المحتوى الرئيسى

ننشر نص كلمة «السيسي» في حفل تخرج 8 دفعات حربية وفنية ومعاهد وكليات متخصصة

07/21 14:38

شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم، الخميس، احتفال تخرج الدفعة 110 من الكلية الحربية والدفعة 53 من الكلية الفنية العسكرية، والدفعة 45 من المعهد الفني والدفعة 19 من المعهد الفني للتمريض التابعين للقوات المسلحة، وذلك بحضور المشير محمد حسين طنطاوي، والفريق أول صدقي صبحي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق محمود حجازي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة.

كما حضر الاحتفال رئيس الجمهورية السابق المستشار عدلي منصور، والدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، والمهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وقداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة، وقادة القوات المسلحة، وأُسر الخريجين.

وقد شهد الرئيس العروض العسكرية وعروض المظلات التي قدمها طلبة الكلية الحربية، التي أظهرت مدى ما تلقوه من تدريبٍ راقٍ، كما عكست استيعابهم لبرامج التدريب العملية.

ومنح الرئيس الأنواطَ لأوائل الخريجين من مصر ودولة فلسطين، والكويت، وليبيا، والسودان، وجنوب السودان؛ تقديرًا لتفوقهم وتفانيهم في الدراسة والتدريب.

وذكر السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس ألقى كلمة بهذه المناسبة (مرفق نصها)، وتحدث في ختامها عن أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية، منوهًا إلى سابق تأكيده على هذه القيمة أثناء إفطار الأسرة المصرية في شهر رمضان الماضي.

وأكد الرئيس أنه لا فرق بين مسلم ومسيحي في مصر، فالجميع مصريون متساوون في الحقوق والواجبات، مشددًا على ضرورة تطبيق هذه القِيَم في الواقع العملي بما يضمن تناول جميع الأحداث بموضوعية بعيدًا عن التشدد.

ونوه إلى دور الجميع سواء مؤسسات الدولة أو الشعب في إعمال تلك القيم وتطبيقها في المجتمع المصري، مؤكدًا أن وحدة المصريين هي الضمانة الوحيدة للنجاح في مواجهة المشكلات والتغلب على الصعاب.

وقال الرئيس إن مصر تسعى لترسيخ دولة القانون التي تساوي بين الجميع، مشددًا على أن كل من يخطئ سيُعاقب بموجب القانون بدءًا من رئيس الدولة وحتى عامة المواطنين.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس أكد أن تداعيات السنوات الخمس الماضية على مختلف الأصعدة لا تزال قائمة، منوهًا إلى أن تجاوزها والتغلب عليها يقتضيان العمل معًا، مشددًا على أن مصر ستنجو وتحقق آمالها وطموحاتها بتضافر جهود الجميع معًا.

كان الرئيس تسلم درع الكليات العسكرية والمعهد الفني للقوات المسلحة من مدير الكلية الحربية الذي ألقى كلمة أكد فيها على قيم الانضباط والالتزام التي تبثها الكلية الحربية في نفوس طلابها لتعدهم للمساهمة في حماية الوطن، وعملية التطوير والبناء، منوهًا إلى مساهمة القوات المسلحة في المشروعات القومية ومشروعات البنية التحتية. كما وجه الشكر لطلبة كلية الشرطة الذين شاركوا في حفل تخرج الدفعات العسكرية الجديدة اليوم، منوهًا إلى أن تلك المشاركة تعبر عن التلاحم بين جناحيّ الأمن في مصر.

وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس تسلم "درع تحيا مصر" من أوائل الكليات العسكرية وكلية الشرطة والمعاهد الفنية التابعة للقوات المسلحة كهدية تذكارية. كما تسلم درعًا تذكارية من أوائل خريجي الكليات المدنية الذين شاركوا في الحفل تعبيرًا عن التضامن بين جميع أبناء الشعب المصري.

وفيما يلي نص كلمة الرئيس

نحتفل اليوم معا بتخريج جيل جديد من رجال الشرف والكرامة، الذين تلقوا مبادئ وقيم الوطنية والبطولة ليتواصل عطاء الأجيال، ونذروا أنفسهم من أجل الوطن، دفاعا عن عزته وكرامتــــــــه، وصـــونا لأرضـــــــه ومقـدرات شعبـــــه، اختاروا أن يكونوا درعا تحمى الوطن وسيفا يذود عنه، تسلحوا بالإيمان والعلم الذى تلقوه فى هذا الصرح العسكرى العريق الذى أنشئ عام 1811، ومنذ ذلك الحين ظل يؤدى رسالته بأمانة وصدق، ويشكل مع المؤسسات العلمية العسكرية منظومة متكاملة من النضال والكفاح الوطنى، ويقدم لقواتنا المسلحة ضباط المستقبل الذين لا يألون جهدا فى الدفاع عن الوطن بأرواحهم، ولا يدخرون وسعا للمساهمة الفاعلة فى تحقيق تنميته الشاملة.

أوجه لكم تهنئة خالصة من القلب بانضمامكم إلى صفوف القوات المسلحة الباسلة، لتكونوا من خير أجناد الأرض، اكتمل لكم البناء وتسلحتم بالعلم والتدريب الراقى لتولى المسئولية الكبرى فى حماية الوطن وصون مقدساته، أعهد فيكم رجالا أشداء أقوياء، آمنوا بربهم ووطنهم، يضعون مصر قبل كل شىء وفوق الجميع، ويــؤمنـــون بأنـــه لا حيـــــاة بغيـــــر رفـعتــــها وعــزتـــها، إنكم ستبدأون حياتكم العملية، حياة عمادها قيم الوطنية والانتماء والولاء، ودستورها الالتزام والانضباط، وشعارها النصر أو الشهادةن فكونوا أهلا لهذه المسئولية وتلك الأمانة، احملوها بشرف وضمير، وأدوها على الوجه الذى يرضى الله سبحانه وتعالى. كما يطيب لى أن أعرب عن خالص التهانئ لأسر الخريجين الذين يحصدون اليوم ثمار ما غرسوه فى نفوس أبنائهم من قيم الوطنية والتفانى وأقدم لهم تحية واجبة فقد ضربوا مثالا رائعا فى التضحية وإعلاء مصلحة الوطن، وجادوا بأعز ما منحهم الله من أجل مصر، وهم يعلمون تماما صعوبة الحياة العسكرية ومدى ما يحيط بها من مخاطر وتحديات.

ولن يفوتنى فى هذا المقام أن أحيى أرواح أبطال الوطن وشهداء مصر تحيةً ملؤها المحبة والافتخار بكل هؤلاء الأبرار الذين قدموا أرواحهم ليحيا الوطن، فهم رمز إنكار الذات الذين ستظل أيام مصر الخالدة تنادى أسماءهم وتذكر وصاياهم التى كتبوها بدمائهم، إن مواساتنا ورعايتنا لأسرهم وأبنائهم وكل ما نقدمه من أجلهم لن يوفيهم حقهم، وسنظل على عهدنا لهم أوفياء نستكمل مسيرتهم التى بدأوها، ونتخذ من تضحياتهم ومواقفهم الوطنية النبيلة قدوة لنا.

شعب مصر العظيم.. أيها الشعب الأبى الكريم،

تحل علينا بعد غد الذكرى الرابعة والستون لثورة يوليو المجيدة // تلك الثورة التى مثلت

نقطة تحول رئيسية فى تاريخ مصر المعاصر، وجاءت تعبيرا عن آمال وطموحات المصريين فى الاستقلال والحرية والسيادة الوطنية، وكانت نموذجا للسعى نحو حياة أفضل عبر مسيرة طويلة من العمل والنضال الوطنى، حمل رايتها رجال أوفيا، سطروا أسماءهم بحروف من نور فــى ســجل تاريـــخ مصـــر، وسـنـظل أوفيــاءً لهــم، نذكر أعمالهم الخالدة التى قدموها من أجل الوطن، وفى مقدمتهم الرؤساء الراحلون محمد نجيب وجمال عبد الناصر وأنور السادات، تحية تقدير وإعزاز لأرواحهم الطاهرة ولدورهم الوطنى العظيم، ونجدد عهدنا بأن نستكمل مسيرتهم، نتحمل أمانة المسئولية ونكمل السعى نحو غد أفضل ومستقبل أكثر إشراقا لمصر وشعبها.

لقد شهدت مصر ومنطقة الشرق الأوسط بل والعالم بأسره تحولات عديدة وتغيرات جذرية منذ خمسينيات القرن الماضى، فرضت علينا التعامل مع تحديات جديدة فى الداخل والخارج على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.

ولكننا فى خضم هذه التحديات، نذكر أنفسنا دومـا بثوابـت لا نحـيد عنها لقضايا وطنـنا وأمتــنـا، ونستكمل تحقيق أهداف ثورة يوليو المجيدة وما أرسته من مبادئ سامية وراسخة، وإن اختلفت سبل تحقيق تلك الأهداف استجابة لحقائق الظروف الإقليمية والدولية الراهنة.

إننى أؤكد لكم يا أبناء بلادى أن مصر ستظل قوية وقادرة بفضل الله عز وجل، ونموذجا يحتذى به فى التكاتف والتضامن بين جميع مؤسساتها الوطنية وفى مقدمتها جيشها القوى وشرطتها الباسلة وقضاؤها الشامخ، وكذا شـبابها الواعي وجميــــع أبنــائـــــها الأوفـيـــــــاء، فلقد استطاعت أن تفرض واقعا جديدا ومغايرا حافظت فيه على تماسكها وكيانها الوطنى، وتسعى خلاله نحو تحقيق آمالها وطموحاتها، فنحن عازمون بكل إصرار وبعزيمة لا تلين على مواجهة المشكلات والتغلب على الصعاب والتحديات، نتطلع سويا إلى تحقيق حياة أفضل وعيش كريم، وبرغم ما نواجهه من مصاعب عديدة لكننا بما حققناه حتى الآن نثق أننا على الطريق الصحيح، ونعلم أننا قادرون على مواصلة النمـو والتنـميـة وتطـويـر وتحـديــث مجـتـمعـنا، نسعى لذلك بمواصلة جهود التقدم الاقتصادى بمشروعات قومية وبسياسات اقتصادية واجتماعية رشيدة تهدف إلى تحقيق تنمية عادلة ومتوازنة، ونسعى فى هذا الإطار لتحقيق العدالة الاجتماعي، ونضع مصلحة محدودى الدخل والفئات الأولى بالرعاية صوب أعيننا، نطمح إلى تعليم جيد ومسكن لائق ورعاية صحية مناسبة لجميع المصريين، ونستكمل معا دعائم ديمقراطيتنا بالتجاوب مع المعطيات الدولية الجديدة فى عالم دائم التغير، لا مكان فيه سوى لمن يجيد استثمار الفرص والتغلب على التحديات.

إن مصر تواصل جهودها لدعم قضايا الداخل المصرى بتحرك واع ومسئول على الساحتين الإقليمية والدولية، وتمارس دورا رئيسيا إزاء قضايا منطقتها وأزماتها وفى مقدمتها مكافحة الإرهاب، وتكتسب مصر يوما تلو الآخر مزيدا من الثقة الدولية التى تعتز بها، التى أثمرت عن حصولها على عضوية مجلس الأمن الدولى، وكذا رئاستها للجنة مكافحة الإرهاب التابعة للمجلس، فضلا عن عضويتها فى مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقى.

وكما يعلم الجميع أن استقرار الشرق الأوسط يساهم بلا شك فى تهيئة البيئة المناسبة للنمو والتنمية لنا ولجميع دول المنطقة، ويعد مطلبا رئيسيا من متطلبات الأمن القومى المصرى، ومن ثم فإن التوصل إلى تسويات سياسية لأزمات دول المنطقة يعد أمرا ضروريا لاستتباب الأمن والاستقرار فيها، وفى مقدمة تلك الأزمات القضية الفلسطينية، وما تشهده الآونة الأخيرة من تحرك مصرى جاد يهدف إلى كسر الجمـــــود الــذى خيـــم علـــى جهــــود الســــــلام، هو جهد صادق يضع الجميع أمام مسئولياتهم ويحذر من مغبة تأخر السلام وتفاقم الأوضاع، كما يبشر بإيجابيات إحلال السلام وإقرار الحقوق.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل