المحتوى الرئيسى

الصوفية وثورة يوليو.. دخلوا القصر وأنقذوا ناصر من الاغتيال

07/23 13:05

ما تركوا موطنا للجهاد عبر التاريخ إلا وجاهدوا فيه بأنفسهم وألسنتهم، فكانوا أئمة الجهاد ضد العدو والنضال ضد المستعمر، وإمامهم السيد أحمد البدوي كان القدوة في حربه ضد الحملة الصليبية وأسره لويس التاسع ملك فرنسا، إلا أن مفهوم الصوفية للثورات قد يختلف عما اتفق عليه الناس، فأحباب الأولياء لهم أحوالهم وملكوتهم الخاص بهم.

في ثورة يوليو اختلف الصوفية في مواقفهم تجاهها، فأيدوا الرئيس محمد نجيب، لكنهم اختلفوا على شخصية الرئيس جمال عبد الناصر.. فكيف تم ذلك؟

تعرض مجلة "الإسلام وطن"، الصادرة عن الاتحاد العالمي للطرق الصوفية، الرئيس الراحل محمد نجيب، في صورة الصديق الشخصي لشيخ الطريقة العزمية في وقته، والتلميذ لإمامها، والذي كان دائم التردد على المشيخة قبل الثورة وبعدها، لكن في الوقت ذاته يرى رئيس الاتحاد العالمي للطرق الصوفية الشيخ علاء أبوالعزائم، أن ثورة يوليو كانت انقلابا عسكريا، قاده جمال عبدالناصر ولم تكن ثورة شعبية.

ويوضح رئيس جبهة الإصلاح الصوفية، الشيخ عبدالخالق الشبراوي، أن ثورة يوليو كانت حركة للجيش بهدف تطهيره من الفساد، لكن الشعب ساندها وأيدها بعد ذلك.

ظهر اهتمام جمال عبد الناصر بالطرق الصوفية عندما جمع نحو 3000 من مشايخ ومريدين الطرق الصوفية بأنحاء الجمهورية فى قصر الرئاسة بمناسبة إعلان الدستور الجديد في 19 يناير 1956، وخطب فيهم وقال: "نحمد الله على توحيده بين قلوبنا، ونتجه إليه فى هذه الفترة الخالدة من تاريخ وطننا؛ لنطلب منه أن يبارك لنا فى يومنا، وأن يبارك لنا فى غدنا، ونعاهده جميعاً على أن نعمل من أجل رفعة شأن هذا الوطن، وإقامة العدل بين أرجائه، ومن أجل إعطاء كل ذى حق حقه. ونعاهده على أننا جميعاً سنعمل على تحقيق المبادئ التى تضمنها الدستور.. دستور الشعب؛ لإشاعة العدالة وإقامة المساواة والعزة والكرامة. ونعاهده على أن نعمل، فبالعمل نستطيع أن نحقق العدالة الاجتماعية الحقيقية.

واليوم بعد إعلان دستور الشعب الذى تضمن الأسس والواجبات للمجتمع المصرى، فلابد أن نعمل عملاً مستمراً متواصلاً حتى نحقق العوامل الرئيسية لتثبيت هذا الدستور الذى يتطلب عملاً مستمراً؛ من أجل إقامة العدالة وإقامة وطن عزيز كريم.. وفقكم الله.".

لكن الود بين ناصر والصوفية لم يستمر، فيوضح الشبراوي أن عبدالناصر حاول استغلال نفوذ الصوفية الممتد خارج مصر، فقام بعقد مؤتمر عالمي للتصوف عام 1961م جمع فيه مشايخ الصوفية من الدول المختلفة من أجل أن يستفيد بهم فى أفكاره الوحدوية، لكنهم رأوا أنه يعمل من أجل الوحدة العربية ولم يسعَ للوحدة الإسلامية التي يبغيها الصوفية، وأزعجهم التغيرات التي قام بها في الأزهر ونقابة الأشراف.

 ويقول أبو العزائم إن عبدالناصر سيطر على الأزهر وقلص دور الصوفية والأشراف بشكل كبير، موضحا أنه في العهد الملكي كان شيخ الصوفية وشيخ الأزهر ونقيب الأشراف لهم مكانة كبيرة، حتى إن الملك لا يكون ملكا إلا بعد تأييدهم، مؤكدا مقولة والده شيخ الطريقة العزمية وقتها، الشيخ أحمد ماضي أبو العزائم، بأنه "أضاع الإسلام اثنين، كمال وجمال، كمال أتاتورك، وجمال عبدالناصر".

كان شيخ مشايخ الطرق الصوفية، الشيخ محمد علوان يفتح بيته للرئيس جمال عبدالناصر وأنور السادات وعبد الحكيم عامر وبعض رجال الثورة، حتى أنه قام بدور الوساطة بين الرئيس عبدالناصر والأنبا كيرلس، عندما حدث بينهما اختلاف.

وأصدر علوان بيانًا في مولد الرفاعي عام 1965م أبرز فيه تأييد الصوفية لما يفعله ناصر ضد الإخوان هذا الموقف، كما أصدر المجلس الأعلى للطرق الصوفية بيانًا استنكر فيه ما أسماه "المؤامرات الرجعية التي يدبرها الملك فيصل" (ملك السعودية) وشاه إيران والملك حسين (ملك الأردن) ورئيس تونس الحبيب بورقيبة، وكذلك أصدر شيخ مشايخ الطرق الصوفية بيانًا يبرر فيه ويؤيد قرارات عبدالناصر بسحب قوات الطوارئ الدولية من سيناء في مايو 1967م.

لكن هذا الخلاف لم يمنع بعض الطرق الصوفية من الخروج بموكب تأييد لمصر في شخص عبدالناصر في ديسمبر 1967، لتحفيزه على الانتصار وإزالة آثار هزيمة 67.

ويقول أبو العزائم أن خروجهم كان من منطلق "أنت اللى وصلتنا لكدا، فلازم تكمل، وترجعلنا الأرض من جديد، شيل المسؤولية وصحح ما فعلته".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل