المحتوى الرئيسى

بالفيديو| أسرة صيّاد الإسماعيلية: "علي" شهيد لقمة العيش

07/22 15:52

في وقت موحش، يفجر الحزن من عيني أم مكلومة، أنهار من الدمع بكاءً على فراق ولدها، بعد أن طالته رصاصة حية قتلته في الحال، ولا عزاء لها سوى أن نجلها "شهيد لقمة العيش" بحد وصفها.

تروي السيدة "عفاف علي"، أم الصيّاد الشاب "علي رمضان"، قصة ابنها لـ "مصر العربية"، الذي قتل خلال عمله، ببحيرة التمساح، بالإسماعيلية، جراء إطلاق قوات تأمين المجرى الملاحي لقناة السويس صباح الأحد الماضي، عدة أعيرة نارية اخترقت إحداها جسد "الصيّاد"، لترديه قتيلًا، بحسب روايتها.

فبعد نوبة من البكاء العميق، تحكي "الأم المكلومة" كيف قتل نجلها، قائلة: "علي ابني مات وهو بين أحضان أبوه على المركب، وكان الوحيد على 5 بنات، ومعنديش غيره، وكان بيعين أبوه على كسب الرزق".

وتابعت: "يوم الحادث كنت وقتها بالعمل بالملابس الجاهزة بالاستثمار وجاءنى اتصال من أحد اصدقاء على وأبلغنى أن ابنى تم إطلاق النار عليه، وعرفت بعدها أن أبنى ووالده ومعه 4 من أصدقائه قد خرجوا إلى البحر من أجل الرزق، فتم إطلاق النار عليهم فأخترقت أحدى الرصاصات المركب وأصابت ابنى ببطنه.

وأضافت: "تم نقله إلى المستشفى ولكنه لم يكن يتنفس وتوفى بعدها بدقائق، "ابنى أضرب بآلى، لو كان يعرف أبوه وامه واخواته الخمسة ماكنش عملها وحسبنا الله ونعم الوكيل واحتسبت ابنى شهيد عند ربنا"، "على ابنى متربى لا عمره عمل مشكلة مع حد وما بيعرفش حاجة غير أكل رزقه فى البحر وانا اللى كنت بعمله وبجبله كل حاجة". 

وأكملت، "ابنى لم يكمل تعليمه وترك المدرسة منذ أن كان فى الصف الثالث الابتدائي وخرج ليعمل فى البحر حتى يتولى مصاريف البيت وإعالة شقيقاته الخمس، خاصة وأن والده مريض بالربو ولا يقدر على العمل، فتحمل هو المسؤولية منذ الصغر، "من هو عنده 6 سنين وهو بيسرح مع خواله بالبحر لأنه حس بالحمل الثقيل اللى احنا فيه، كما أن ضيق وصعوبة الرزق بالبحر، دفعنى إلى الخروج والعمل فى الإستثمار، "الحال صعب لو الصياد سرح يوم يقعد جمبه عشرة ورزقنا على ادنا ولو البحر شغال ما كنتش اشتغلت ولا طلعت من بيتى".

واستطردت قائلة "قيادات جاءت لنا فى المنزل ووعدتنا بالتحقيق فى الواقعة وتقديم المتسبب فى قتل ابنى للمحاكمة".

والتقط "محمد" خال الفقيد طرف الحديث قائلاً: "كنا سارحين فى اليوم ده فى البحر وكان بينا بين مركب على 2 كيلو وفجأة اتصلوا بينا وقالولنا ان "على" أضرب عليه ومات"، وتابع الرصاصة التى قتلت ابن اختي

قد اخترقت خشب المركب وإصابته لتودى بحياته، ونحن لا نعلم لماذا حدث ذلك، فكل مرة يتم إطلاق طلقات تحذيرية لنا فى الهواء، "ليه حصل كده احنا صيادين، وممكن نعد ب3 و4 أيام ما نسرحش عشان فيه تأمين وفيه سفن حربية بتعدى، ومافيش بديل مين اللى هايصرف علينا".

وأضاف "ليه بيعملوا كده مع الصيادين مع ان لما بنشوف اى حد غريب بنبلغ قبل كده بلغنا عن واحد سودانى واى تعديات بنبلغ عنها احنا حماية ليهم ازاى يعملوا كده معانا ازاى يضربوا ابننا بالنار".

وقالت شقيقته سارة "خبطوا علينا قالوا اخوكوا اضرب بالنار وبعدين عرفنا انه مات اعدنا نعيط ونصوت اخويا "، على"كان مالى علينا البيت عمره ما عمل حاجة وحشة كان حنين وماكنش بيخلينا عايزين حاجة او محتاجين لحد".

بغضب يروي محمد جمعة صديق "علي" في الفلوكة المشهد الأخير من حياته وواقعة إطلاق النار عليهم ويضيف كانت الساعة قد قاربت التاسعة صباحاً وفوجئنا بقوة تأمينية تطلق النار على الفلوكة عن بعد وفي مثل هذه الحالات ننبطح على بطوننا داخل الفلوكة لكن إطلاق النار لم يتوقف واخترقت إحدى الرصاصات جدار الفلوكة وأودت بحياة علي وهو بين يدي والده وفي أحضاننا ".

وقال "بأي حق قتلوا علي وبأي حق بيضربوا علينا نار..هو إحنا كفرة ..ده الكفرة بيعملوا لهم إحترام ..لقمة العيش نجيبها إزاي ...لو قعدنا في البيوت هنموت من الجوع ولو نزلنا هنموت بالرصاص يبقى نموت في البحر أشرف لنا على الأقل نكون شهداء لقمة عيشنا ".

وتابع "لما إتعملت القناة الجديدة قالوا لنا البحر هيوسع وهيفتحوا علينا وفي الاخر البحر إتقفل علينا واللي اشتغل ولاد البهوات وأبناء المحافظات الأخرى ".

لم يتمالك عبد الله نفسه وهو يروي تفاصيل ما وقع مع صديقه وجاره "علي "وأجهش في البكاء هو يقول "حسبنا الله ونعم الوكيل في السيسي" لو كان حد من ولاد الأكابر ولا الضباط كان حقه هيروح إحنا بننزل في الشهر 5 ولا 6 أيام وبقت لقمة العيش بالدم .أما مهددين بالحبس والغرامة والمحاكمة العسكرية وأما بالقتل .

وقال محمود إبراهيم "علي" مش الأول ومش هيكون الأخير إحنا السنة ده مات مننا وإتصاب 6 صيادين ده غير اللي دفعوا غرامات وإتحاكموا أدام المحاكم العسكرية وكلهم صيادين معاهم تصاريح".

وأضاف حسن إبراهيم "إحنا بين البحر اللي مفيهوش سمك وما بين الإجراءات التأمينية وما بين ظروف إقتصادية ما يعلم بها إلا ربنا بنعافر عشان لقمة العيش".

واقعة مقتل "على" صباح يوم الأحد الماضى لم تمر مرور الكرام، فقد صاحبها احتجاجات واسعة من قبل جموع الأهالى والصيادين بعزبة الحلوس الذين قاموا بالاعتصام وقطع شارع الثلاثينى وطريق البلاجات أثناء تشييع الفقيد بجنازة مهيبة شارك بها المئات حاملين ملابس الفقيد ومرددين الهتافات المنددة بمقتله والمطالبة بحقه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل