المحتوى الرئيسى

انقلاب تركيا يضع مصداقية الإعلام المصرى على المحك

07/21 09:49

 ياسرعبدالعزيز: تراجع المهنية والانحياز السياسى وراء التغطية المشوهة والمنحازة

  سامى الشريف: الميديا الغربية أكثر دقة.. والرغبة فى الانتقام أعمت «المصرية»

  إبراهيم الصياد: الحكومى حرص على التوازن.. والخاص استبق الأحداث وخلط الرأى بالخبر

شهدت تركيا يوم الجمعة الماضية محاولة انقلاب فاشلة، قاده مجموعة من ضباط الجيش للإطاحة بالرئيس رجب طيب أردوغان، قبل أن تتم السيطرة على الأوضاع سريعا، وإعلان فشل الانقلاب بعد 6 ساعات فقط.

ومع حالة الترقب من جانب وسائل الإعلام العالمية لما ستؤول إليه الأوضاع فى تركيا عقب الإعلان عن الانقلاب، اعتمد الإعلام الدولى فى تغطية الحدث على نقل ما يحدث من خلال مراسلين على أرض الواقع، ولم يهتم بما يدور فى وسائل التواصل الاجتماعى، أو يكتفى بآراء المعارضين أو المؤيدين للانقلاب، ليظهر مثالا للحيادية فى نقل الحدث الذى كانت تتجه أنظار العالم إليه.

فى المقابل وعلى مستوى الإعلام المصرى، غلبت فكرة التحيز على التغطية الإعلامية للانقلاب، وما تبعه من إظهار معظم الفضائيات التشفى بشكل واضح من أردوغان، بسبب مواقفه السياسية المعادية لمصر والاحتفال مبكرا بنجاح الانقلاب، حتى تم الإعلان عن فشله لتتغير المواقف تماما من تأييد للانقلاب والتأكيد على نجاحه إلى تصدير فكرة أنها مجرد تمثيلية من أردوغان، لتظهر تلك الوسائل انحيازها الواضح وخلطها بين الرأى والخبر.

بداية، قال الدكتور ياسرعبدالعزيز، الخبير الإعلامى، إن معظم الوسائل الإعلامية أخفقت فى تغطية الأحداث، مرجعا ذلك إلى عاملين كانا سببا رئيسيا فى هذا الإخفاق، الأول هو انخفاض المستوى المهنى وعدم تركيز الوسائل على البعد الخارجى فى التغطيات، وعدم توفير الموارد والكوادر اللازمة لتغطية القضايا الخارجية فى ظل الاكتفاء بالتركيز على المحلية فقط.

وتابع: "أما العامل الثانى فهو الانحياز السياسى ووجود رغبة فى التشفى ومعاداة أردوغان بسبب مواقفه السياسية المعادية لمصر، الأمر الذى كان سببا فى وجود تفكير بالتمنى أن ينجح الانقلاب فى تركيا، ومحاولة إسقاط أوضاع مسار ثورة 30 يونيو على ما جرى فى تركيا.

وأشار إلى أن تراجع المهنية والانحياز السياسى أثمرا عن تغطية مشوهة ومنحازة – على حد وصفه – وبالتالى لم يكن المشاهد المصرى قادرا على معرفة ما حدث من خلال وسائل الإعلام المحلية.

ولفت إلى أن التغطية الإعلامية التى غلب عليها الانحياز سيكون لها تداعيات فيما بعد، إما الانصراف لوسائل التواصل الاجتماعى أو الاعتماد على وسائل إعلام غير إقليمية ودولية لمتابعة الأحداث، وهو ما يفقد الإعلام دوره الأساسى فى نقل وتغطية الأحداث للمتلقى بأسلوب مهنى بعيد عن المواقف الشخصية.

ونوه بأن الإعلام الرسمى كان أكثر محافظة واحتشاما من بعض وسائل الإعلام الخاص، لكن المشكلة تتعلق باتساع التغطية وحجمها والموارد المتوافرة لها، وهو ما لم يستطع الإعلام الرسمى تحقيقه بسبب قلة الموارد، مؤكدا أن التليفزيون المملوك للدولة كان أقل تورطا.

وقال الدكتور سامى الشريف، أستاذ الإعلام الدولى بجامعة القاهرة، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق، إن تغطية أحداث انقلاب تركيا كان فيها تحفظ من جانب الحكومات، ووسائل الإعلام العالمية لأنه تم بشكل مفاجئ ولم تتوفر فيه المعلومات الدقيقة لتوصيف ما حدث وبالتالى اتسم بالعشوائية.

وأشار إلى أن الوسائل الغربية كانت أكثر دقة فى تناول وتغطية الحدث، لأنها تحفظت واقتصرت على ما لديها من معلومات، ولم تقدم تحليلات حول ما حدث، أما المصرية فكانت الأكثر عشوائية لأنها غلبت العاطفة على الدقة والموضوعية وأخذت الموضوع على أنه انتقاما من أردوغان وبدأت تتشفى فيه، وبالتالى ظهرت التغطية الإعلامية بشكل سيئ جدا.

وأضاف أن وسائل الإعلام المصرية لم تستند إلى معلومات دقيقة، وبالتالى بدأت بعد فشل الانقلاب فى معالجة صورتها من خلال تصدير فكرة أن ما حدث كان مجرد تمثيلية من الرئيس التركى.

ونوه بأن التغطية الإعلامية الصحيحة يجب أن تعتمد على معلومات صحيحة وألا يغلب عليها الجانب العاطفى، واصفا التغطية الإعلامية للوسائل الحكومية والخاصة بالسيئة، خاصة مع اعتمادها على وسائل التواصل الاجتماعى التى انقسمت بين مؤيدين ومعارضين للانقلاب، وبالتالى جاءت عشوائية فى ظل حالة الفوضى وعدم المهنية التى يمر بها الإعلام المصرى.

وتابع: «الأصل فى التغطية المهنية أن تتبع الدقة والحيادية، لكن العكس أصبح سمة الإعلام المصرى فى ظل عدم وجود قواعد تحكمه».

وعن مدى انعكاس طريقة تغطية الحدث فى مصر على صورة الإعلام المصرى بالخارج، أكد أن الإعلام المصرى لم يعد له مصداقية داخليا وخارجيا، وبالتالى لن تحدث أى إساءة لصورته أكبر من الموجودة فى الوقت الحالى.

وقال الدكتور إبراهيم الصياد، رئيس قطاع الأخبار الأسبق باتحاد الإذاعة والتليفزيون، إن بعض القنوات تسرعت باستباق الأحداث، وهو ما يعد تصرفا خاطئا مهنيا، لأن المتلقى فى اللحظات الأولى يكون متلهفا لمعرفة الأخبار وآخر التطورات، وبالتالى كان على وسائل الإعلام مراعاة ذلك فى البداية من خلال اتصالات مع مراسلين على أرض الحدث لمحاولة فهم ما حدث أولا قبل الحديث عن نتائجه.

أهم أخبار تكنولوجيا

Comments

عاجل