المحتوى الرئيسى

راعى زيارات الحاخامات اليهود إلى القاهرة: المصريون شعب عاطفى وسوف يقبل بالتطبيع

07/20 16:39

- من النسخة الورقية لجريدة اليوم الجديد الاسبوعية 

عمر سالم: لم أُخفِ هُوية الحاخام الإسرائيلى عن علماء الأزهر

زيارة وزير الخارجية لإسرائيل قد تكون مفيدة على الأمد القريب ولكنها غير مفيدة على الأمد البعيد

اتجه إلى القراءة فى الديانات السماوية الثلاث «الإسلامية والمسيحية واليهودية»، وجذبه البحث تحديدا خلف تاريخ إسرائيل وبداية نشأة الصراعات العربية معها، فأصبحت مجالا لدراساته، فزار إسرائيل كثيرًا وبات يعرفها جيدا ويفهم طبيعتها، حتى إنه، بين الحين والآخر، يتلقى دعوات للذهاب هناك، فعلاقته جيدة بالعديد من الحاخامات اليهود، وهو شخصية معروفة جدا داخل إسرائيل وأمريكا أيضا، هو الدكتور عمر سالم، باحث «مصرى - أمريكى» فى مقارنة الأديان، وهو كبير الباحثين بمؤسسة «الدبلوماسية الدينية» بولاية نيويورك.

تحول سالم مؤخرا إلى شخصية تثير جدلا واسعا لمن يتعرف عليه، خاصة من المصريين أو العرب أو المسلمين، بسبب آرائه تجاه الصراع العربى الإسرائيلى، ودعوته الأخيرة بضرورة عودة اليهود المصريين مرة أخرى إلى بلادهم وتأييده لفكرة التطبيع.

حاورته «اليوم الجديد» حلل خلاله العديد من الأحداث الأخيرة والتى كانت إسرائيل جزءًا منها.

- فى البداية ما قراءتك لزيارة سامح شكرى وزير الخارجية المصرية لإسرائيل؟

تعتبر زيارة وزير الخارجية المصرى سامح شكرى لإسرائيل مثل وضع مُسكن على جرح غائر، قد تكون مفيدة على الأمد القريب، ولكنها غير مفيدة على الأمد البعيد، لأن الحكومة المصرية الحالية والحكومة الإسرائيلية الحالية، طرفان فى صراع جانبى، ولكنهما ليسا طرفى الصراع الحقيقى.

أما عن طرفى الصراع الحقيقى فهما: الصهيونية المسيحية بقيادة القس «فرانكلين بيلى جرام»، الموجود فى أمريكا، والإسلام السياسى بقيادة «أبو بكر البغدادى» أو من ينوب عنه فى الدولة الإسلامية «داعش». باختصار مفاتيح الصراع الحقيقى ليست فى يد رئيس الوزراء الإسرائيلى أو رئيس الجمهورية فى مصر، ولكنها فى يد القائمين على الصهيونية المسيحية فى العالم من جهة «أمريكا وبريطانيا»، والقائمين على الإسلام السياسى فى الشرق الأوسط من جهة أخرى «داعش والإخوان».

- هل ترى أن تطبيع العلاقة بين مصر وإسرائيل فى صالح مصر حاليا أم أنها خطورة ويجب أن تبقى إسرائيل بمثابة العدو الأول لمصر؟

تطبيع العلاقات بين مصر وإسرائيل ممكن أن يكون فى مصلحة البلدين، ولكن الصهيونية المسيحية وحلفاءها لن يتركوا يهود إسرائيل ينعمون بثمار التطبيع مع مصر، كما أن الدولة الإسلامية «داعش» وحلفاءها لن يتركوا الشعوب العربية تنعم بثمار التطبيع مع إسرائيل.

ويجب أن نعلم أن الصراع العربى الإسرائيلى، من وجه نظرى، هو صراع دينى فى الأساس، ولكن يتم تغليفه بغطاء سياسى أو اقتصادى أو اجتماعى أو ثقافى، وهو صراع بالوكالة، أو حرب بالوكالة. فالصراع على أرض فلسطين هو فى الحقيقة صراع بين اليمين المسيحى المتطرف «الصهيونية المسيحية» والإسلام السياسى المتطرف «داعش». حيث يمثل اليهود الإسرائيليون فى أرض فلسطين اليمين المسيحى المتطرف فى العالم، ويمثل العرب الفلسطينيين الدولة الإسلامية أو الإخوان المسلمون. والصراع فى الحقيقة هو صراع على مدينة القدس «أورشاليم». ولذلك فإن أى حل دائم للصراع لا بد أن يأخد فى الاعتبار ممثلى الصهيونية المسيحية وممثلى الإسلام السياسى.

- دعوت الحاخام الإسرائيلى اليهودى «يعقوب ناجين» لزيارة مصر منذ ثلاثة أشهر تقريبا، وتكتم على الزيارة إعلاميا... ما السبب الذى جعلك تدعو ناجين لزيارة مصر؟

كما ذكرت فى السابق، الصراع العربى الإسرائيلى دينى بالدرجة الأولى ولن يستطيع رجال السياسة، مهما تحلّوا بحسن النية، أن يقوموا بحل هذا الصراع مهما حاولوا؛ لذلك كانت أهمية زيارة الحاخام الأمريكى الإسرائيلى للأزهر الشريف، باختصار: مفتاح حل قضية فلسطين فى يد رجال الدين وليس مع رجال السياسة. الحل الجذرى لن يأتى إلا بلقاء واتفاق زعماء الصهيونية المسيحية من جهة مع زعماء الإسلام السياسى من جهة أخرى. أما اتفاق مصر والأردن وإسرائيل فيمثل حلا مرحليا للصراع وليس حلا جذريا للصراع.

- لماذا قمت بإخفاء هوية الحاخام الإسرائيلى اليهودى ناجين، عن علماء الأزهر الذين تقابلوا معه؟

علماء الأزهر كانوا على علم مسبق بهوية الحاخام، وهم الذين رحبوا بالزيارة، ولولا ترحيب علماء الأزهر بالحوار مع الحاخام ما قمت بالتوسط لتفعيل مثل هذا اللقاء. ولماذ نخفى هوية الحاخام؟

رسول الله، عليه الصلاة والسلام، كان يلتقى علماء اليهود ويجلس معهم، وقد نزل قرآنٌ يُتلى إلى يوم القيامة  يقول فيه رب العزة: «فَإِن كُنتَ فِى شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ». يونس 94.

- ناديت بعودة المصريين اليهود إلى مصر، موضحا أن ذلك يشكل جزءًا من حل أزمة الشرق الأوسط؟ هل تعتقد أن المصريين حاليا سيتقبلون تلك الدعوة؟

المصريون شعب عاطفى، وسرعان ما ينسى القسوة إذا تعاملت معه برفق، وقدمت له الخدمات التى يستحقها من صحة وتعليم ومعاشات فسوف يرحب بعودة اليهود المصريين. لذلك إذا تم تناول موضوع عودة اليهود المصريين بطريقة مناسبة، فسوف يقبل الشعب المصرى ذلك. وبالمناسبة فإن الذى يعترض على عودة يهود مصر ليس اليهود وليس المصريين، ولكنْ الصهاينة المسيحيون فى أمريكا وأوروبا. لأن ذلك -فى نظرهم- يعوق أو يهدم المشروع الصهيونى فى فلسطين. فإذا أردنا أن نهدم المشروع الصهيونى فى فلسطين فعلينا أن ندرس جيدا وجديا دعوة اليهود المصريين للعودة إلى مصر، ثم يتبع ذلك دعوة اليهود العراقيين للعودة إلى العراق، ودعوة اليهود الشوام للعودة، ودعوة اليهود المغاربة للعودة، ودعوة اليهود اليمنيين للعودة. كثير من مشكلات الأمة العربية سوف تُحل بدون إراقة  دماء إذا سمحنا لأهل هذه البلاد بالعودة الآمنة إلى أوطانهم الأصلية.

أما يهود أوروبا الذين تم طردهم من دول أوروبا فلا أنصح بعودتهم إلى دولهم فى الوقت الحالى، لماذا؟ لأن دول أوروبا تدين بالمسيحية وهناك ثأر قديم ومشكلات كثيرة بين اليهود والمسيحيين فى أوروبا، وما فعله الزعيم الألمانى هتلر فى الحرب العالمية ضد اليهود هو خير دليل على أنه لا أمان لليهود فى أوروبا. وبذلك يظل اليهود الأوروبيون يعيشون بين إخوانهم العرب فى الأرض المقدسة، حيث يستفيد العرب من وجود اليهود بينهم، ويأمن اليهود على أموالهم وأعراضهم فى الأرض المقدسة. وفى هذا السياق أيضا يجب أن نفكر جديا فى منح الإخوة الفلسطينيين العرب الجنسية فى الدول التى يسكنونها.

أما العرب الفلسطينيون الذين يعيشون فى الأرض المقدسة الآن فيكون لهم الحق فى دولة مستقلة أو العيش فى كرامة بالدولة العبرية كما جاء فى كتابى الذى ألفته وتم نشره فى الولايات المتحدة الأمريكية بعنوان: «السلام المفقود وكيف نسترده».

- منذ فترة رفض عدد من الدول الإفريقية ضم إسرائيل للاتحاد الإفريقى كدولة مراقبة، هل ستعمل زيارة وزير الخارجية المصرى لإسرائيل على تشجيع ورفع حياء الدول الإفريقية الرافضة وتجعلهم يميلون إلى الموافقة؟

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل