المحتوى الرئيسى

“حبة الغلة القاتلة” الانتحار في صمت.. 6 حالات في الدقهلية خلال يوليو الحالي

07/19 18:40

الرئيسيه » بين الناس » تحقيقات » “حبة الغلة القاتلة” الانتحار في صمت.. 6 حالات في الدقهلية خلال يوليو الحالي

لم تتوقف أنباء الانتحار بمحافظة الدقهلية طيلة الأسابيع القليلة الماضية، حيث وقعت 6 حالات خلال الشهر الجاري فقط بمحافظة الدقهلية، كلها باستخدام حبة الغلة.

“حبة الغلة”، توضع في محصول القمح، لمنع التسوس والحشرات الضارة من الإضرار بالمحصول، واسمها العلمي “الألومنيوم فوسفيد” قامت عشرات الدول العربية بمنعها وحظرها بعد زيادة نسبة وفيات الأطفال بسببها.

يقول الدكتور محمد جابر، أستاذ الكيمياء الحيوية بكلية العلوم بجامعة المنصورة، إن حبة الغلة، والمعروفة علميا ب”الألومنيوم فوسفيد”، تخرج منها غازات ضارة جدًا، وعندما يتناولها أي إنسان سيموت في الحال، لإنها شديدة السمية، وكانت تستخدم قديمًا كسم للفئران والثعالب في القرى.

ويضيف جابر أن وزارة الزراعة صرحت بدخولها لمصر، لان استخدامها في الأجولة التي يُخزن فيها محصول القمح لا يؤثر على الإنسان، إلا من كثرة استنشاق هذا الغاز الصادر منه، حيث كان يستخدم في الماضي في الحرب البيولوجية وهي من المواد المحرمة دوليًا بالنسبة للإنسان والحيوان.

ويتابع أن كثرة التعرض للغاز الذي يصدر من هذا المبيد يؤدي لإصابة الإنسان بالعديد من السرطانات، من أهمها سرطان الرئة، وسرطان الكبد، ومن الممكن أيضًا أن يسبب صدمة لعضلة القلب، والميزة الوحيدة لهذا المبيد هو أنه رخيص الثمن.

وتسجل حبة الغلة كمبيد حشري بوزارة الزراعة، وهذه المادة موجودة ومسجلة وتدخل مصر بشكل رسمي ولا توجد أي محاذير لبيعها إلا إنه بجانب المادة مكتوب أنها عالية السمية، كما أن هذه المادة موجودة في 18 منتجًا بأسماء تجارية مختلفة إلا أن تركيبها واحد واستخدامها واحد في حفظ الغلال والحبوب.

وحسب موقع وزارة الزراعة هذه المنتجات كلها تدخل مصر على هيئة مبيدات زراعية، مثل المبيد التجاري هو جاستوكسين 57% أقراص مسجل تحت رقم 4، والاسم الشائع له هو ألومنيوم فوسفيد، ومبيد كويكفوس 57% أقراص مسجل تحت رقم 565، ومبيد سيلفوس 57% أقراص مسجل تحت رقم 673.

وتدخل في تصنيع حبة الغلة، مادة “زينك فوسفيد”، وهي تخرج منها غاز قاتل للبشر، وهى مسجلة بـ3 أسماء تجارية لها نفس تركيب حبة الغلة، وهى يكوفيوم %100 غاز تبخير ومسجل تحت رقم 1463، ومبيد فوسفيد زنك النصر ومسجل تحت رقم 102، ومبيد راتول ومسجل تحت رقم 1456.

وتحذر الدكتورة أماني عوض، أستاذ السموم بجامعة المنصورة، من أن مادة “الألومنيوم فوسفيد” عالية السمية، حتى إنه عند الاستخدام يتم فتح العلبة الحاوية له مرة واحدة فقط، ويتحد مع رطوبة الجو ويتطاير منه غازات سامة، منها غاز “الفوسجين”، وهذا الغاز كان يستخدم في الماضي في أحكام الإعدام، لإنه يسبب صدمة في عضلة القلب.

وتضيف عوض أن هذه الحبة لا تعتمد في وجودها كمادة صلبة، هي تعتمد على تطاير الغازات منها، حتى أنه بعد الانتهاء من استخدامها لا تجدها أو تجد مكانها مسحوق رمادي اللون، أي أنها انشطرت وتحولت لمادة أخرى بفعل تطاير الغاز منها، وحتمًا هذه الغازات ضارة للإنسان كما وضحنا.

وتتابع أستاذ السموم بجامعة المنصورة أنه حينما تستخدم  هذه الأقراص في الانتحار تقوم بدور قاتل سريع للغاية، فمجرد دخول القرص المعدة سيهري المعدة، ثم يوقف عضلة القلب، فيهلك الإنسان فورًا، ولا علاج له فلا يوجد متسع من الوقت لإنقاذه.

ويتميز عقار ألومنيوم فوسفيد، أنه بعد استخدامه في حالات الانتحار، لا يترك أي أثر على الجسم، فيأخذه المنتحر سرًا، وبعد دقائق يبدأ معاناة الألم، ثم يبدأ معاناة الموت تدريجيًا، لحظة تلو اللحظة حتى يفارق الحياة، وفي بعض الحالات ظهرت بعد العلامات على الجسم كما يقول سامح السيد، طبيب بوحدة صحة الأسرة بقرية المعصرة، مركز بلقاس، والتي وقعت فيها معظم حالات الانتحار منذ بداية العام.

ويشير السيد إلى أن بعض الحالات تخرج من فمها رغاوي الغاز القاتل، وبعض الدخان الأصفر، وأحيانًا تتزرق الشفتان، وبعض أجزاء من الجسد، ولكن معظم الحالات لايوجد عليها أي أثار خارجية تظهر وجود انتحار، ولكن يتم معرفتها عن طريق التشريح.

ودشن عدد من النشطاء، حملة بمحافظة الدقهلية، لمقاومة حبة الغلة، تحت اسم “أرواحنا مش رخيصة.. لا لبيع حبة الغلة القاتلة”، وعقدت ندوة بمدينة بني عبيد، والتي شهدت 3 حالات انتحار خلال الأسبوعين الماضيين، باستخدام حبة الغلة القاتلة.

وتستهدف الحملة حظر بيع وتداول المبيد السام والمعروف باسم “حبة الغلة القاتلة”، ويقول محمد عبدالغنى شادي، منسق الحملة، إن حبة الغلة القاتلة أصبحت طريقة سهلة للانتحار فى الآونة الأخيرة خاصة بمحافظة الدقهلية، وتحولت من حالة عابرة إلى ظاهرة شبح موت يطارد الجميع، مشيرًا إلى أن معظم حوادث الانتحار بحبة الغلة تنتهى بالموت السريع.

ويحذر شادي من خطورة العواقب التي ممكن أن تنتج عن تداول هذه الحبوب، فمن الممكن استخدامها في احداث ضرر جماعي من خلال وضعها في خزان مياه، أو مزجها مع مكونات طعام داخل مطعم.

ويطالب منسق الحملة مجلس النواب بسن قانون يجرم بيع هذه الحبة القاتلة ومساواتها بالمخدرات، كما يطالب وزارة الصحة بإدراج هذا المبيد السام في جدول المخدرات.

ويضيف شادي أن هذه الحبة يستخدمها معظم أهالينا لتخزين الغلة وحمايتها من التسوس، ولكن ظهر لها استخدام آخر وهو أثناء غضب طفل أو شاب أو بنت أو طفلة من أسرته فيلجأ لاستخدام تلك الحبة كتهديد للأسرة على الانتحار، موضحًا أن تلك الحبة القاتلة شديدة المفعول، ومعظم الحالات التى أقدمت على ذلك لم ينجُ منها أحد بسبب سرعة زيادة السموم فى الجسم.

وتستخدم حبة الغلة كمبيد حشري رخيص الثمن، ويتسائل الكثير من الفلاحين والمزارعين في حال تم حظر حبة الغلة تلك، ماهو البديل؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل