المحتوى الرئيسى

سلسلة عاشت الأسامي| سراديب النبي دانيال.. لغز حيّر الباحثين

07/18 17:35

الرئيسيه » ثقافة و تراث » أثار و أماكن » سلسلة عاشت الأسامي| سراديب النبي دانيال.. لغز حيّر الباحثين

أسرار كثيرة لم يهتد أحد من الباحثين إلى حلها، تحاوط سرداب شارع النبي دانيال بالإسكندرية.

ويعد شارع النبي دانيال في  محطة مصر، واحد من أهم شوارع الإسكندرية الأثرية، يرجع تأسيسه إلى عهد الإسكندر المقدوني، كما يجمع على جانبيه آثارًا لحضارات وثقافات تنوعت بين يهودية وإسلامية ويونانية قديمة، الأمر الذي جعل الدكتور محمد منتصر، الباحث في علوم الآثار القديمة بجامعة الإسكندرية، يطلق عليه لقب “ملتقى الحضارات”.

الدكتور محمد جعفر، الباحث في التاريخ اليوناني بكلية الآداب جامعة الاسكندرية، يقول إن هيئات أثرية دولية بالتعاون معنا ومع الآثار المصرية حاولوا الدخول إلى سرداب النبي دانيال لكنهم فشلوا، بسبب أسرار قديمة يحويها المكان ولا أحد تمكن من تفسيرها والوصول إلي حل لغزها.

يتابع جعفر: قبل عقود كان أحد العاملين في الإسكندرية، ذوي الأصول اليونانية أن يدعى “ستيليو”، وكان يعمل جرسون، هذا الرجل كان لديه هوس شديد بالبحث عن مقبرة جده الأكبر القائد المقدوني مؤسس الإسكندرية، بحد زعمه.

ويوضح أن ذلك الهوس بحلمه في الوصول إلي رفات جده المقدوني جعله ينفق كافة أمواله، ومات دون أن يعثر علي شيء، وعقب ذلك حاول الدكتور جان إيف إمبرور، مؤسس مركز دراسات الإسكندرية، منذ أكثر من مائة عام حل لغز سرداب النبي دانيال أو البحث عن منارة الإسكندرية القديمة.

يشرح جعفر أن العالم إمبرور، وضع عدة أبحاث تاريخية توضح تجربته الاستكشافية، يقول إن الإسكندرية منذ بدايات الامتداد الساحلي للإسكندرية السفلية، أو الجزء الغارق من المدينة القديمة، يمتد من أبي قير شرقًا، إلى أقصى غرب المدينة وبذلك الشريط يوجد نحو 28 مدينة ساحلية غارقة، على طول الساحل الغربي للإسكندرية، من العجمي حتى مدينة السلُّوم الحدودية.

عندما نتحدث عن الآثار الموجودة في الإسكندرية يتوقف تفكيرنا أمام هذه الأعداد الكبيرة من الآثار المختلفة ثقافيًا وحضاريًا، والمحاطة بكم كبير من الشائعات والحكايات، وربما أكثر تلك الآثار حظًأ من الشائعات هو سراديب النبي دانيال، بحسب محمد خميس، الباحث في الآثار اليونانية بوزارة الآثار بالإسكندرية.

يقول خميس إن أشهر حادثة اقترنت بشارع وسراديب النبي دانيال، هي واقعة اختفاء فتاة جميلة بصحبة خطيبها في وضح النهار، إذ ابتلعتها الأرض، واختفت ولم يُعثر عليها.

ويرجع خميس أن أسباب انشقاق الأرض وابتلاعها هو الأنفاق التي توجد أسفل هذه المنطقة التي تحتوي على آثار عظيمة واسرار كبيرة  مؤكدا أن بعض السردايب الموجودة كانت مصمّمة خصيصاً لهروب الملك عند حدوث ثورات مفاجئة.

أما عم صالح عبد المولي، خادم مسجد سيدي عبد الرازق الوفائي، الملاصق لسرداب النبي دانيال، يقول إن المسؤولين بالآثار لا يهتمون بفتح السرداب لمعرفة ما يحويه من أسرار، وقد كانت لسابقيهم محاولات كثيرة منذ سنوات إلى أن أصابهم اليأس.

عبد المولى يعتقد أن هناك لعنة بالشارع من فعل الإسكندر المقدوني عندما بنى الإسكندرية، حتى لا يتمكن أحد من معرفة أسراره، موضحًا أنه علِم من أجداده أن هناك أشباح موجودة أسفل سرداب وشارع النبي دانيال.

ويرجع  ذلك إلى أن الإسكندر الأكبر صمم تلك السرداب ليكون معتقلًا للتعذيب وقتل معارضيه، مشيرا إلى أن هذه الأشباح هي التى كانت تخرج و تنتقم وتبتلع الفتيات، بحسب ظنه.

سراديب الموتى هو الاسم الأشهر الذي لقبت به مقابر كوم الشقافه أو “الكاتاكومب” المجاورة لعمود السواري، والذي يقع في حي كرموز غربي محافظة الاسكندرية، وهي واحد من أشهر السراديب التي تحوي الكثير من الألغاز والأسرار التي ترجع إلى العصر الروماني.

وعن تاريخ سراديب الموتي يقول الدكتور طارق السعدني، الخبير في الآثار الاغريقية بالإسكندرية، إن تلك المقابر اكتشفت صدفة عام 1900 ميلاديا، عندما غاصت أرجل حمار في بئر كان مدفونًا، وهو بئر هذه المقبرة،  رغم أن البحث عن تلك البئر الأثرية دام نحو 12 عام بلا جدوى، موضحًا أن البئر بالمقبرة تعدان من أكبر المقابر الرومانية العامة المكتشفة.

السعدني يسرد أنها تقع علي حدود الجبانة الغربية الكبري في الإسكندرية القديمة وهي ترجع إلى القرن الثاني الميلادي وسميت بـ”الكاتاكومب” لتشابه التصميم الخاص بها بمقابر أخرى موجودة في دولة روما كانت تسمي بهذا الاسم، ويرجع تاريخها إلى العصر الروماني وتتميز بالدمج بين الفن اليوناني والروماني والمصري.

يشرح السعدني أنه عقب اكتشاف المقبرة عثر على غرفة الولائم، كما تجد في مدخل المقبرة نحو 99 سلمة محفورة حول جسد البئر، كانت تستخد في إنزال المومياء للقبر، بينما كان يوجد فتحات جانبية، تستخدم في تنظيم إنزال الجثة حتى لا تتهشم.

بينما يقول الدكتور علي محمود، أستاذ ترميم الآثار بجامعة الإسكندرية، إن مقابر “كوم الشقافة والشاطبي والأنفوشي” يعانون من تسرب مياه الصرف الصحي وارتفاع منسوب المياه الجوفية بها، ما قد يتسبب إلى انهيارهم أو ضياع النقوش الموجودة على جدرانهم وفقدان تاريخ مهم، بسبب إهمال المسؤولين بتلك الآثار.

ويلفت إلي أن تلك المقابر محفورة في الحجر الجيري العضوي، وهو نوع من الأحجار لا يمتاز بالصلابة والشدة، ما يجعلها معرضة للانهيار بسبب المياه الجوفية المندفعة نحوها.

محمود يضيف أن الخطر الأكبر هو أن هذا النوع من الأحجار العضوية تنمو فيه الفطريات والملوثات بسهولة شديدة، وهو الأمر الذي يشكل خطرًا صحيًا كبيرًا على زائري المقبرة، لقلة التهوية في الأدوار السفلى من المقبرة، وقد يعرضهم للاختناقات.

وبحسب ما يذكر الخبير في الاثار الإغريقية بالإسكندرية الدكتور طارق السعدني، فإن الفساد الموجود في وزارة الآثار وكافة القطاعات، هو تطور طبيعي للإهمال الشديد الذي طال أغلب جبانات وسردايب الثغر وأصبحت مهددة بالانهيار وخسارتنا للآثار لا تقدر بمال.

ويلفت السعدني إلي أنه في عام 2010  خصص المجلس الأعلى للآثار 30 مليون جنيه لترميم مقابر كتاكومب كوم الشقافة، وجبانات الأنفوشي والشاطبي، بعد أن تهدمت أجزاء منهم بسبب غرقها في المياه الجوفية، لكن فجأة توقف المشروع دون أية أسباب.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل