المحتوى الرئيسى

الإخوان: فشل انقلاب تركيا سيكون له توابع لدينا

07/22 13:05

قال طلعت فهمي، المتحدث الإعلامي باسم جماعة “الإخوان المسلمين” في مصر، إن” فشل الانقلاب في تركيا يأذَن بنهاية عصر الانقلابات العسكرية”.

وأضاف فهمي في مقابلة مع “الأناضول”، أن “تركيا لها رصيد ضخم وكبير على مدى سنوات طويلة في التعامل مع الانقلابات العسكرية، والانهيار السريع لانقلاب 15 يوليو الجاري يسد الباب ويقطع الطريق في المستقبل، لتكون هذه نهاية أي محاولة عسكرية للدخول إلى ساحة الديمقراطية”.

واستدرك المتحدث بالقول إن “فشل الانقلاب في تركيا سوف يتبعه توابع في العالم العربي، وسيتعلّم الناس كيف يحافظون على ديمقراطيتهم وعلى بلدانهم، وكيف يتصدون بأجسادهم ويقدمون أرواحهم من أجل المحافظة على حرياتهم ومكتسباتهم، فلذلك سيكون لهذا الفشل أثر إيجابي في دعم معنويات الشعوب في البلاد العربية، في مقاومة الاستبداد”.

وحول العلاقات السياسية بين أنقرة والقاهرة تابع فهمي، أن “الحكومة التركية ذكية وقادرة على إقامة علاقات متوازنة، وهي تبحث عن مستقبلها وحقوق شعبها، وفق السياسات التي تقرّها بنفسها، وهي دولة كبيرة ولها سياساتها المتزنة، والتي تبحث من خلالها عن مصلحتها ومصلحة شعبها، وهي تسير في هذا المجال بحكمة واقتدار كما تساند كل القوى المطالبة بالحرية والقضايا العادلة”.

وحول تلك العلاقات وفيما إذا سيكون لاحتمال تحسنها في المستقبل أثر في التخفيف من ضغط النظام المصري على المعتقلين، والصادرة بحقهم أحكام إعدام، أوضح فهمي أن القضية في مصر “ليست قضية مسجونين، وليست قضية أشخاص محالين إلى الإعدام، لأن أحكام الإعدام لا تقصّر الآجال، والله سبحانه وتعالى حدد الآجال، ونحن سنخرج من السجون في الوقت الذي سيحدده الله سبحانه وتعالى، قضيتنا قضية عادلة، ونحن فزنا في خمس استحقاقات انتخابية، ولنا رئيس شرعي منتخب(محمد مرسي)، وتم اختطافه”.

وقال مضيفاً “نحن لا نريد تحسين ظروف السجن، ولا نريد إخراج الناس فقط من السجن، ولكننا نريد مكتسباتنا التي خرج الشعب المصري للمحافظة عليها، كما خرج الشعب التركي ليقف في وجه الانقلابيين، ونحن كذلك في مصر نقف في وجههم، ونريد حقوقنا كاملة وغير منقوصة، وإننا في مصر نكل أمرنا إلى الله سبحانه وتعالى”.

ورأى أن “تركيا دولة عظيمة ورائدة، أرست دعائم كبيرة للديمقراطية في الفترة الماضية، وساندت كل قضايا المستضعفين، وقضايا الشعوب الباحثة عن الديمقراطية والحرية في العالم، وكان لها دور كبير في مناصرة شعوب العالم العربي في ثوراتها ضمن الربيع العربي

واستدرك أنه “في هذه الفترة الحرجة تتطلع الأمة العربية والإسلامية إلى دور كبير في العالم، تكون تركيا بموضع القلب منه، ولذلك حينما جاءت أنباء الانقلاب الأثيم تضرع الجميع إلى الله في مشارق الأرض ومغاربها أن يحفظ تركيا، وحتى في أثناء الانتخابات التركية الأخيرة كان العرب والمسلمون يقولون نحن ندلي بأصواتنا في صندوق الدعاء إلى الله سبحانه وتعالى ليحفظ تركيا وشعبها وحكومتها التي دعمتهم”.

وأكد أن “الانقلاب كان حدثاً عالمياً بامتياز، تواطأت وتكاتفت به دول وقوى كثيرة(لم يشر إليها)، وهو ليس أمراً تركياً خالصاً، ولا يعد حدثاً محليا أو إقليميا، وهو مشابه للانقلاب الذي حدث في مصر في يوليو 2013، حيث لم يكن شأناً مصرياً فحسب، ولكن الله قيّض لتركيا، قائداً شجاعاً، وجه دعوته للشعب، واستجاب الشعب له حينها، لحماية مكاسبه وديمقراطيته”.

ولفت إلى أن “الحكومات والدول المستبدة، استنزفت خيرات العالمين العربي والإسلامي على مدى عقود طويلة، وتأبى لهذا العالم أن يلج إلى ساحة الحرية، لأن الحرية دائما ينتصر بها الإسلام والقيم العادلة، وترتفع بها قيم الإنسانية، ومن أجل هذا كان هذا الحدث العالمي، الذي هدف إلى كسر التقدم الذي كانت تركيا بالقلب منه، وكان من الممكن أن تنضم إليه قوى كثيرة من العالم العربي وسيكون في المستقبل القريب إن شاء الله”.

واستدرك المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان قائلاً “دعونا الله سبحانه وتعالى في هذه الغمة أن يلهم الرئيس أردوغان وحكومته وشعبه الصواب، وأن ينزل عليهم السكينة، لأن الحدث كان مزلزلاً، ولولا لطف الله وعنايته لذهبت الأمور في اتجاهات أخرى بعيدة، ولكن الله ينصر من ينصره”.

وأشار إلى أن “تركيا نصرت المظلومين والمستضعفين، ودفعت ثمناً كبيراً نتيجة إيمانها وقيم العدالة والإنسانية، والتكاتف مع المستعفين ومناصرة قضاياهم، ولم يضيعهم الله عز وجل، ومن قبل قالت السيدة خديجة لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم “والله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق”، وتركيا أكرمت الضيف وأغاثت الملهوف وساعدت المنكوب، ووصلت الرحم، وقامت بدور جيد في هذا المجال، والنبي صلى الله عليه وسلم قال “احفظ الله يحفظك”، ونحسب أن تركيا حفظت الله، فحفظها الله في ظل الابتلاء والمحن”.

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة فتح الله غولن(الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة، وفق تصريحات حكومية وشهود عيان.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل