المحتوى الرئيسى

بعد مهاجمة لاجئ سائحين بفأس وسكّين.. ما الخطة التي تعتمدها ألمانيا لمكافحة الإرهاب؟

07/20 07:19

كان أفغاني (17 عاماً) مسلحاً بفأس وسكيناً قد هاجم الركاب في قطار محلي شمال ولاية بافاريا الإثنين 19 يوليو تموز 2016 ليتمكن من إحداث إصابات خطرة لأربعة سياح صينيين كانوا ضمن الركاب، قبل أن ترديه الشرطة قتيلاً.

وذكرت النيابة أن اثنين من بين المصابين يعانون من جروح خطيرة تهدد حياتهم.

التقارير أشارت إلى أن المراهق الأفغاني يعيش في ألمانيا منذ عامين، وقد انتقل منذ أسبوعين فقط إلى دار للرعاية في أوكسنفورت، بالقرب من مدينة فورتسبورغ حيث وقع الهجوم.

التحقيقات أوضحت الأولية أن منفذ الهجوم تصرف على أساس دافع يحملها أعضاء داعش. وبحسب يواخيم هيرمان، وزير داخلية بافاريا، فقد وجدت الشرطة علم لتنظيم الدولة الإسلامية مرسوم يدوياً بين متعلقات الصبي في غرفته بمنزل الرعاية الذي يعيش فيه.

وقد عثرت الشرطة أيضاً على نص مكتوب باللغة الباشتونية، والتي قال هيرمان انه يُنظر إليه على أنه مؤشر قوي على أن المراهق "يمكن أن يكون شخص اعتنق الراديكالية من تلقاء نفسه". تم تفسير بعض الفقرات الموجودة بالنص على أنها رسالة إلى والد الفتى البالغ من العمر 17 عاماً، يدعو فيها المسلمين إلى الانتفاض دفاعاً عن أنفسهم.

لم يكن ضمن شبكة داعش

قال هيرمان أنه لم يكن هناك أي دليل على أن الهجوم قد تم تنظيمه أو تنسيقه مباشرة عن طريق داعش. "لا يوجد حالياً أي مؤشرات تدل على أن الشاب جزء من شبكة الميليشيا الاسلامية".

سارعت داعش بتحمل المسؤولية عن الهجوم، وأصدرت بياناً عبر وكالتها الاخبارية على الانترنت (أعماق) ، وذُكر فيه "كان مرتكب هجوم الطعن في ألمانيا واحد من مقاتلي الدولة الإسلامية ونفذ العملية استجابةً لدعوات استهداف دول التحالف التي تقاتل الدولة الإسلامية ".

أصدرت أعماق بعدها مقطع فيديو التي يظهر فيه شاب يلو بالسكين إلى الكاميرا ويزعمون أنه هو نفسه المهاجم، ويقول " "سوف أذبحكم بهذا السكين وسوف أقطع رؤوسكم بالفؤوس." ولم يكن التأكد من صحة الفيديو ممكن.

أبدى مُديري مأوى اللاجئين بأوشينفورت -حيث كان الفتى البالغ من العمر 17 عاماً يُقيم- شعورهم بالصدمة والحزن عند سماعهم هذه الأخبار. "لم يكن لدينا أي شيء يُشبه هذا الحادث هنا" نقلاً عن موقع أخبار مجلة دير شبيغل نقلاً عن أد المنسقين. وأضاف "الناس يعاملون بعضهم بعضاً بسلام هنا، وهذا هو السبب في أننا نشعر بالصدمة والحزن".

ويتمركز نحو 250 لاجئ في أوشينفورت ، وحوالي 60 منهم من الأطفال القاصرين بدون ذويهم. وذكرت وكالة الأنباء الالمانية أن الشاب كان في تجربة اكتساب خبرة في العمل في المخابز المحلية وتلقى دعماً من خدمة رعاية الشباب بوزارة الشؤون الاجتماعية الألمانية.

ينظر الى الهجوم بأنه بمثابة جرس إنذار لأجهزة الأمن والاستخبارات في ألمانيا، بعدما أظهرت البلاد سابقاً بأن لديها القدرة على منع أي هجمات من هذا النوع الذي شوهد في بلجيكا وفرنسا.

تجنبنا منذ 2001 نحو 12 محاولة ارهابية

تقول أجهزة الأمن في ألمانيا إنها قد تمكنت منذ عام 2001 من تجنب بنجاح 12 محاولة لشن هجمات إرهابية ذات حافز إسلامي، من خلال التعاون الوثيق مع قادة المجتمع المحلي والأجهزة الأمنية في بلدان أخرى.

وأشاد الجميع في أوروبا بنجاح خطط دعم المجتمع الهادفة لاثناء الجهاديين الشباب عن راديكاليتهم من خلال العمل بشكل وثيق مع عائلاتهم .

لكن الهجوم الذي وقع في فورتسبورغ يبدو جزءاً من اتجاه متزايد نحو هجمات "الذئب المنفرد" من قبل الأفراد الذين اتجهوا للتطرف فجأة.

عقد خبراء الإرهاب الألمان مقارنات بين هجوم ليلة الاثنين وبن حادث وقع في هانوفر يوم 26 فبراير/ شباط، والذي طعن فيه الطالبة صفية أس التي تبلغ من العمر 15 عاماً شرطي في رقبته خلال تفتيش روتيني .

كانت الأجهزة الأمنية في ألمانيا لا تزال تحقق في ادعاء الطالبة أنها كانت تتصرف بناء على أوامر من داعش. وخلافاً للطالب الأفغاني طالب اللجوء والذي أُطلق عليه النار خلال الحادث مساء يوم الاثنين، فصفية قد نشأت في ألمانيا.

وفقا لدانيال كولر، مدير المعهد الألماني لدراسات التطرف واجتثاث التطرف فأن "الإرهابيين المنفردين يُشكلون تحدياً جديدا نُكافح من أجل التوصل لطريقة للتعامل معهم". قال كولر عندما يتطرف الأتون حديثاً من القاصرون غير المراقبون خلال فترة قصيرة، فأن استراتيجية وكالة الأمن السابقة تصب عديمة الجدوى. "فعلياً نبدأ من الصفر."

منع التطرف وسط اللاجئين اصعب

قال كولر "على مدى السنوات القليلة الماضية، فاستراتيجية مكافحة الإرهاب في ألمانيا قد ركزت بشكل كبير على العمل مع الأسر لمنع حدوث التطرف. ولكن منع التطرف في أوساط اللاجئين، سوف يتطلب الكثير والكثير من العمل من أجل تحقيقه".

ظهر هيرمان في انتقاد ضمني لاستراتيجية أنجيلا ميركل خلال أزمة اللاجئين عندما قال إن الأجهزة الأمنية في ولايته كان عليهم مجابهة إمكانية دخول اللاجئين للبلاد تحت دوافع كاذبة "، الأمكانية التي كان لا يمكن تصورها حتى وقت قريب".

هيرمان عضو في الاتحاد الاشتراكي المسيحي في بافاريا، وهو الحزب الشقيق لحزب ميركيل الاتاد الديموقراطي المسيحي. وقد برزت اعتراضات قيادة حزبه كأحد أشد منتقدي موقف الحكومة الألمانية في موضوع الحدود المفتوحة .

رينات كوناست عضوة بارزة في حزب الخضر الألماني ووزيرة الزراعة السابقة، تم انتقادها بسبب تغريدة تساءلت فيها لماذا أطلقت الشرطة النار على المراهق وأردته قتيلاً بدلا من توجيه ضربة تعجيزية له.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل