المحتوى الرئيسى

رحل غاري مارشال.. وترك «السيدة الجميلة»

07/21 01:13

«في الحي الذي نشأت فيه، في البرونكس، لم يكن لدينا الكثير من الخيارات. إما أن تكون رياضياً، أو عضواً في عصابة، وإما أن تكون مضحكاً».. هذا ما قاله غاري مارشال في إحدى المقابلات في ثمانينيات القرن الماضي. هذه النظرة المبسّطة للواقع ولخيارات الحياة، من خلال وضعها ضمن مفارقة مضحكة، هو ما يميّز المخرج والكاتب التلفزيوني والسينمائي الذي توفي يوم أمس الأربعاء 20 الحالي، عن عمر يناهز الواحد والثمانين عاماً.

تبسيط الخطوط الدرامية إلى صراعات سهلة الفهم، وتوضيح الخيارات أمام الشخصيات هو ما ميّز أعمال مارشال، ما أدى ببعض أفلامه إلى النجاح الباهر أقله على الصعيد الجماهيري. يعرفه الجمهور العربي بأفلام مثل Pretty Woman، الذي ثبّت جوليا روبرتس كنجمة من الصف الأول، Runaway Bride، أيضاً مع جوليا روبرتس، Valentines Day وThe Princess Diaries. إلا أن الجمهور الأميركي يعرفه أيضاً كصانع لأحد أكثر البرامج التلفزيونية نجاحاً في سبعينيات القرن الماضي «الأيام السعيدة» Happy Days، وهو «السيتكوم» الذي ألهم جيلاً أميركياً خلال أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات.

بدأ مارشال (1934 ـ 2016) حياته المهنية صحافياً، إلا أن اتقانه لتأليف النكات والجمل المضحكة جعلته ينتقل إلى الكتابة الكوميدية، ثم عمل في الكتابة للتلفزيون خلال الستينيات، مروراً بأكبر نجاحاته وهو مسلسل Happy Days، إلى أن بدأ بالإخراج السينمائي مع الفيلم الروائي الأول «Young Doctors In Love» (1985).

قدم مارشال النموذج الأميركي للانتاج والكتابة والاخراج بأبسط صوره وأقلّها تكلّفاً، من خلال الشخصيات ذات البعد الواحد التي تمتلك هدفاً ونزاعاً واضحاً، وتقف على مفترق طرق يجعلها مضطرة للاختيار الذي سوف يقلب حياتها رأساً على عقب. يعمل هذا النموذج الهوليوودي للانتاج السينمائي والحكائي عمل السحر، وهو ينطبق على كل أعمال مارشال، الذي لم يلقَ في حياته الثناء النقدي إلا على قلّة من الأفلام، إلا أن أغلب أعماله نال استحساناً جماهيرياً، بالأخص من المراهقين والمراهقات.

يُعد Pretty Woman، فيلمه الأشهر، أحد النماذج التي تدرّس في بناء ومقاربة أفلام الكوميديا العاطفية. بناء على طريقة «حكايات الجان» يستعيد قصة سندريللا في قالب عصري يوحي بالأحلام الرومنسية. لفتاة جميلة جداً (جوليا روبرتس ) إلا أن ظروفها الاقتصادية تجعلها تعمل كعاهرة. هي تبيع جسدها إلا أنها تحتفظ بقلبها للرجل الذي سوف تحبّه. تلتقي بالرجل العابث الثري (ريتشارد غير)، الذي يعاملها كالأميرات مما يجعلها تقع في غرامه. هي بالفعل القصة النموذج التي يعرفها جميع المشاهدين، قد لا تعجب النقاد، إلا أنها تجذب الجمهور الراغب في التعاطف مع علاقة حب تبدو مستحيلة، وإلى مشاعر توقد العاطفة في قلوبهم. هذه البنية المبسّطة تستمر في جميع أفلامه، وصولاً إلى فيلمه الآخر مع جوليا روبرتس وريتشارد غير،Runaway Bride، والذي يحكي قصة فتاة تخاف الزواج فتهرب كلما دخلت إلى الكنيسة بثوب الزفاف، إلى أن تلتقي برجل أحلامها فتعجز عن الزواج وعن الفرار.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل