المحتوى الرئيسى

الضبطية القضائية.. طوق النجاة لطلاب الثانوية من الدروس الخصوصية بأسيوط

07/18 11:12

الرئيسيه » بين الناس » تحقيقات » الضبطية القضائية.. طوق النجاة لطلاب الثانوية من الدروس الخصوصية بأسيوط

في السابع عشر من أغسطس العام الماضي قرر المهندس ياسر الدسوقي، محافظ أسيوط، إغلاق 7 مراكز تعليمية تقوم على الدروس الخصوصية في المدينة بناءً على الكتاب الوارد من الوزارة بخصوص استصدار قرارات غلق المراكز التعليمية التي يتم إدارتها بدون ضوابط قانونية أو تراخيص أو موافقة من وزارة التربية والتعليم.

لكن قرار الإغلاق لم يكن النهاية في إمبراطورية الدروس الخصوصية التي مازالت قائمة في المدينة وبالتحديد في منطقة سيتى وشارع الجمهورية وشارع المحافظة، حسبما ذكر لنا بعض الطلاب…”ولاد البلد” التقت طلاب ثانوية للتعرف على معاناهم مع الدروس الخصوصية وتأثير التسريبات على مستقبلهم.

يقول محمد عماد، طالب بالصف الثالث الثانوي، إن المرحلة الثانوية مرحلة فارقة في تحديد مصير الطالب سواء بالفشل أو النجاح، فالطالب في هذه المرحلة منقسم بين البيت والدروس الخصوصية وأحيانًا قليلة المدرسة ففي بداية العام الدراسي كنا نذهب يوميًا بسبب العشر درجات المخصصة للانضباط المدرسي وحينما تم إلغاؤها اتجه الطلاب إلى التركيز على الدروس الخصوصية والحصص في المراكز المختصة بذلك.

ويضيف عماد أن التسريبات أثرت بشكل سلبي على الطالب الثانوي بشكل عام، إذ ساهمت في ضياع حقوق الطلاب وساوت بين المجتهد والفاشل ما يسهم في رفع درجات التنسيق وتشريد الطلاب، مطالبًا بتحسين المناهج الدراسية ومنع التسريبات ومراعاة الضمير بالنسبة للمدرسين.

يضيف فرغلي عبد الرحيم، طالب بمدرسة ناصر الثانوية العسكرية، أن معاناة الطالب الثانوي تبدأ في شهر 7من كل عام أي في الإجازة الصيفية وقت الإنشغال بحجز الدروس الخصوصية في المراكز المختلفة وكذلك طبقًا للمدرسين المعروفين في شرح المواد الدراسية ومدي شهرتهم، فالدروس الخصوصية ضغط على الطلاب وعلى الأهل والمدرسين والمدرسة في الوقت ذاته وهي بمثابة عادة يتوراثها الأجيال طبقًا للخبرة والمرور بهذه المرحلة الدراسية.

ويشير عبدالرحيم إلى أن أسعار الحصص في الدروس الخصوصية متفاوتة فمثلا حصة الكيمياء بـ 20 جنيهًا، واللغة العربية 15 جنيهًا، والإنجليزي بـ20 جنيهًا، والرياضة 10 جنيهات إلى 25 جنيه، واللغة الفرنسية 20 جنيه، وتفاوت الأسعار يرجع إلى مدى شهرة المدرس وقدرته على التواصل مع الطلاب، ولا يبالى الأهالي بارتفاع أسعار هذه الحصص طالما في صالح أبنائهم ويرونهم متقدمين ومتفوقين.

ويرى عبد الرحيم أن المدرسة تراجع دورها كثيرًا فأصبح المدرس يحضر الحصة الواحدة ويلقى ما دونه في كشكول التحضير دون أي مبالاة وكذلك اتجه الطلاب للدروس الخصوصية لما فيها من أسئلة ومتابعات من قبل المدرس بشكل منتظم بخلاف المدرسة، كما أن روتين المنهج ساهم في اللجوء للدروس الخصوصية.

ويردف: الدروس الخصوصية نجّحت الطالب كشخص ولكن دمّرت المدرسة بكل ما فيها من أنشطة وفعاليات وتعليم واليوم الذي يذهب فيه الطلاب للمدرسة يضيعون أوقات كثيرة من أوقات المذاكرة والحصص الخاصة، ويقول عن التسريبات”أنا لو كنت أعرف أنه فيه تسريبات من الأول مكنتش هاخد دروس”، لافتًا لتطور عمليات الغش الإلكتروني قبيل بدء اللجان.

يتحدث ماريو محسن نصر، طالب ثانوي آخر، عن معاناته مع الدروس الخصوصية ويقول إنه لا يوجد طالب ثانوي لم يتلقى دروس خصوصية، خاصة بعد تراجع دور المدرس والمدرسة على حد سواء ما كبّد الأهالي مبالغ مالية باهظة مع تكرار المقولة الشهيرة “أنا عاوزك تدخل الكلية الفلانية وتجيب مجموع كذا”، وهذا شكل ضغط كبير على الطالب نفسه وأفقده جزء كبير من تركيزه في المواد الدراسية وبالتالي قدرته على التحصيل في نهاية العام،  أما تسريب الامتحان صدمة كبيرة للطلاب “اللى خد دروس زي اللى ما أخدشي، واللى تعب زى اللى مذاكرشي عشان التسريبات”، ويشير إلى أن أول خطوات إصلاح منظومة التعليم في مصر هو إقالة وزير التربية والتعليم.

يشرح أحمد مهني، ولي أمر طالبة، حجم معاناة الأسرة التي فيها طالب ثانوي من جانب حرصهم الشديد على توافر مناخ هادئ لأبنهم لاستذكار دروسه وبين توافر مبالغ مالية لتلقى الدروس الخصوصية، مشيرًا إلى أنه صرف ما يزيد عن أربعة آلاف جنيه دورس خصوصية لابنته طوال فترة الدراسة أملا في التحاقها بكلية الطب وبعد هذا الجهد والتعب يتساوي الجميع ويُسرب الامتحان للطلاب دون أدني معاقبة للمسوؤلين، فضلا عن قلة راحة ابنته لأنها تتلقى الدروس منذ بداية إجازة نهاية العام تمهيدًا للعام المقبل وهكذا.

ويقول حامد.م، معلم لغة عربية، إن الدروس الخصوصية لا شيئ فيها طالما أنها لم تتعد دور المكمل للمدرسة، فمثلها كأي كورس تقوية يتلقاه الطلاب ولكن إذا تعدي دورها عن المكمل وأصبحت الأصل فبذلك تعد خطرًا كبيرا ويجب تناول المشكلة من جميع زواياها والأسباب والمسؤول عنها في المقام الأول الحكومة وأولياء الأمور والطلاب وتدني المستوى المعيشي للمعلم.

حاولنا التواصل مع صلاح فتحي، وكيل وزارة التربية والتعليم بأسيوط، ولكنه لم يرد على هاتفه المحمول، وكان الدكتور الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم، اجتمع بوكلاء الوزارة ومديري العموم على مستوى الجمهورية عبر الفيديو كونفرنس، الأسبوع الماضي، لتنفيذ حملات مكثفة على مراكز الدروس الخصوصية وتفعيل الضبطية القضائية التي بموجبها يحق لممثلي المديريات تحرير المحاضر للمراكز المخالفة على أن يتم تطبيقها خلال الفترة الحالية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل