صفقات قياسية لدورتموند في سوق الانتقالات الصيفية

يبدو أن فريق بوروسيا دورتموند الألماني عازم بقوة على المنافسة على الألقاب الموسم المقبل وعدم الاكتفاء بدور الوصافة وراء غريمه التقليدي بايرن ميونيخ. ويتجلى هذا الأمر في التعاقدات القياسية التي أبرمتها إدارة دورتموند في سوق الانتقالات الصفية الحالية.

ومن المتوقع أن يصل المبلغ الإجمالي الذي استثمره فريق دورتموند في جلب لاعبين جدد هذا الصيف إلى120,5 مليون يورو وهو مبلغ قياسي لم يسبق لفريق آخر في الدوري الألماني لكرة القدم (بونديسليغا)، بما في ذلك فريق بايرن ميونيخ أحد أغنى الأندية العالمية، في بلوغه.

26 مليون يورو لاستعادة غوتسه

الفريق الأسود والأصفر دفع 26 مليون يورو للبافاري من أجل استعادة "ابنه الضال" ماريو غوتسه الذي سبق له أن حمل قميص دورتموند أربع سنوات (2009ـ2013) قبل أن ينتقل لبايرن ميونيخ. بيد أن غوتسه صاحب هدف الفوز في نهائي مونديال 2014 لم يتمكن من الإقناع في البيت البافاري وهو ما جعله يفضل العودة إلى أحضان فريقه الأم.

وتمنى فرانك ريبيري لزميله السابق حظا موفقا في دورتموند. وقال ريبيري عن غوتسه "لقد عاش ظروفا صعبة هنا في ميونيخ. وتعرض لإصابات كثيرة أثرت على ثقته في نفسه. أتمنى له حظا جيدا".

هل سيحمل شورله ألوان دورتموند في الموسم الجديد؟

وقضى غوتسه أفضل أيامه الكروية بفريق دورتموند حيث تحول هناك إلى أحد أفضل اللاعبين ليس فقط في ألمانيا بل في أوروبا أيضا. ويأمل ابن 24 عاما في استعادته أمجاده مع فريقه الجديد القديم والعودة مجددا للتألق الذي افتقده في بايرن ميونيخ. وتشير بعض التسريبات إلى أن غوتسه حصل على ضمانة للعب كأساسي في دورتموند.

ومن المرجح أن لا تكون صفقة غوتسه هي الأغلى هذا الصيف في دورتموند بل إن إدارة النادي تسعى جاهدة أيضا للتعاقد مع الدولي الألماني ولاعب فولفسبورغ أندريه شورله. فحسب صحيفة بيلد فإن شورله البالغ من العمر 25 عاما بات قريبا من الانضمام للفريق الأصفر والأسود بعقد يمتد إلى 2019 وبصفقة قياسية في تاريخ دورتموند تبلغ 30 مليون يورو. وكان فريق فولسبورغ قد ضم بداية عام 2015 شورله إلى صفوفه من تشيلسي مقابل 32 مليون يورو.

وإذا نجحت صفقة شورله فسيكون سابع لاعب جديد يلتحق بقلعة بوروسيا دورتموند هذا الصيف، بعد أن تعاقد الفريق مارك بارترا من برشلونة وسيباستيان روده من بايرن ميونيخ وعثمان ديمبيلي من رين الفرنسي وميكيل ميرينو من أوساسونا الإسباني والبرتغالي رالف غيريرو.

الثلاثي المحوري الذي تركه دورتموند نهاية الموسم الماضي. مخيتيريان (يمين) هوميلس (وسط) غوندوغان (يسار)

ويسود تفاهم كبير بين غوتسه وشورله اللذين يقضيان معا عطلتهما الصيفية في الولايات المتحدة الأمريكية. كما قضى اللاعبان مع بعضهما البعض وقتا طويلا في المنتخب الألماني وتوجا معا مع المانشافت بكأس العالم 2014، حيث كان شورله هو صاحب التمريرة الحاسمة التي سجل منها غوتسه هدف الفوز لألمانيا في كأس العالم الأخيرة. كل ذلك يوحي بأن اللاعبين قد يشكلان قوة ضاربة في هجوم دورتموند إذا ما تمكنا من اللعب جنبا إلى جنب الموسم المقبل.

تعويض غياب غوندوغان ومخيتيريان وهوميلس

وتعتبر صفقات دورتموند هذا الصيف هي الأغلى على الإطلاق في البونديسليغا حيث لم يسبق لفريق آخر أن تجاوز حاجز 80 مليون يورو في سوق انتقالات واحدة.

ويرجع ذلك لسببين الأول تواجد سيولة مهمة لدى إدارة دورتموند بعد بيعها لعقود ثلاثة لاعبين أساسيين في الفريق وهم هوميلس، الذي انتقل لبايرن ميونيخ وغوندوغان المنتقل لمانشستر سيتي بالإضافة إلى النجم مخيتيريان الذي التحق بصفوف مانشستر يونايتد. وبلغ مجموع العوائد المالية من هذه الصفقات 105 ملايين يورو. وهو ما مكن دورتموند من استثمارها في جلب عناصر جديدة.

السبب الثاني يكمن في رغبة النادي في تعزيز صفوفه بلاعبين كبار قادرين على سد الفراغ الذي سيتركه غياب مخيتيريان وغوندوغان وهوميلس وفي نفس الوقت منح قوة إضافية للفريق تجعل منه منافسا شرسا للغريم بايرن الذي سيطر على الألقاب المحلية في ألمانيا في الأعوام الأخيرة.

علاوة على ذلك سيخوض دورتموند الموسم المقبل منافسات دوري أبطال أوروبا من جديد ويود أن يكون على أتم الاستعداد لخوض غمار هذه البطولة القوية التي تدر أرباحا كبيرة على الأندية التي تنجح فيها.

تعد صفقة انتقال النجم التشيلي أرتورو فيدال إلى بايرن ميونيخ أهم صفقة في الانتقالات الصيفية لأندية البوندسليغا. دفع بايرن ميونيخ 37 مليون يورو إلى يوفنتوس الإيطالي للحصول على اللاعب الفائز بكأس أمم أميركا الجنوبية هذا العام. وينتظر أن يسبب فيدال هيبة أكبر في قلوب منافسي بايرن ميونيخ، من خلال أدائه القوي في وسط الملعب وليس من خلال الوشم الذي يغطي جسمه.

كما قام بايرن بشراء دوغلاس كوستا من شاختيور دونيتسك الأوكراني مقابل 30 مليون يورو. يتميز كوستا بالسرعة واللعب بالقدمين الاثنين والخبرة الدولية مع منتخب البرازيل. وسيحل كوستا محل الجناح الفرنسي فرانك ريبيري أو زميله الهولندي آريين روبن، عندما يصاب أحدهما. كوستا عمره 24 عاما وهو أصغر بكثير من الاثنين، وبالتالي فهو رجل للمستقبل.

كيفين كوراني المهاجم السابق لمنتخب ألمانيا، وصاحب الخبرة الكبيرة، عاد في الصيف إلى بلده لينضم إلى فريق هوفنهايم بعد خمس سنوات قضاها في دينامو موسكو. وقال كوراني:"هنا أستطيع من خلال خبرتي مساعدة العديد من اللاعبين الشباب." وربما يكون أهم درس هو الانضباط، حتى لو جلس اللاعب على دكة البدلاء. فعدم الانضباط كان سببا في استبعاد كوراني من المانشافت.

يعتبر الدولي ولاعب هامبورغ السابق بيوتر تروخوفسكي (31 عاما) هو الأسوأ حظا بين اللاعبين في صفقات الانتقال هذا الصيف. فبعد نزاع قانوني استمر عاما مع اشبيلية الاسباني، عاد تروخوفسكي إلى ألمانيا من خلال بوابة أوغسبورغ. لكن لا يعلم أحد متى سيكون قادرا على اللعب بعد تعرضه للإصابة مع فريقه الجديد في مباراة ودية، علما بأن عقده مع أوغسبورغ لمدة عام واحد فقط.

قبل عامين قام نادي بايرليفركوزن بإعارة كريستوف كرامر إلى بروسيا مونشينغلادباخ. حينها كان كرامر صغيرا وغير معروف. والآن عاد اللاعب صاحب الأربعة والعشرين عاما إلى ليفركوزن بعد أن أصبح مشهورا؛ إذ إنه فاز مع منتخب بلاده بكأس العالم بالبرازيل عام 2014.

وانتقل المهاجم الخطير ماكس كروزه إلى فولفسبورغ، قادما من مونشنغلادباخ، الذي سجل له الموسم الماضي 11 هدفا. كروزه لاعب المنتخب الألماني، البالغ 27 عاما يقوم حاليا بحملة إعلانات لكنه ربما لا يحتاج لذلك في المستقبل ففريقه الجديد تابع لشركة فولكسفاغن كبرى شركات صناعة السيارات في أوروبا.

النجم الأرجنتيني فرانكو دي سانتو، صاحب البسمة الدائمة أبكى جمهور فيردربريمن، عندما أعلن فجأة في "يوم الجمهور" انتقاله إلى فريق شالكه. وسيسعى طبعا دي سانتو (26 عاما) إلى جلب البهجة أخيرا إلى شالكه، لكن الأهم من ذلك هو أن يسجل الأهداف لفريقه الجديد وإلا فقد لا يشارك في المباريات.

غونزالو كاسترو لاعب ألماني من أصول إسبانية. قضاء غونزالو 16 عاما في صفوف بايرليفركوزن، هو وفاء نادر. لكن بعد كل هذه المدة ترك كاسترو، الذي يلعب في خطي الدفاع والوسط، فريقه إلى وجهة أخرى لكنها ليست بعيدة. فقد انتقل إلى بوروسيا دورتموند، الذي يبعد ملعبه حوالي 75 كيلومتر فقط عن ملعب ليفركوزن.

يتميز يوهانيس غايس نجم منتخب ألمانيا للناشئين تحت 21 عاما بدقة التمريرات وتوزيعها، وسد الثغرات في صفوف فريقه بطريقة جيدة، حيث أنه لاعب خط وسط مدافع. تلك الصفات رغم صغر سنه دفعت شالكه إلى شرائه من فريق ماينز الذي كان يلعب في صفوفه منذ 2013.