المحتوى الرئيسى

الأولمبياد والسياسة.. صراع أمريكي روسي وعمليات فدائية ضد الإسرائيليين

07/22 02:29

تبدأ بعد أيام قليلة وتحديد يوم الخامس من شهر أغسطس القادم دورة الألعاب الأولمبية121-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%85%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%81%D9%8A%D8%A9">الألعاب الأولمبية الصيفية ريو دي جانيرو 2016، ولعل أنظار جميع عشاق الرياضة بمختلف مجالاتها سوف تتجه إلي شواطئ الكوبا كابانا من أجل البطولة الأهم على مستوى العالم.

ومع اقتراب وصول شعلة أولمبياد ريو إلي مقرها الرئيسي في ملعب الماركانا ينظر العديد من المهتمين بالرياضة حول العالم إلى تاريخ الأولمبياد والصراعات التي دارت بها، ومع وجود العديد من الجُمل التي تتحدث عن فضل الرياضة في توحيد الشعوب وأنها تجمع ما فرقته السياسة، إلا أن الرياضة ليست دائما تعمل على هذا الوجه، فأحيانا تكون الرياضة وسيلة ترسيخ للصدامات السياسية، ونعرض لكم هنا أبرز الدورات الأولمبية التي واجهت صراعا سياسيا في طياتها.

أولمبياد أنتويرب - بلجيكا 1920

الدورة السادسة للألعاب الأوليمبية والتي أقيمت عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى، حيث كانت بلجيكا تعاني من وضع اقتصادي طاحن، ولم يكن أمامها الوقت الكافي لإعادة إعمار المدينة وبنأء الملاعب التي هدمتها الحرب، وعلى سبيل المثال فإن ملعب ألعاب القوى لم ينتهي بناءه عندما بدأت الأولمبياد.

وقد طفى على هذه الدورة الصبغة السياسية، ليس فقط في أعمال إعادة البناء والأزمة الاقتصادية، ولكنها امتدت إلى الدول التي تم دعوتها لتلك الدور، حيث شارك فيها 29 دولة فقط على مستوى العالم، وذلك عقب استبعاد بعض الدول التي شاركت في الحرب العالمية الأولى، وهي دول ألمانيا، المجر، تركيا، النمسا وبلغاريا، كما غاب عن تلك الدورة الاتحاد السوفيتي بسبب الثورة البلشفية، وعانت الدورة أيضا من قلة عدد الرياضيين المشاركين خاصة في ألعاب القوى بسبب الخسائر في صفوف الرياضيين سواء عسكريين أو مدنيين خلال الحرب.

أولمبياد أمستردام - هولندا 1928

في عام 1928 تقرر أن تستضيف هولندا دورة الألعاب الأولمبية الثامنة، وتلك المرة كانت الملكة الهولندية رافضة لاستضافة تلك الأولمبياد، حيث كانت ترى الملكة فيلهلمين إن الأولمبياد ما هي إلا عادة وتظاهرة وثنية، وعلى هذا الأساس قام الهولنديون بتنظيم استفتاء على إستضافة الأولمبياد أو عدم استضافتها، ولكن الاستفتاء جاء عكس رغبة الملكة.

ومن ناحية أخرى كانت تلك الدورة هي بوابة ألمانيا للعودة للأولمبياد من جديد، ومع الترحيب الهولندي بالبعثة الألمانية لاقى ذلك غضبا فرنسيا مما جعل البعثة الفرنسية ترفض دخول طابور العرض وانضمت إليها البعثة الأمريكية، وذلك بسبب العداء المتبادل بين تلك الأطراف منذ الحرب العالمية الأولى.

أولمبياد برلين - ألمانيا 1936:

استضافت ألمانيا في ذلك الوقت الدور العاشرة من الألعاب الأولمبية، وقد كان من الطبيعي أن تكون الأحداث السياسية لها أثرا بالغا على تلك الدورة حيث كان يحكم ألمانيا في ذلك الوقت أدولف هتلر، وكان صعود المد النازي كاد أن يحرم ألمانيا من هذه الدورة ولكن نجاحها في الأولمبياد الشتوية التي سبقتها كان عاملا مساعدا لإعطاء ألمانيا حق التنظيم بنجاح.

 وكانت البداية مع التهديد الأمريكي بمقاطعة تلك الدورة، ولكنها شاركت في النهاية، ولم يقاطعها سوى إسبانيا بسبب الحرب الأهلية، وقد استغل الألمان تلك الدورة من أجل الدعاية للفكر النازي وتعبئة الجماهير نحو أفكار هتلر.

دورة الألعاب الأولمبية رقم 12 والتي تمكنت فنلندا من إستضافتها وهي تحت حكم الحزب الشيوعي، وقد كانت تلك الدورة هي بوابة الاتحاد السوفيتي للعودة إلي الأولمبياد من جديد بعد غياب دام 40 عاما، وفي ذلك الوقت كانت الحرب الباردة في بدايتها، فكان الوجود السوفيتي بالنسبة للأمريكين تحدي كبير، حيث قامت اللجنة الأولمبية الدولية بالاعتراف عام 1951باللجنة الأولمبية الوطنية لاتحاد الجمهوريات السوفيتية.

كما حصلت ألمانيا على رخصتها الدولية الجديدة عقب الحرب العالمية الثانية تحت اسم ألمانيا الاتحادية الفدرالية (الغربية) ودخلت بها الأولمبياد، وبالتالي ظهرت أيضا ألمانيا الديمقراطية (الشرقية) في تلك الدورة.

أولمبياد ملبورن - أستراليا 1956

الدورة الأولمبية رقم 13 شهدت صراعات بالجملة، فكان قبل بدأ تلك الدورة قد وقع الغزو السوفيتي على المجر بعد أيام على انتفاضة المجريين فيما عرف بخريف بودابست، وعلى إثر ذلك كادت تقوم حرب أخرى في مباراة عرفت بمباراة الدم في الماء، حيث جمعت مباراة في كرة الماء بين المنتخب السوفيتي ومنتخب المجر، وقامت اشتباكات بين اللاعبين بسبب التوتر الساسي في حوض السباحة.

كما إن عدة دول أوروبية انسحبت من تلك الدورة بسبب الغزو السوفيتي للمجر ومن تلك الدول إسبانيا، هولندا، سويسرا وليختينشتاين، وكان العدوان الثلاثي على مصر والذي تم عام 1956 سببا أيضا في انسحاب عدة دول من تلك الدورة لعل أهمهم مصر ولبنان، كما انسحبت الصين أيضا لأسباب سياسية وذلك عقب الاعتراف الدولي بجزيرة تايوان.

أولمبياد ميونخ - ألمانيا 1972

الدورة الأولمبية رقم 17 والتي استضافتها ألمانيا شهدت وقوع عمليات فدائية ضد بعض الرياضيين الإسرائيليين في تلك الدورة، حيث ثام بعض الفلسطينيين قبل نهاية الدورة ب 6 أيام بالدخول إلي القرية الأولمبية واحتجاز بعض الرهائن من الكيان الصهيوني، وذلك من أجل الإفراج عن بعض الأسرى الفلسطينيين المتواجدين بالسجون.

وقد نتج عن الحادث موت 19 شخصا وفي اليوم التالي للهجوم، كما أعلن رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الأميركي أفري برونداج أمام 80 ألف متفرج بإستاد برلين عبارة خلدت في الذاكرة هي: "يجب أن تتواصل الألعاب الأولمبية"، وهو ما كان فعلا.

أولمبياد مونتريال - كندا 1976

كندا نجحت في استضافة الأولمبياد رقم 18 في مدينة مونتريال، ولكن تلك الأولمبياد واجهت مقاطعة من عدة دول إفريقيا، وقد وصل عدد تلك الدول إلي 24 دولة، وكان ذلك الانسحاب بسبب مشاركة نيوزيلندا في تلك الدورة، على الرغم من عدم التزام نيوزيلندا بالمقاطعة الدولية لجنوب إفريقيا بسبب العنصرية، حيث لعب منتخب الراكبي النيزيلندي في بعض المباريات ضد المنتخب الجنوب أفريقي.

كما كان هناك عوائق أخرى في تلك الدورة منها سوء التنظيم، وكذلك إضرابات عمال البناء والذي أثر بصورة كبيرة على أعمال البناء الخاصة بالأولمبياد، حيث بدأت الدورة الأولمبية والمنشأت لم تستكمل بعد.

أولمبياد موسكو - الاتحاد السوفيتي 1980

لعل الدورة الأولمبية رقم 19 والتي في عاصمة الاتحاد السوفيتي موسكو هي أبرز دليل على توغل السياسة في الرياضة، وبشكل خاص في الأولمبياد، حيث كان الصراع بين المعسكر الشرقي والغربي محتدم بشدة، وقد دعى رؤيس الولايات المتحدة وقتها جيمي كارتر إلي مقاطعة تلك الدورة، وذلك بسبب الغوز السوفيتي لأفغانستان عام 1979.

دعوة الولايات المتحدة الأمريكية استجابت لها كلا من ألمانيا الغربية واليابان الذي رفضا المشاركة،ولم يتوقف الأمر عند ذلك فقد استجابت أيضا 61 دولة لدعوات المقاطعة في دليلا واضح على معارضة المعسكر الغربي لما يفعله الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، كما أنضمت بريطانيا إلي المقاطعة ولكنها قامت بترك الحرية لرياضييها بالمشاركة أو عدم المشاركة.

أولمبياد لوس أنجلوس - الولايات المتحدة 1984

ردا على المقاطعة الأمريكية والغربية لأولمبياد موسكو 1980، رد الاتحاد السوفيتي في الدورة رقم 20 والتي أقيمت في لوس أنجلوس بعدم الحضور، حيث امتنع الاتحاد السوفيتي والعديد من دول المعسكر الشرقي عن الحضول لتلك الدورة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل