المحتوى الرئيسى

الشيخ يوسف العجاكي.. أشهر زاهد بالصعيد عاش وسط الذئاب واشتهر بعلم القيافة

07/23 19:25

الرئيسيه » بين الناس » وجوه » الشيخ يوسف العجاكي.. أشهر زاهد بالصعيد عاش وسط الذئاب واشتهر بعلم القيافة

في أعلى جبل الطود جنوبي الأقصر، استقل الراحل الشيخ يوسف العجاكي والمشهور بـ”يوسف أبو طار” حجرة صغيرة زهد فيها عن الدنيا ومتاعها، منذ ما يزيد عن العشرين عامًا، وحينما أراد محبوه أن يتموا بناءها منعهم الشيخ يوسف قائلًا “اتركوها على حالها”.

الشيخ يوسف من قبائل الجعافرة التي ينتمي نسبها للإمام جعفر الصادق الحسيني من آل بيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم، والذين استوطنوا محافظات الصعيد منذ الفتح العربي لمصر، ويرجع أصل والده إلى قرية فطيرة بكوم أمبو، ووالدته كانت من قرية الكاجوج بذات المركز، لكنهم استقروا بقرية الحبيل التابعة لمركز ومدينة البياضية بالأقصر، والتي تركها الشيخ يوسف منذ ثلاثين عامًا ليستقر بجبل الطود حتى وفاته.

في حجرة صغيرة لا تتعدى مساحتها 7 X 4 أمتار كان يزوره بها كل محبيه ومريديه من كل مكان بمختلف أنحاء الجمهورية، ومن كل الطبقات، فكان يواظب في الغرفة على قراءة أوراد الطريقة النقشبندية التي ينتمي لها ممسكًا بطاره “الدف” وهو يورد الأوراد النقشبندية.

محمد الكاجوج، أحد أقارب الشيخ يوسف، يصف الشيخ يوسف قائلًا “تميز بالقيافة، وهي الاستدلال على صفات وأخلاق وطبائع الناس من خلال ظاهرهم، وكان عنده علم كبير بالأنساب، فيحكي أن أحد المستشارين جاء إلى الشيخ يوسف ليستفسر عن نسبه فطلب منه الشيخ أن يجلس ثم نظر إليه، فقال له “إنك من نسل الحسين” ورحب به.

يقول الكاجوج إن الشيخ يوسف له كرامات كثيرة والتي اختص بها الله أولياءه فمنها، كان الشيخ يوسف يعيش أعلى الجبل وسط الذئاب التي كانت تتجمع حوله وكأنها تصادقه وهو آمن تمامًا دون أن يمسه سوء.

ويضيف “رغم أنه كان يتنقل بين بلدان عدة ثم يعود لحجرته مرة أخرى، لكنه كان يخصص مبالغ مالية لأرامل ودور أيتام، وهذا الموضوع كان خفيًا حتى تفاجأنا بعد موته بسيدة جاءت لتسأل عنه وقالت: كنت بستلم مرتب من الشيخ يوسف كل شهر”.

ويتابع “قبل وفاته ذهب إليه أحد محبيه من الزينية فاتفقت معه ليخبرني بمجرد وصوله للشيخ يوسف ويحادثني بالهاتف، حتى أبلغني بأن الشيخ يوسف لم يقبل بمقابلته في الحال وطلب منه أن يرحل قائلا له: سيبني مع ربنا شوية”، مشيرًا إلى أنه أبلغه حينها بأن الشيخ يوسف حلق ذقنه وكان يحاول يعتدل ناحية قبلة الصلاة.

ويذكر الكاجوجي “بعدها أُبلغنا بوفاة الشيخ يوسف في اليوم التالي”، لافتًا إلى أن بعض أحباب الشيخ يوسف ومريديه بنوا له مسجدًا على الطريق السريع “الأقصر- أسوان” بالعديسات بحري عقب وفاته.

توفي الشيخ يوسف أبو طار يوم 28 يونيو من عام 2015، فبنى مريديه ضريحًا مكان مدفنه وأصبح الآن مقامًا له يزوره المحبين من كل مكان.

ويقول محمد الكاجوج إن الغرفة التي دفن بها الشيخ يوسف كان قد بناها هو بمدافن الحبيل منذ 17 عامًا، مبينًا أنه من المقرر أن تقام له ليالٍ سنوية واحدة بالحبيل وأخرى بالطود.

الشيخ عبد الفتاح عبد القادر، إمام مسجد وخطيب بوزارة الأوقاف، يحكي أن الشيخ يوسف أبو طار يتمتع بسمعة طيبة شاعت في كل مكان.

وعن بناء ضريح أعلى القبر، يوضح الشيخ عبد القادر أن هناك مذهبين أحدهما منع بناء الأضرحة وتحريمها والمقامات، وأهم القائلين به الإمام ابن القيم الذي ينقل أدلة المنع في قوله “ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد، وإيقاد السرج عليها، واشتد نهيه في ذلك حتى لعن فاعليه، ونهى عن الصلاة إلى القبور”.

ويضيف “أما الرأى الآخر فأجاز بناء الأضرحة استنادًا إلى قول الله تعالي (قال الذين غلبوا على أمرهم لنتَّخذن عليهم مسجدًا) في سورة الكهف، وتقرير الرسول – صلى الله عليه وسلم – صاحبه أبا جندل – رضي الله تعالى عنه- على بناء مسجد على قبر أبي بصير – رضي الله تعالى عنه- فيما يرويه عبد الرزَّاق وغيره عن الحديبية، وما روى من أن جماعة من المرسلين والأنبياء عليهم السلام مدفونون في المسجد الحرام، ما بين زمزم والمقام، منهم نوح وهود وصالح وشعيب وإسماعيل عليهم السلام.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل