المحتوى الرئيسى

توقفوا عن "التبشير في المؤمنين"

07/22 13:05

طالب الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، أجهزة الدولة بالتوقف عن دبلوماسية "التبشير بالمؤمنين"، على خلفية الدعم الغير جيد للسفيرة مشيرة خطاب في ترشحها لمنصب مدير منظمة اليونيسكو، مؤكدًا أن تحسين صورة خطاب الداخل لن تفيدها في الخارج.

وقال "حسين"، في مقاله بصحيفة "الشروق": لا نريد دبلوماسية «التبشير فى المؤمنين»، التى اتبعناها عام 2004 فى مسألة الترشح لاستضافة كأس العالم عام 2010، وحصدنا صفرا كبيرا سيظل شاهدا على سوء الإعداد وبؤس الأداء والفهلوة.

كل التوفيق للسفيرة مشيرة خطاب التى أعلنت الحكومة المصرية رسميا مساء الثلاثاء الماضى ترشيحها لمنصب مدير عام منظمة التربية والثقافة والعلوم «اليونيسكو» التابعة للأم المتحدة.

وإذا كنا جادين فى هذا الترشح فعلا، فعلى الحكومة وأجهزتها، وكل من له صلة رسمية أو غير رسمية بهذا الترشح أن يتعامل مع الأمر بجدية واحترافية، حتى لا يتكرر معنا ما حدث فى تجارب سابقة لا قدر الله.

نتذكر جميعا المعركة التى خسرها المرشح المصرى فاروق على نفس المنصب فى سبتمر 2009 امام المرشحة البلغارية إيرينا بوكوفا.

قبل سنوات قليلة أيضا خسرنا بمهانة معركة استضافة نهائيات كأس العالم التى فازت بها جنوب أفريقيا.

صحيح أن الدنيا تغيرت وجرت فى النهر مياه كثيرة، لكن الأكثر صحة أيضا أن قواعد التصويت والمنافسة والتربيطات المعتادة فى مثل هذه المعارك لم تتغير. هى لا تتم فقط على اسم وسيرة وملف المرشح، بل على عوامل كثيرة متنوعة ومتداخلة.

ملف السفيرة مشيرة خطاب مشرف، فهى دبلوماسية محترفة، خدمت فى العديد من العواصم المهمة، ثم صارت وزيرة للأسرة والسكان، وعلى المستوى الشخصى فهمى سيدة مجتمع راقية، ومهتمة بالعمل العام بصورة دائمة.

لكن المؤكد أن الدولة وأجهزتها المفترض أنها مدركة أن التصويت على اسم المدير، لا يكون على شخصه، أو اسم دولته فقط، بل فى شكل أقرب إلى الصفقات.

وبالتالى فعلينا أن نكون جادين ونتوقف عن تسويق اسم مشيرة خطاب داخل مصر، وكأن المصريين سيذهبون إلى مراكز ولجان الانتخابات للتصويت لها!!.

لا نريد دبلوماسية «التبشير فى المؤمنين»، التى اتبعناها عام 2004 فى مسألة الترشح لاستضافة كأس العالم عام 2010، وحصدنا صفرا كبيرا سيظل شاهدا على سوء الإعداد وبؤس الأداء والفهلوة.

مساء الثلاثاء جرى إعلان الترشح رسميا من قلب المتحف المصرى فى ميدان التحرير الذى يضم كنوزا من أعظم ما أنتجته الحضارة المصرية الفرعونية العريقة.

لا خلاف على المكان، لكن المأساة أن التنظيم لم يكن على المستوى المطلوب. شاهدت «هرجلة وهمبكة» لا حصر لها، رأيت بعينى يوسف زيدان والدكتور أحمد مرسى ومصطفى الفقى ــ قبل ان يتم استدعاؤه للمنصة، وشخصيات عامة كبيرة لا تجد مكانا فى المقدمة، وتجلس فى الصفوف الخلفية البعيدة، فى حين كان يجلس فى فى الصفوف الأولى ــ بعد الوزراء ــ مجموعات وحشود من الموظفين.

فى مثل هذه المناسبة كان لابد ان نحشد افضل ما لدينا من اسماء ورموز لتتصدر المشهد، من كبار المفكرين والمثقفين والأدباء والشخصيات المؤثرة ليكونوا فى مقدمة الصورة.

قد يكون ذلك أمرا فرعيا بسيطا، لكن أتمنى ألا يكون مؤشرا على عدم الجدية. أما أن نتعامل من الموضوع بجدية أو نتوقف ولا نسىء إلى السفيرة والأهم إلى مصر وسمعتها.

هناك مرشحون منافسون للسفيرة خطاب منهم حمد عبدالعزيز الكوارى المستشار بالديوان الأميرى القطرى. الرجل بدأ التحرك فورا بزيارة الدول الأعضاء وآخرها كينيا قبل اربعة أيام والتقى مع رئيسها وهورو كينياتا، وطبقا لوكالة الأنباء القطرية فإن الرئيس الكينى أعلن عن دعم بلاده للمرشح القطرى.

يفترض أن الاتحاد الأفريقى أعلن دعم المرشحة المصرية، لكن نعلم أن هذه توصية غير ملزمة، وكل دولة عضو تصوت طبقا لمصالحها، وبالتالى علينا أن نتحرك بسرعة ونعرف «راسنا من رجلينا» كما يقول المثل الشعبى.

يقال إن بعض الدول رصدت ميزانيات مفتوحة بملايين الدولارات لمرشحيها، وخصصت طائرة خاصة يتحرك بها وطاقم عمل من متخصصين وخبراء وسيكرتارية، باعتبار أنه يمثل بلده. المسألة ليست هينة وتحتاج مفاوضات وصفقات معروف تماما أن أى دولة إذا دعمت هذا المرشح أو ذاك فإنها تنتظر المقابل من الدولة الأخرى.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل