المحتوى الرئيسى

فيديو وصور| هدى تتحدى إعاقتها.. تكتب وتلعب بذراعيها وتتفوق في دراستها

07/21 14:37

الرئيسيه » بين الناس » وجوه » فيديو وصور| هدى تتحدى إعاقتها.. تكتب وتلعب بذراعيها وتتفوق في دراستها

إعاقتها لم تسلب منها حياتها، ورغم نظرات العطف والنقص التي تلاحقها مضت قدمًا في الحياة، وأثبتت للجميع أن الإعاقة ليست في الجسد ولكنها في الفكر والروح.

هي هدى أشرف أبو الفتوح عبد الحميد، فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة، اختارت طريقًا غير طريق الانطواء على النفس والعزلة عن الآخرين، فسارت في طريق الانتصار على إعاقتها من خلال الإبداع والعمل.

ولدت هدى من دون ذراعين، وبها تشوهات بكتفها الأيمن، الذي تمارس حياتها عن طريقه الآن، بعد أن لحقت الإصابة بقدميها التي كانت تآكل وتشرب وتعمل كل شيء عن طريقها، وذلك لإصابتها بقصر في القدم الشمال بـ12 سم، تسبب لها في إنحناء بالقدم اليسري، والعمود الفقري فجلعها تؤثر على حركتها وسيرها.

استطاعت هدى أن تتفوق على جميع زميلتها بقرية الضهرية التابعة لمركز شربين بمحافظة الدقهلية، وتحصد المركز الأول في المرحلة الابتدائية على مستوى مدرستها، بل وواصلت النجاح حتى حصدت على المركز الأول لهذا العام في صفها الثاني الثانوي التجاري، وتريد أن تكمل دراستها وتحقق حلمها بالإلتحاق بكلية الهندسة.

تقول هدى عن رحلة كفاحها وصبرها، إن وقوف عائلتها معها في توفير كل ما تريد، منذ الصغر، هي سبب تفوقها في كل شيء، فقبل أن يرحل والدها عنها منذ سنتين بسبب مرضه، كان يقف بجانبها ولم يتخلى عنها لحظة واحدة طوال حياته، ومن ثم بدأت الأم رحلة التعب والمشقة حتى ترى نجلتها يومًا تفعل كل شيء لوحدها دون مساعدة أحد، فهذا هو حلمها التي فعلت كل شيء من أجله.

وفجأة تنقطع الفتاة عن حديثها مع محرر “ولاد البلد” وتصطحبه إلى حجرتها البسيطة الموجودة بالمنزل، لكى تبدأ في أعمال الكتابة أمامه وتبهره بما تفعله، فالفتاة ذو الوجه الملائكي، تسند القلم بين وجهها وكتفها وتكتب أفضل ممن يكتبون بأيديهم.

لم يتوقف الأمر عند ذلك، فرغم الإعاقة التي ولدت بها هدى وعاشت معها طوال 16 عامًا، لم تمنعها من الضحكة والأمل في الحياة، فاتجهت نحو عمها وأخذت منه الهاتف المحمول وبدأت تفتش بداخله حتى تصل إلى لعبتها المفضلة على هاتفه وتمارسها بكل إتقان وبراعة حتى تتخطى عدة مستويات باللعبة.

تقول هدى “أنا بحب ألعب كتير على الموبيل، وبحاول ألعب بعض الألعاب بذراعي، وكمان بقعد على الحاسب الآلي وبتعامل معاه كويس جدًا”.

تتجه هدى بعد ذلك للذهاب إلى مكتبها الصغير الموجود بصالة المنزل دون مساعدة أحد، وتفتح الأدراج لإخراج كتبها وشنطتها المدرسية وتقوم بإدخال وإخراج بعض الكتب بالشنطة عن طريق قدميها، فهدى تحضر جدولها الدراسي بنفسها، لا تريد مساعدة أحد كما تفعل ذلك عندما تتناول الطعام أو الشراب.

الفتاة العشرينية، بعد أن أصبحت متفوقة دراسيًا وعلميًا، اتجهت إلى أن تتعلم بعض الأمور المنزلية وتفعلها ببراعة، فهي الإبنة الوحيدة لدى والدتها فتريد أن تساعدها بعض الشيء وتتحمل عنها الأعباء المنزلية.

تقول والدة هدى “بنتي بتعرف تكنس وتنظف كويس جدًا وكمان بتمسك “المقشة” وتكنس البيت والسجاد وتنظف وتخليه نظيف جدًا، فمنذ صغرها وهي تحاول أن تفعل كل شيء بقدميها، ولكن بسبب القصر والعجز الذي بقدميها اليسرى وهو 12 سم عن القدم اليمنى جعل ابنتي تصاب بالتواء في العمود الفقري واعوجاج بمنطقة الفخد”.

وتتابع السيدة والأمل والتفائل يملأ وجهها “هدى عملت عمليات كتير جدًا منهم 3 عمليات في رجليها بمستشفى أبو الروس، ركبت أجهزة تطويل للعظام حتى نعالج 12 سم من القصر، ولكن بسبب طول فترة تركيب هذه الأجهزة عدة أشهر أصاب ابنتي بإعاقة جديدة بالعمود الفقري وأصبحت أن تبدل قدميها بجزء صغير من ذراعها المشوه في تناول الأكل وعمل الأشياء”.

وتضيف والدتها “المجتمع يقسو كثيرًا على ابنتي، فمنذ إلتحاقها بالمرحلة الابتدائية كانت هناك بعض زميلتها يعايرونها بإعاقتها، خاصة وأنها كانت ترتدي “جذمة” طبية بها فرق 12 سم لمعالجة القصر، ولكن عندما ذهبت بها للمدرسة يومًا واحدًا لم ترتديها مرة ثانية بسبب تريقة زميلتها عليهم “دي لابسة جزمة فطوطة”.

وتختتم الأم حديثها قائلة “أنا لفيت كتير ببنتي عند الأطباء وكلهم قالولي الحل الوحيد لازم تسافر ألمانيا هتتعالج هناك من كل شيء بالأطراف المتحركة، لكن أنا خلاص صرفت كل اللي ورايا واللي قدامي على علاجها”.

وتتابع الأم “ذهبت إلى إيهاب السلاب، عضو مجلس النواب عن دائرة شربين وعندما شاهد ابنتي لم يستطيع النظر إليها مرة أخرى لتأثره بها، فهو أب بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فتواصل النائب مع وزارة الصحة ورئاسة مجلس الوزراء من أجل استصدار قرار علاج لهدى بألمانيا، وبالفعل ذهبت أمس إلى مجلس الوزراء وتم عرض هدى على لجنة طبية لفحصها وإصدار قرار بسفرها للعلاج بالخارج”.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل