المحتوى الرئيسى

"دوندار".. الرجل الذي أنقذ أردوغان في آخر لحظة

07/19 17:22

نشرت صحيفة "حرييت" التركية تفاصيل المكالمة, التي أنقذت الرئيس رجب طيب أردوغان، من مخطط الانقلابيين لقتله أو اعتقاله أثناء تواجده بمنتجع في مدينة مرمريس غربي تركيا.

وقالت الصحيفة: "إن قائد الجيش التركي الأول أوميت دوندار اتصل بأردوغان قبل ساعة واحدة من الانقلاب ليطلعه على بدء تحرك الانقلابيين، مما سمح للرئيس التركي بالتحرك قبل اقتحام مكان إقامته". 

وأضافت: "دوندار اتصل بالرئيس أردوغان أثناء قضائه إجازته في منتجع بمرمريس، وقال له: أنت رئيسنا الشرعي، وأنا إلى جانبكم، يوجد انقلاب كبير، والوضع خارج السيطرة في أنقرة، تعالوا إلى إسطنبول وأنا سأؤمن لكم طريق الوصول والإقامة هناك".

وأشارت الصحيفة أيضا في 17 يوليو إلى أن وحدات خاصة من الانقلابيين مدعومة بمروحيات اقتحمت الفندق الذي كان يتواجه فيه أردوغان بعد الاتصال بقرابة ساعة, إلا أنه كان في طريقه إلى اسطنبول, ولم تتمكن من اعتقاله أو اغتياله.

وكانت مجموعة من عناصر الجيش التركي اقتحمت مساء الجمعة 15 يوليو التليفزيون الرسمي التركي (تي.آر.تي) وأجبروا مذيعة تليفزيونية على قراءة بيان أعلنوا فيه باسم قيادة أركان الجيش استلام السلطة عبر "مجلس سلام" وفرض الأحكام العرفية وحظر التجوال.

وبعد ساعات من ذلك، تدخلت قوات خاصة تركية واعتقلت العسكريين ليستأنف التليفزيون الرسمي بث برامجه، وقصف الانقلابيون مقر الاستخبارات بأنقرة, كما حاولوا الوصول للقصر الجمهوري, لكن تم صدهم من القوات الأمنية, التي كان لها دور رئيس في إفشال المحاولة الانقلابية, حسب مراقبين.

وقالت وسائل إعلام تركية إن المحاولة الانقلابية بدأت تترنح مع خروج أعداد كبيرة من المتظاهرين إلى الساحات العامة بمختلف المدن, واضطر كثير من العسكريين الانقلابيين إلى الاستسلام تحت الضغط الشعبي, حيث أظهرت وسائل إعلام متظاهرين يعتلون دبابات الانقلابيين أو يمنعون الآليات من التحرك,  كما أظهرت صور استسلام عشرات الجنود فوق جسر البوسفور في إسطنبول.

وفي 17 يوليو, نشرت "الجزيرة" نسخا من مراسلات الانقلابيين، وفيها تعليمات تتعلق بتفاصيل السيطرة على مقاليد الحكم وإعلان الطوارئ، كما تكشف عن توجه ثلاث مروحيات للفندق الذي كان يقيم فيه الرئيس رجب طيب أردوغان بهدف قتله أو اعتقاله.

والمراسلات التي كانت عبر تطبيق "واتساب" للتواصل بالهواتف الذكية جرت بين قادة الانقلاب وعدد من المشاركين فيه، حيث تم التواصل بينهم عبر إنشاء مجموعة في التطبيق ترسل من خلالها الأوامر إلى المنفذين, ويتم تلقي الردود عليها.

وتكشف المراسلات تفاصيل ومهام الانقلابيين في الساعات الأولى من الانقلاب، حيث كان مخططا أن يبدأ الانقلاب في الساعة الثالثة فجرا (بالتوقيت المحلي)، ولكن أمرا طارئا دفعهم للتعجيل ببدء التحرك في مدينتي أنقرة وإسطنبول، والسيطرة على المباني الحكومية الرئيسة والجسور ورئاسة الأركان والمطارات.

وجاء في المراسلات أن الانقلاب بدأ في الساعة التاسعة والنصف (بالتوقيت المحلي)، حيث نزلت القطعات العسكرية إلى المدن، وخلال ربع ساعة تمت السيطرة على جسري مضيق البوسفور في إسطنبول، ثم بعد ذلك بعشر دقائق جاءت الأوامر بالسيطرة على مبنى قناة "تي آر تي" الحكومية.

وتؤكد المراسلات أيضا أن القطعات العسكرية وصلت إلى مطار أتاتورك في إسطنبول لمحاصرته في تمام الساعة العاشرة، وأن الانقلابيين واجهوا مقاومة من قبل الشرطة في منطقة بيرم باشا وسط إسطنبول.

وبحسب مراسلات "الواتساب" أيضا، سيطر الانقلابيون على مبنى الأمن (أمنيات) في شارع الوطن بإسطنبول، فجاءت الأوامر بترقب وصول قادة القوات الأمنية ليعتقلهم الانقلابيون.

كما تضمنت المراسلات أدلة تثبت استعداد بعض عناصر الشرطة للانضمام إلى الانقلابيين، وأكدت اكتشاف السلطات للمؤامرة في الساعة العاشرة، مما دفع قادة الانقلاب لإرسال أوامر إلى جنودهم تطالبهم بإطلاق النار على كل من يقاومهم من قوات الأمن، كما تضمنت إيعازا للقوات الانقلابية على الجسور بالسماح لبعض المواطنين المحاصرين بالخروج ومواجهة أي عنصر شرطة يحاول العبور وقتله في حال إصراره على المقاومة.

وأكدت نسخ المراسلات أيضا أن قائد القوات الجوية السابق الجنرال أكن أوزتاك هو مدبر محاولة الانقلاب، وأن الخطة كانت تقتضي إعلان حالة الطوارئ وحظر التجول ووقف الطيران في الساعة السادسة فجرا، وهو الأمر الذي لم يتم.

كما نشرت وسائل إعلام تركية نص محادثات بين قادة الانقلاب الفاشل، تظهر أن عدد قواتهم يبلغ 20 ألفا، وأن قائد الجيش الأول وحده كان يمثل عقبة قوية أمام الانقلاب، حيث تردد طلب اعتقاله مرات عديدة.

وحسب وسائل الإعلام التركية, أيضا فإن ثلاث مروحيات تابعة للقوات الخاصة العسكرية كانت وصلت إلى فندق بمدينة مرمريس كان يقيم فيه أردوغان وعلى متنها أربعون جنديا في محاولة لاعتقال الرئيس التركي أو قتله، بينما كان أردوغان قد غادر الموقع بمروحية خاصة قبل نصف ساعة تقريبا من محاولة الاقتحام، واشتبك الحرس الرئاسي مع الجنود الانقلابيون, قبل أن يفر عدد منهم عبر الجبال بعد تعطل إحدى المروحيات.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل