بالصور.. 'الموت على الطريق الزراعي'.. أعمدة الإنارة المتهالكة تهدد حياة المسافرين.. وجودها مخالف لقانون المرور.. والإصلاح مهمة وزارة النقل بـ'4 مليارات' جنيه من 'جيب المواطن'

خبراء: خبير سلامة: عشرات البيوت تنتظر كارثة "ماس كهربائي" بطريق إسكندرية الزراعي عقيل: تحذير.. الموت يهدد المسافرين على طريق "مصر إسكندرية الزراعي" الشاهد: النقل تعرض حياة المسافرين للخطر رغم تحصيل 4 مليارات جنيه من الطرق الزراعية الروبي: 20 ألف قتيل سنويا على الطرق الزراعية وإنارتها تخالف القانون الدولي "تهالك أعمدة الإنارة بالطرق الزراعية".. أمر بات يثير الرعب في نفوس المواطنين المسافرين على الطرق الزراعية خوفًا من سقوط أحد الأعمدة عليهم أو الاصطدام بالحائط الخرساني الموجود على جانب الطريق، أو وقوع ماس كهربائي حال هطول الأمطار.

هذا التهالك رصدته عدسة "صدى البلد" بأعمدة الإنارة الموجودة بطريق "القاهرة – إسكندرية" الزراعي، ذلك الأمر الذي طرح تساؤلات عديدة حول كيف يمكن تلاشي التهالك ومن المسئول عن ذلك وكيف يمكن تنفيذه ومن أين؟

والسطور القادمة تجيب عن تلك التساؤلات.

في هذا الصدد، أكد الدكتور أسامة عقيل، أستاذ الطرق والمرور بهندسة عين شمس، أن أمن الطرق الزراعية التي تربط بين المحافظات ببعضها البعض مهمة "الهيئة العامة للطرق والكبارى والنقل البري"، مشيرًا إلى أن هناك لجانا تقوم بالتفتيش على الطرق بشكل دوري بمدة زمنية معينة، وذلك لجمع السلبيات بهذه الطرق والعمل على إصلاحها.

وأوضح "عقيل"، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن هناك خطورة تصل لحد الكارثة المحتملة بسبب أعمدة الإنارة المتهالكة بالطرق الزراعية المختلفة على المواطنين والمسافرين عبر هذا الطريق، مشددًا على أهمية إعادة النظر إليه والعمل على إصلاح تلك الأعمدة بشكل سريع.

وقال إن تهالك أعمدة الإنارة على الطرق التي يستخدمها المسافرون تمثل تهديدا حقيقيا لحياتهم، فضلًا عما إذا تواجدت هناك رياح أو هطول أمطار، فمن الممكن أن تحدث ماس كهربائي أو تسقط أحد الأعمدة على بعض السيارات.

أجرة الكارتة تقضي على التهالك

من جانبه، قال الدكتور أحمد هيبة، الخبير بالسلامة المهنية، إن تهالك أعمدة الإنارة بالطرق الزراعية التي تربط بين المحافظات وبعضها البعض، إصلاحها مهمة هيئة الطرق والكباري التابعة لوزارة النقل، وكذلك المحافظات التي ترتبط بهذا الطريق، مشيرًا إلى أن مهمة المحافظات ووزارة النقل توفير الإضاءة المناسبة وكذلك العمل على تنفيذ أقصى درجات السلامة بالطرقات حفاظًا على الأرواح.

وأوضح "هيبة"، في تصريح لـ"صدى البلد"، أن ما يدفعه المواطن خلال دخوله بوابات المحافظات المختلفة "الكارتة" تؤخذ لتطوير الطريق من إنارة ووضع علامات إرشادية وتوفير إضاءة جيدة للمسافرين وتوفير الحماية لهم من وقوع أذى من خلال أعمدة الإنارة المتهالكة واستبدالها بأخرى جديدة.

وعن أخطار تهالك أعمدة الإنارة بالطرق الزراعية، قال: "كارثة على جوانب الطريق"، مؤكدًا أن هناك أعمدة إنارة مكشوفة الأسلاك ولا تتم صيانتها بشكل مستمر، ما يتيح الفرصة لوقوع ماس كهربائي في أي لحظة، فضلًا عن ارتفاع احتمالات سقوط الأعمدة المتهالكة على السيارات المارة، كذلك سرقة التيار الكهربائي من تلك الأعمدة للمنازل من أجل الاستخدام الشخصي بمثابة الكارثة الكامنة، التي يمكن أن تنفجر في أي لحظة بسبب ماس كهربائي يدمر العشرات من المنازل المجاورة.

في سياق متصل، أكد اللواء مجدي الشاهد، الخبير المروري، أن هناك طرقا داخلية تابعة للمحليات، وأخرى خارجية تتبع الهيئة العامة للنقل والكباري التابعة لوزارة النقل، مشيرًا إلى أن التهالك الذي يحدث بأعمدة الإنارة الموجوة بالطرق الزراعية، خاصة طريق " مصر- إسكندرية الزراعي"، وهى مهمة الوزارة لتجنب حوادث الطرق وحماية أعمدة الإنارة من سرقة التيار الكهربائي.

وأوضح "الشاهد"، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أنه ليست "الكارتة" فقط المخصصة للإنفاق على الطرق من أجل رفع كفاءتها، مشيرًا إلى أن إعلانات الطرق وإيجار الكافتيريات والضرائب، ينعش خزينة وزارة النقل بـ"4" مليارات جنيه، يمكن لهذه القيمة رفع كفاءة الطرق الزراعية حفاظًا على أرواح المواطنين.

وقال إن الإهمال وعدم إرسال دوريات بالطرق الزراعية للكشف عنها وعن مدى تهالكها فتحت المجال أمام المواطنين لاستغلال التيار الكهربائي العام للأغراض الشخصية من خلال سرقة التيار الكهربائي.

وأضاف: "موظفو وزارة الكهرباء لديهم حق الضبطية القضائية، ومن واجبهم ضبط أي مواطن متهم بسرقة التيار الكهربائي من الشارع العام لاستخدامات شخصية، فلذلك يجب على وزارة الكهرباء تشكيل لجنة لمراقبة الطرق الزراعية وتحرير محاضر ضد سارقي التيار الكهربائي".

وعن الأخطار التي يمكن أن تواجه المسافرين على الطريق الزراعي، قال: "تهالك الأعمدة تهديد للمواطن طيلة الطريق نظرًا لإمكانية سقوط أحدهم في أي لحظة، ويعزز من احتمالية ذلك وجود رياح شديدة".

إنارة الطرق ليست بقانون المرور

بينما قال اللواء يسري الروبي، الخبير الدولي للمرور والإنقاذ والتدخل السريع بمنطقة الشرق الأوسط، إن إنارة الطرق الزراعية ليست مدرجة بالقوانين الدولية في قانون المرور، مشيرًا إلى أن إنارة الطرق الزراعية تمثل تهديدا على الأمن والسلامة العامة، نظرًا لتطلب وضع أعمدة الإنارة داخل حائط خرساني يستهلك جزءا كبيرا من الطريق، فضلًا عن أنه يسرق العين "يخادع" ويتسبب في تشتيت ذهن قائد المركبة، ويسمى ذلك نظرية "جيمو فلاش".