المحتوى الرئيسى

أردوغان.. ذو الوجهين

07/19 10:40

خلال الأيام الماضية، احتل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان صدارة المشهد السياسى العالمي، رغم حضوره الدائم على مسرح السياسة العالمية.

أيضًا خلال هذه الأيام، تركزت الأضواء على شخصية أردوغان والوجوه المتعددة له، والتى توضح أنه يعانى من اضطراب ازدواج الشخصية.

ويوضح د.عماد مخيمر أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة الزقازيق، أن ازدواج الشخصية عبارة عن اضطراب نفسى يصاب به الشخص الذى تعرض فى تنشئته الاجتماعية للقسوة وهذه الشخصية تكون محيرة جدا ويصبح ذا شخصية مزدوجة بدون هوية محددة.

وفى حالة أردوغان فمن الواضح أن تنشئته تسببت فى اصابته باضطراب ازدواج الشخصية.. فقد نشأ أردوغان فى أسرة فقيرة، وهو بنفسه الذى كشف تفاصيل تنشئته عندما قال فى تصريحات تليفزيونية «لم يكن أمامى غير بيع البطيخ والسميط فى مرحلتى الابتدائية والإعدادية؛ كى أستطيع معاونة والدى وتوفير قسم من مصروفات تعليمى؛ فقد كان والدى فقيرًا».

وأيضًا تحول أردوغان من لاعب كرة قدم شبه محترف فى نادى قاسم باشا صاحب مهارات عالية فى المراوغة بالكرة والتلاعب باللاعبين الآخرين خلال الفترة بين عامى 1969 إلى  1982، إلى لاعب سياسى اعتبارًا من 1983 بعد أن دخل عالم السياسة على يد استاذه نجم الدين أربكان من خلال حزب الرفاه، خاصةً فى محافظة إسطنبول، ليستغل مهاراته الخاصة فى المراوغة وازدواج شخصيته، مثيرًا الكثير من الجدل حول هويته غير المحددة.

الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، صاحب الوجه العلمانى، أكد أن بلاده ستظل دولة «علمانية وديمقراطية»، فى مارس 2015، خلال زيارته لقيادة الأكاديميات الحربية التركية. وهذا الموقف ليس جديدًا على أردوغان، فقد  أعلن وهو يتولى رئاسة حزب العدالة والتنمية التركى فى 2001  أنه يرى العلمانية بمثابة ضمانة للديمقراطية. وشدد على ضرورة عدم تشويه العلمانية بإساءة  تفسيرها وإظهارها وكأنها تتعارض مع الدين، مشيرًا إلى أنه ضد استغلال الدين أيضا.

الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، الذى يحلم بأن يكون الخليفة العثمانى الجديد، يعتبر أن «تركيا دولة لها أهداف كبيرة، ومن ثم ينبغى أن تكون دولة كبيرة فى جميع المجالات». وكان أردوغان قد اتخذ عدة قرارات توضح سعيه لأن يصبح سلطانًا عثمانيًا... ومن بين هذه القرارات جعل تعليم اللغة العثمانية إجباريًا  فى المرحلة الثانوية، مؤكدًا أنه «آن أوان العودة إلى جذورنا».

وتدعم حلم عودة الخلافة العثمانية أمينة أردوغان زوجة الرئيس التركي، حيث طالبت بعودة نظام الحرملك الذى كان سائدًا فى عهد الدولة العثمانية مرة أخرى، وقالت «إن حريم سلاطين بنى عثمان اللواتى يعتبرن مصدر الكثير من التخيلات فى الغرب، كن بمثابة مدرسة لإعداد النساء فى الحياة»

فجأة أصبح أردوغان من قادة التحالف الدولى لمحاربة الإرهاب، فى أواخر أغسطس 2015، بعد تخليه عن شروطه المسبقة، وسمح لطيران التحالف باستخدام قاعدة أنجرليك الجوية فى جنوب تركيا لشن غارات جوية على تنظيم «داعش».

وتحجج أردوغان بحجة إطلاق عنصر داعشى النار على حرس الحدود التركى، وقتل جندى تركى ليصبح محاربًا ضد الإرهاب، مستغلًا الأمر ليمرر هجماته على حزب العمال الكردستانى.

لمدة عام كامل، رفض أردوغان الانضمام للتحالف الدولي ضد «داعش»، الذي بدأ عملياته في سبتمبر 2014، متحججًا بوجود رهائن أتراك في القنصلية التركية بالموصل العراقية في قبضة التنظيم المتطرف.

وساد الغموض علاقة أردوغان بتنظيم «داعش»، حيث تواترت الأنباء عن شرائه البترول العراقي الذي يسرقه التنظيم المتطرف بأسعار بخسة، مقابل فتح الحدود التركية للراغبين من مختلف الجنسيات في الانضمام الى «داعش»، والتغاضي عن دخول الداعشيين الى الاراضي التركية تمهيدًا للسفر الى دول العالم والانتشار لتنفيذ عمليات ارهابية. كما دعم أردوغان «داعش» انتقامًا من نظام الرئيس السوري بشار الأسد الداعم لقوات حزب العمال الكردستاني.

يحرص أردوغان على الظهور بوجه الرجل الديموقراطي، الذي وصل الى السلطة عبر انتخابات ديمقراطية، والذي أكد في كلمته عقب فشل الانقلاب العسكري ضده أن «ما حدث هو عمل فاشل ضد الديمقراطية في تركيا». كما بعث أردوغان برسالة نصية عبر الهاتف إلى أنصاره صبيحة اليوم التالي لفشل الانقلاب، يطالب بالذود عن الديمقراطية والسلام. وكان الرئيس التركي قد اتهم أوروبا بتهميش الديمقراطية والحريات، عندما طالبوه بتعديل قانون الإرهاب التركي.

ظهر وجه الديكتاتور أردوغان واضحًا، عقب فشل انقلاب 15 يوليو ضده، فقد شن حملة اعتقالات شملت حتى أمس حوالي 7 آلاف قاضٍ وعسكري. كما استخدم أردوغان «القوائم المعدة مسبقًا» التي تضم أسماء معارضيه ومنتقديه لعزلهم من أعمالهم والقبض عليهم، ومن بينهم آلاف من رجال الشرطة والقضاء.

وكشف أردوغان عن عزمه إعادة عقوبة الإعدام «استجابة لرغبة الشعب» على حد قوله.

فى تصريح مثير، أكد أردوغان أن «تركيا فى حاجة إلى إسرائيل» فى يناير الماضي، داعيًا إلى المضى فى تطبيع العلاقات بين البلدين، التى توترت منذ 2010.

وكان أردوغان، فى إعلانه قبول الاعتذار الإسرائيلى عن حادث رحلة أسطول الحرية لمؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية، أكد «أهمية الصداقة بين الشعبين اليهودى والتركي». وكشفت الإذاعة الإسرائيلية فى فبراير 2013 عن أَنَّ اسرائيل زَوَّدت تُركيا بمَنظومات إلكترونيَّة مُطوَّرة، فى وسط أزمة توتر العلاقات بين البلدين. وقالت مصادر بالحكومة التركية إن شركة إيلتا الدفاعية الإسرائيلية سلمت تركيا أجهزة إلكترونية بقيمة 100 مليون دولار لأربع طائرات مزودة بنظام الإنذار والمراقبة المحمول جوًا والمعروفة باسم «أواكس».

أثناء الهجوم الإسرائيلى على غزة فى ديسمبر 2010، أعلن أردوغان بوضوح «متعاطف مع أهل غزة»، وللرئيس التركى موقف شهير فى يناير 2010، عندما غادر منصة مؤتمر دافوس احتجاجًا على عدم إعطائه الوقت الكافى للرد على الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز بشأن الحرب على غزة، ما أثار موجة إشادة فلسطينية وعربية غير مسبوقة. واحتشد الآلاف ليلاً لاستقبال أردوغان بعد ساعات من مغادرة مؤتمر دافوس حاملين الأعلام التركية والفلسطينية، ولوحوا بلافتات كتب عليها «مرحبًا بعودة المنتصر فى دافوس» و«أهلًا وسهلًا بزعيم العالم»، وعلقت حماس على الحادث بالقول «على الحكام العرب أن يقتدوا به»، وواصل أردوغان إظهارعشقه للشعب الفلسطينى طلبًا لإعجاب ودعم أنصار تيارات الإسلام السياسى فى دول العالم، حيث قام باستقبال العديد من الأسرى المحررين المبعدين من فلسطين فى صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس، وإسرائيل عام 2011.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل