لماذا عادت غينيا إلى حضن إسرائيل بعد قطيعة نصف قرن؟

في صبيحة السادس من يونيو 1967 قطعت غينيا علاقاتها مع إسرائيل كحركة تضامن منها مع مصر والدول العربية التي تعرضت لعدوان في اليوم السابق واحتلال العديد من أراضيها في سيناء والجولان والقدس، لكن بعد 49 عاما من القطيعة بين الجانبين، وفي ظل تحركات تل أبيب في القارة السمراء التي كانت ذورتها جولة قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعشرات المسؤولين ورجال الأعمال في 4 دول إفريقية لتوقيع اتفاقيات في مختلف المجالات، أعلنت غينيا اليوم إعادة العلاقات مع إسرائيل.

وأعلت خارجة تل أبيب اليوم إن الأخيرة "استعادت العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية غينيا بعد قطيعة 49 عاما"، وقال المتحدث باسم الوزراة في بيان لها إن "المدير العام للوزارة كان موجودا في باريس لتوقيع اتفاق رسمي".

صعود وهبوط في العلاقات مع الاحتلال

وكانت العلاقات الإسرائيلية الأفريقية قد شهدت أفضل مراحلها منذ بداية الخمسينات؛ حيث كان لتل أبيب علاقات دبلوماسية بدول القارة حتى حرب ١٩٦٧؛ إذ أدى العدوان الإسرائيلي على مصر وسوريا والأردن إلى تغيير صورة إسرائيل، التي رأت فيها دول إفريقية كيان محتل استعماري وبدأ عدد من الدول قطع العلاقات على رأسهن غينيا وأوغندا وتشاد والكونغو

ثم جاءت حرب أكتوبر 73 لتشهد تحرك جماعي في قطع العلاقات الإفريقية بإسرائيل؛ حيث اتخذت 31 دولة قرارًا ملزمًا من منظمة الوحدة الإفريقية بقطع العلاقات معها، وبعد توقيع مصر وإسرائيل على اتفاقية كامب ديفيد للسلام في عام 1978، بدأت المياه الإسرائيلية لتسير بجداول إفريقيا من جديد.

ومن خلال تحركات إسرائيلية مستمرة لسنوات، أعادت تل أبيب العلاقات مع دول كانت قد قاطعتها في الماضي، من بينها زائير وليبيريا وساحل العاج والكاميرون وجمهورية إفريقيا الوسطى وتوجو وكينيا وإثيوبيا.

غينيا تعتمد على الزراعة وإسرائيل تعرض خدماتها

وتقع غينيا في غرب القارة الإفريقية، ويطلق عليها إسم غينيا كوناكري تمييزا لها عن دولة غينيا بيساو جارتها، ويتميز مناخها بأنه استوائي غزير الأمطار خاصة في فصل الصيف، أمّا بالنسبة للسكّان فالتركيبة السكانية متنوّعة و متعدّدة الأعراق، ويمثل الدّين الإسلامي ديانة الغالبية العظمى من السكان بنسبة تتجاوز الـ80 % .

ويعتمد اقتصاد غينيا بشكل أساسي على الزراعة في الوقت الذي تعرض فيه تل أبيب على الدول الإفريقية خبراتها في مجالات الزراعة وإدارة المياه، حيث تعد محاصيل الكاكاو والبن ونخيل الزيت من أهم المصادر التي توفر دخلاً لاقتصاد البلاد.