المحتوى الرئيسى

الترفيه الإجباري: اتجاهٌ جديد لتحسين أداء الموظفين

07/18 01:16

في العام الماضي، عندما التحقت ماديسون درايغر بشركة هندسية لمعالجة المياه، مقرها في الولايات المتحدة، لم تكن تدرك أن التراشق بالبيض في فناء الشركة، أو ممارسة لعبة الـ «هولا هوب»، أو حتى تقديم دروس في تعليم جدل الشعر يمكن أن يكون جزءاً من التوصيف الوظيفي في هذه الشركة. ومثل بقية الاجتماعات التقليدية، يعتبر حضور هذه الأنشطة إجبارياً في الشركة.

بعد عام ونصف من التحاقها بالشركة، لا تزال درايغر، وهي ابنة الثالثة والعشرين، غير مرتاحة تماماً لفكرة التوقف عن العمل لحضور الأنشطة الترفيهية. لكنها تقول إن الأنشطة القصيرة تساعدها على إقامة علاقات غير رسمية مع زملاء العمل والمسؤولين في الشركة.

التمارين الخارجية أو أنشطة تعزيز روح الفريق تعتبر جزءاً مهماً من اتجاه متنامٍ لنقل الموظفين من مجرد زملاء لا يعرف بعضهم بعضاً إلى أصدقاء تنشأ علاقة الصداقة بينهم بسرعة. المؤيدون لهذا التوجه يقولون إن البعد قليلاً عن ضغط العمل اليومي يمكن أن يكون طريقة جيدة لتعرف الزملاء بعضهم على بعض، وللتواصل بشكل أفضل أثناء العمل. لكنّ المعارضين يقولون إن هذه الأنشطة والفعاليات ليست مصدراً للمتعة والراحة على الدوام، ويمكن أن تجعل أسبوع الدوام الطويل يبدو أطول.

إضافة لذلك، يدفع الترفيه الإجباري، كما يوحي الاسم، المرء للشعور بأنه يمارس شيئاً بالإكراه. لكن معرفة كيفية التأقلم مع هذه الأنشطة الإلزامية يمكن أن يساعد على بناء شبكة من العلاقات الناجحة مع زملاء العمل.

يقول المدير في شركة «ديلويت» للاستشارات المتعلقة بتطوير وتحديث الأنشطة والمواهب في نيويورك مارك كابلون إن «العلاقات الشخصية هي أساس عمل الفريق، وهذا يتطلب احترام الآخرين؛ بغض النظر عن موقعهم الوظيفي داخل المؤسسة».

يقول كابلون إنه للتأكد من صحة هذا الأسلوب، فإن بطولات تنس الطاولة على مستوى الشركة كانت ولا تزال جزءاً أصيلاً من عمل الشركات المبتدئة، لكن الشركات الأكبر والأقدم تستثمر الآن في تطبيق مفهوم أكثر استراتيجية لربط الموظفين بعضهم ببعض بطريقة غير رسمية.

لكن عندما تصبح المشاركة في الترفيه إجبارية، فمن الممكن أن يشعر الموظفون بالاستياء نتيجة الحاجة إلى تجاوز الالتزام بالمواعيد النهائية المحددة لإنجاز الأعمال المختلفة في سبيل القيام بما يشعرون أنه أقل أهمية. وهناك آخرون ببساطة لا يرغبون في قضاء وقت مع زملاء عمل يرونهم في الأساس 40 ساعة في الأسبوع داخل مكاتب العمل.

تقوم فيرونيك جيمس، المديرة التنفيذية بشركة الإعلانات «جيمس إيجنسي» في الولايات المتحدة، باستضافة عدد من الأنشطة الترفيهية كل شهرين بدلاً من كل أسبوعين، لكي تجعل هذه الأنشطة أكثر جاذبية. ويتم إبلاغ الموظفين بالجدول قبل شهر من تنظيم أي نشاط ترفيهي، لكن يتعين عليهم الحضور.

وترصد جيمس كل عام مبلغ 20 ألف دولار لتمويل تلك الأنشطة، والتي تعتبر جزءاً من علاوات الموظفين لأغراض ضريبية. وتضيف: «خلال ساعات العمل هناك آليات العمل كفريق بسبب القدرة على الارتباط والتواصل من خلال تجربة فريدة من نوعها، وأصبح الموظفون مترددين في ترك وظائفهم لأنهم بنوا صداقات جيدة». تقول أيضاً إنها تعي أهمية وقت الموظفين، ولذلك تراعي عدم تنظيم أنشطة خارج ساعات الدوام.

لكنّ بعض الدراسات تحذر من الاقتراب كثيراً من زملاء العمل. فقبل ثلاث سنوات أجريت دراسة على رسائل بريد إلكتروني لـ180 فريق عمل، ممن اشتغلوا في شركة كندية واحدة، لتتبع فعالية الفريق في عدد من دوائر العمل. وقد تميزت أفضل فرق العمل من حيث الفعالية والأداء بمستوى عال من الترابط والعلاقات الوثيقة بين الموظفين، وهو ما تساعد الأنشطة الترفيهية على تحقيقه.

لكن فرقاً أخرى تميزت بترابط وثيق جداً بين أفرادها كانت أقل نجاحاً، بحسب شون وايز، أستاذ تنظيم الأعمال في جامعة «رايارسون»، وهو من أجرى هذه الدراسة. وقد تبين أنه في بعض الأحيان يمكن للأنشطة الجماعية أن تطمس معالم التغييرات والبيئة المطلوبة لتحسين ثقافة العمل بصورة يومية.

يقول كابلون من شركة «ديلويت» إن «اللقاءات الاجتماعية لا تساعد على معرفتك بجذور القضايا الثقافية». فبدلاً من تنظيم حفلات العشاء، أو فترات الاستراحة المصاحبة لتناول الطعام أو الشراب، يعمل كابلون مع الشركات لكي تظهر للموظفين كيف تقدر عملهم أثناء قيامهم بالعمل.

فعلى سبيل المثال، التأسيس لثقافة العمل لساعات منتظمة بدون الحاجة إلى مراجعة البريد الالكتروني أثناء الليل، يمكن أن يساعد على تبديد الشعور بالاستياء عندما يدعى الموظف للمشاركة في أنشطة لا تتعلق بالعمل، كما يقول.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل