المحتوى الرئيسى

عمر سليمان.. كاتم أسرار مبارك

07/19 20:22

صعيدي قاد المخابرات 22 عامًا.. المخابرات الأمريكية وصفته بأذكى رجل في العالم.. ونعاه الإسرائيليون «صديق مهم كان يكره الإخوان»

وفاته بمستشفى أمريكية أثارت علامات الاستفهام.. والاغتيال سيناريو متكرر

عمر محمود سليمان اسم لطالما دارت حوله الأحاديث وتناولته أقلام الكتاب وألسنة الساسة والمحللين، نظرًا لكونه الرجل الوحيد الذي استطاع أن يمكث على عرش المخابرات العامة المصرية لمدة تجاوزت 22 عامًا، كان الذراع اليمنى للرئيس المخلوع حسني مبارك، وكان من النادر أن يظهر في المحافل الدولية بدون مشاركته.

وصفته المخابرات الأمريكية بـ" الأكثر دهاءً"  بين رجال المخابرات العربية والعالمية، حيث إنه قليل الكلام، هادئ الطباع، وكان يمثل الصندوق الأسود الذي يحوى أسرار الجماعات الإسلامية والعلاقات المصرية الإسرائيلية وكواليس نظام حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك.

"سليمان" من مواليد محافظة قنا في 2 يوليو 1936، وتوفي في 19 يوليو 2012، حيث انضم للقوات المسلحة عام 1954 وتلقى تدريبًا عسكريًا إضافيًا في أكاديمية "فرونزي" بالاتحاد السوفيتي والتحق بجامعة عين شمس وحصل على شهادة البكالوريوس بالعلوم السياسية في ثمانينيات القرن الماضي وحصل على الماجستير بالعلوم السياسية من جامعة القاهرة وماجستير في العلوم العسكرية.

سليمان متزوج، وله ثلاث بنات هن عبير وندى ورانيا وخلال عمله بالقوات المسلحة ترقى بالوظائف حتى وصل إلى منصب رئيس فرع التخطيط العام في هيئة عمليات القوات المسلحة تولى منصب نائب مدير المخابرات الحربية في عام 1986 وتولى منصب مدير المخابرات الحربية في عام 1991 ثم عين رئيسًا لجهاز المخابرات العامة المصرية في 22 يناير 1993 .

وخلال عمله رئيسًا للمخابرات تولى ملف القضية الفلسطينية وذلك بتكليف من الرئيس المخلوع حسني مبارك، إلى جانب توليه مهمة الوساطة حول صفقة الإفراج عن العسكري الإسرائيلي الأسير لدى حركة حماس جلعاد شاليط والهدنة بين الحركة وإسرائيل والمفاوضات بخلاف قيامه بمهام دبلوماسية في عدد من الدول منها عدد من المهمات في السودان.

وجهت عدة اتهامات لعمر سليمان بالضلوع في عمليات تعذيب ضد معتقلين يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة بأفغانستان سلمتهم الولايات المتحدة إلى مصر.

اختير في 29يناير 2011 كنائب لرئيس الجمهورية حينها حسني مبارك حتى 11 فبراير 2011 وكلفه المخلوع مبارك بالحوار مع قوى المعارضة يتعلق بالإصلاح الدستوري وفي 10 فبراير 2011 وفوضه في صلاحيات الرئاسة وفق الدستور حتى أعلن مبارك تنحيه عن الحكم وتفويض المجلس العسكري بإدارة شئون البلاد.

حصل مدير المخابرات الأسبق على العديد من الأوسمة والأنواط والميداليات منها وسام الجمهورية من الطبقة الثانية نوط الواجب العسكري من الطبقة الثانية ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة نوط الواجب العسكري من الطبقة الأولى نوط الخدمة الممتازة.

وفي فبراير 2011 تعرض سليمان إلى محاولة اغتيال لقي فيها اثنان من حراسه حتفهما.

وقال أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية في تصريحات تليفزيونية :" أثناء خروج اللواء عمر سليمان من مقر المخابرات العامة متوجها إلى مقر الرئاسة في يوم 30 يناير من عام 2011 حاول مجهولين من موقعين أحدهما ثابت والآخر من عربة إسعاف اغتياله ما أدى إلى وفاة أحد معاونيه.

وأضاف: "أحد قادة المجلس العسكري في حينه أكد له أن هذه الرواية ليست صحيحة وأنه تم إطلاق النار عليه بالخطأ وأن الأمر يحتاج إلى تحقيقات وأبلغني عمر سليمان بعد ذلك بشهور أن التحقيق لم يجر في هذه الحادثة وأن هناك بالفعل من يريد التخلص منه دون الإعلان عن هذه الجهات".

وفي 6إبريل عام 2012 أعلن اللواء عمر سليمان ترشحه لانتخابات الرئاسة قبل يومين من غلق باب الترشيح حيث أصدر بيانًا قبل تقدمه للترشيح بيومين أكد أنه لن يخوض الانتخابات الرئاسية.

وقال سليمان مخاطبًا الشعب المصري لإعلان خوضه الانتخابات الرئاسية "إن النداء الذي وجهتموه لي أمرًا، وأنا جندي لم أعص أمرًا طوال حياتي، فإذا ما كان هذا الأمر من الشعب المؤمن بوطنه لا أستطيع إلا أن ألبي هذا النداء، وأشارك في الترشح، رغم ما أوضحته لكم في بياني السابق من معوقات وصعوبات، وإن نداءكم لي وتوسمكم في قدرتي هو تكليف وتشريف ووسام على صدري، وأعدكم أن أغير موقفي إذا ما استكملت التوكيلات المطلوبة خلال يوم السبت، مع وعد مني أن أبذل كل ما أستطيع من جهد، معتمدًا على الله وعلى دعمكم لننجز التغيير المنشود واستكمال أهداف الثورة وتحقيق آمال الشعب المصري في الأمن والاستقرار والرخاء".

وفي 7إبريل قام بسحب أوراق ترشحه من اللجنة العليا للانتخابات التي وصل مقرها وسط حشد من مؤيديه وتعزيزات أمنية مكثفة من قبل الشرطة والقوات المسلحة وتقدم بأوراق ترشحه في اليوم الأخير وتحديدًا قبل 20 دقيقة من الوقت المحدد لغلق باب قبول الأوراق رسميًا.

قررت اللجنة العليا للانتخابات في 14 أبريل استبعاد اللواء عمر سليمان من خوض منافسة الرئاسة بعدما استبعدت أكثر من 3آلاف من نماذج التأييد التي قدمها، ليصبح عددها 46 ألفًا، بزيادة 16ألف توكيل عن العدد المطلوب إلا أن المرشح لم يلتزم بتقديم  الحد الأدنى لتوكيلات بواقع 1000 لكل محافظة ضمن الـ 15 محافظة المحددين كشرط للترشح.

وانطوى سليمان عن المشهد السياسي عقب استبعاده من الانتخابات الرئاسية كعادته عندما كان مديرًا للمخابرات أو حتى نائبًا لرئيس الجمهورية.

وفي يوم 19يوليو عام 2012  أعلنت أسرة عمر سليمان وفاته أثناء تلقيه العلاج وإجراء فحوصات طبية بإحدى مستشفيات الولايات المتحدة الأمريكية "كليفلاند".

فيما قال حسين كمال مساعد سليمان " إنه كان بخير وكان يخضع لفحوصات طبية، ووفاته كانت فجأة.

وترددت أنباء عن اغتيال سليمان تفجير مقر الأمن القومي بدمشق أثناء اجتماع كان يحضره عدد من كبار القادة الأمنيين السوريين، إلا أن رياض الأسعد مؤسس الجيش السوري الحر نفي هذه الإشاعات قائلًا:" اللواء عمر سليمان لم يكن موجودًا في ذلك الاجتماع".

ولا زالت إلى اليوم حقيقة وفاة عمر سليمان تائهة حيث اعتمد البعض التقرير الصادر من مستشفى "كليفيلاند" الجامعي بولاية "أوهاويو" الأمريكية عن وفاة عمر سليمان والذي قالت فيه إن سليمان الذي توفى عن عمر يناهز ٧٦ عاما وصل المستشفى حيث تم اكتشاف إصابته بمرض "أميلودوسيس"، والمعروف بين الأوساط الطبية العربية "بداء النشواني"، وتوفي متأثرا بمضاعفات المرض النادر الذي يصيب أجهزة متعددة بما فيها القلب والكلى ويوقف أجهزة الجسم عن العمل لتنهي مسيرة الرجل الذي وصف بثعلب الصحراء والرجل الثاني في دولة المخلوع مبارك.

ونعي عضو الكنيست السابق، فؤاد بن اليعاز، الصديق المقارب من المخلوع مبارك وفاة عمر سليمان قائلًا:"  أشعر بحزن عميق لوفاة عمر سليمان، هو مصري وطني وعربي، وقيادي بارز ساهم كثيرا في أمن وقوة مصر وساهم إلى حد كبير في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط والحفاظ على معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل