المحتوى الرئيسى

أحرقوا الفتنة فى المنيا

07/20 22:43

لن أكذب عليكم وأقول إن ما حدث ويحدث فى المنيا نتيجة لتطرف سلفى أو دينى أو جهل شعبى بخطر الفتنة الطائفية على الوطن، هذا ليس وقت أكاذيب أو عمليات تجميل، الوقت الآن وقت فتح الجروح ومعالجتها أو تركها تنزف حتى الموت.

ربما المشاهد الرائعة التى عشناها على مدار تاريخنا وتجلت فى أوقات الشدة سواء ٢٥ يناير أو ٣٠ يونيو أو حروب الدولة المصرية من قبل ذلك، وشاهدنا الهلال يحتضن الصليب، والمسلم يصلى بجوار المسيحى والعكس والمسيحى يحاكى وقت صلاته فى المسيحى والعكس.

ربما كان كل هذا سبباً فى التعامل مع أزمات الفتنة الحادثة بروح الحوادث الفردية وهى ليست كذلك، هى خلية سرطانية فى جسد هذه الأمة يغذيها التطرف والجهل والخطاب الدينى الأعرج فكرياً، وقبل ذلك غياب القانون ووجود مسئولين على شاكلة من يديرون الأمر فى محافظة المنيا، محافظ يطوف الشوارع احتفاظاً ببيضة عليها لفظ الجلالة لا تنتظر منه سوى مثل هذا الأداء الذى يعلى من الجلسات العرفية ويهزأ بالقانون وبالتالى يؤجج نار الفتنة ويشجع المتطرفين على الانتقام من المسيحيين فى المنيا كما هو حادث.

ما حدث فى المنيا بقايا شاردة من عصر الجهل والتخلف والتعصب، لن تختفى بسهولة، ولن تزول بين ليلة وضحاها، فالذين يهدمون ويحرقون منازل الأقباط بسبب شائعات نسائية أو شائعات عن بناء كنيسة يستحقون أن تهدم منازلهم فوق رؤوسهم التى امتلأت بتعاليم الجهل ووعظ التطرف طوال الأعوام الماضية، لا بد أن ندرك ذلك حتى ترتاح ضمائرنا وتهدأ عقولنا، ولا بد أن يتقدم العقلاء من أبناء هذا الوطن فى طريق التهدئة ونشر الوعى وإعادة ترتيب الأولويات التى تأخذ بيد هذا الوطن من تلك المحنة، لا بد أن يعلم طلاب الجامعات وأصحاب المطالب الفئوية الأخرى والأقباط والسلفيون وكل صاحب غرض فئوى أو شخصى أن مصلحة مصر أهم.

لا تأخذكم بهؤلاء الذين أشعلوا الفتنة فى المنيا أى رحمة، فلا شىء قد يصلح للخلاص من بعبع الفتنة الطائفية الذى يطل علينا «كل شوية» ويزرع فى قلوبنا خوفاً ورعباً سوى الحرق بجاز، ويفضل أن يكون «وسخ» أو غير نظيف إن كانت تلك الكلمة العامية لا تعجبك، نجمع كل الذين يثبت مشاركتهم فى إشعال الفتنة من الطرفين المسلم والمسيحى سواء بالتحريض أو العنف ونضعهم فى حفرة كبيرة ونولع فيهم لعل تلك النار تطهر قلوبهم مما علق بها من شوائب التعصب والتخلف.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل