المحتوى الرئيسى

فهمي هويدي: «الشروق» منعت مقالي عن أبو الغيط تجنبا لـ«الخطوط الحمراء»

07/21 17:12

كشف الكاتب الصحفي فهمي هويدي لـ"التحرير"، تفاصيل وأسباب منع مقاله من النشر بجريدة الشروق فى عددها الصادر أمس الأربعاء، الذى هاجم فيه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط وتناول فيه تصريحاته عن الربيع العربي.

وقال هويدي: "ما أعلمه أن إدارة الجريدة قامت بعرض مقالي الخاص بالأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن الربيع العربي، على إدارة الشئون القانونية بالجريدة، للتأكد من عدم وجود أية مشكلات قانونية ستقع على الجريدة أو صاحبها حال نشر المقال، وأبلغ محامي الجريدة، المسئولين، بأن المقال لا يوجد به أية مشكلات من الناحية القانونية، ولكن من الناحية السياسية لكم مطلق الحرية".

وتابع: "أبلغتني إدارة الجريدة بموقفها من المقال بعد ورود رد الشئون القانونية، وأنها لن تستطيع نشره بسبب الظروف الراهنة والحرج السياسي، فقلت لهم أننى متحمل مسئولية نشره ولكن إذا أردتم عدم نشره، فأنا مشفق عليكم فى ذلك ولن أعارض قراركم"، واستطرد: "اعتقد أن ما كتبته فى المقال، بأن قدوم أبو الغيط لتولي منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية يتلائم مع مرحلة سقوط العرش، وأنه من المتعارف عنه أنه ليس رجل شجاع وبالتالي فلابد أن يكون له ظهر يسانده، كما ذكرت فى مقالي الممنوع من النشر، وهذا قد يكون السبب وراء اتخاذ الجريدة موقفها بعدم نشر المقال".

وأشار: "لم أكن أتخيل أن مقالي عن أبو الغيط وما كتبته عنه سيمس الشأن المصري أو الخطوط الحمراء للدولة، أو سيغضب من بالداخل أو حتى مسئولي الجريدة أنفسهم، ولكن إدارة الجريدة قلقت بسبب الظروف الحساسة التى تشهدها الدولة، ولا أعلم من كانت تخشاهم الجريدة فى الخارج فى حال نشر المقال".

وأضاف هويدي: "استكملت كتابة مقالاتي فى الشروق، وقمت بنشر مقالي التاني فى العدد الصادر اليوم، وأقدر جيدا حجم المسئولية الملقاه على عاتق كل شخص أو جريدة فى الوقت الراهن، وأنا متعاطف معهم بالفعل، ومُستعد أعذر أى حد"، واستكمل: "لم أقل كل ما أعرفه عن أبو الغيط وما كتبته جزء بسيط فقط مما أعرفه عنه".

وقال هويدي: "منع نشر بعض المقالات لي، شئ ليس جديد وأنا متعود عليه، ومعنديش فيه مشكلة، ولدي استعداد لقبول أعذار أى شخص، وسأكمل كتابة مقالاتي بشكل منتظم".

الشروق: رفضنا النشر بسبب الخطوط الحمراء

وفى المقابل، قال مصدر مسئول بالجريدة -طلب عدم الإفصاح عن اسمه-، أن إدارة الجريدة رفضت نشر المقال خشية من تورطها فى حرج سياسي وأزمة مع مسئولي الدولة، مستطردًا: "المقال من الناحية القانونية لا توجد فيه أية مشاكل قانونية على الإطلاق، ولكن قد يكون فيه نوعا من تجاوز الخطوط الحمراء فى الدولة وهو ما جعلها تتراجع عن نشر المقال".

وأضاف المصدر، أن إدارة الجريدة تواصل نشر مقالات فهمي هويدي بشكل دائم وثابت، قائلًا: "إدارة الجريدة أبلغت هويدي بقرارها، وتقبل موقفها دون أية مشكلات".

نص المقال الممنوع من النشر

ونشر هويدي المقال عبر مدونته الشخصية تحت عنوان: "أبو الغيط إذا تكلم"..

وجاء فيه: "لم يفاجئنا السيد أحمد أبو الغيط حين وصف الربيع العربي باعتباره «مؤامرة»، ولم ير فيه إلا ما حل ببعض الأقطار من خراب وفوضى، ذلك أن مسؤولًا بمواصفاته وتاريخه لا يستغرب منه مثل ذلك الكلام، إذ من المفهوم أن يرى وزير خارجية مبارك لمدة سبع سنوات أن ثورة ٢٥ يناير جزءًا من مؤامرة".

وحين يكون الرجل صديقًا للإسرائيليين ومعاديًا للفلسطينيين وفخورًا بإفشاله دعوة انعقاد القمة العربية لوقف العدوان الوحشي الإسرائيلي على غزة فإن خصومته للربيع العربي تصبح مبررة.

لكن المشكلة أن يصدر هذا الكلام عن الأمين العام لجامعة الدول العربية.. وهي صفة كانت تفرض عليه أن يكون أكثر حذرًا واحتشامًا في الحديث عن رياح التغيير التي هبت على العالم العربي في عام ٢٠١١ معبرة عن شوق العرب إلى الحرية والعدل.

صحيح أن الجامعة العربية تمثل الأنظمة وليس الشعوب العربية، وهي الآن في أضعف وأتعس حالاتها، وأن الرجل يجسد تلك الحالة، الأمر الذي يجعله الرجل المناسب في الظرف المناسب، إلا أن ثمة حدودًا للوهن والسقوط. ولو تمتع الرجل ببعض الكياسة وحسن التقدير لاستخدم لباقة الدبلوماسيين التي يفترض أنه تعلمها في التعبير عن رأيه.

إذ ليس مطلوبًا منه أن يمتدح الربيع العربي وربما قبل منه أن ينتقد تداعياته أو يحذر من تفاقمها، لكن انحيازه الصريح إلى الثورة المضادة وتعبيره الجارح عن إدانة انتفاضة الشعوب العربية لا يهين المشاعر العربية فحسب، ولكنه يهين المنصب الذي يشغله باعتباره أمينًا للجامعة. حتى إذا كان الرجل مناسبًا لمرحلة الانكسار وانهيار النظام العربي، وأصبح رمزًا للسقوط الذي صرنا إليه، فليس مفهومًا أن يبالغ في ذلك وأن يصل به إلى القاع بحيث يخاطبنا من منتهاه.

ولئن عمت البلوى وصار السقوط واقعًا يتعين علينا أن نعترف به ونتعامل معه حتى إشعار آخر، فما تمنينا أن يكون خطابه من قاع السقوط، وما توقعنا أن يعبر أمين الجامعة العربية عن ذلك الخطاب حفاظًا على ما تبقى من رمزية الجامعة واحترامًا لمنصب الأمين العام.

أدري أن الأوصاف التي أطلقها السيد أبو الغيط في حواره الذي بثته قناة «سي. بي. سي» مساء الأحد الماضي ١٧/٧ استخدمها آخرون من قبل، حيث لم يكن أول من وصف الربيع العربي بأنه «مؤامرة»، إلا أن ذلك الوصف جاء على ألسنة خصوم وموتورين وآخرين من المنافقين والمهرجين وغير ذوى الصفة. وما تمنينا أن يجور علينا الزمان ويتردى بنا الحال بحيث يصطف أمين الجامعة العربية إلى جانب هؤلاء.

أكرر أنني لا أحسن الظن بالرجل وليس لدي دفاع عنه، لكنني انطلق من الغيرة على المنصب وأتعلق بشعرة تبقى على شيء من الكرامة للجامعة العربية. إذا أردنا أن نوسع دائرة المصارحة فإننا لا ينبغي أن نكتفي باستهجان ما صدر عن السيد أبو الغيط، لأن زملاءه الذين عملوا معه ويحفظونه جيدًا يقولون إنه ما كان له أن يتحدث بتلك الجرأة إلا إذا كان مطمئنًا إلى أن هناك من يسانده ويدعمه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل