولايات المتحدة، استقبلت كوتشمان استقبال الفاتحين من خلال موكب ضخم من المعجبين لإنجازها الكبير في الأولمبياد، وقررت حينها وبشكل مفاجئ الاعتزال في سن الـ25 وكرثت وقتها لتدريب السيدات في نفس الرياضة، وأصبحت قصتها مصدر للإلهام وحافز كبير للعديد من الفتيات للتمسك دائما بالحلم مهما كانت العقبات للسير على خطى أليس التي أسست لاحقا مؤسسة أليس كوتشمان غير الربحية لسباقات المضمار والميدان لمنح الرياضيين الشباب الدعم اللازم ومساعدة الرياضيين العائدين من المنافسات الأولمبية على ضبط حياتهم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل