رحلة كفاح صانع «البوكيمون».. 20 عامًا من الوفاء حتى ابتسمت له السماء

كم يحتاج المرء من الوقت كي يحقق نجاحًا ساحقًا ليس له مثيل؟ البعض يحتاج إلى أيام، وآخرون إلى شهور، ومحظوظون إلى لحظات، أما بالنسبة للأمريكي جون هانك، مؤسس شركة Niantic، فالأمر تطلب منه الانتظار 20 عامًا كاملة، كي تبتسم له السماء.

جون هانك، هو الرجل وراء لعبة بوكيمون جو، التي بالرغم من أنها لم تصدر سوى من 10 أيام، في 3 دول، وتبعها اليوم إطلاقها في 26 دولة أخرى، إلا أنها عانقت المجد، وحققت أرباحًا أكثر من 7.5 مليار دولار، لتصبح أسرع وأشهر لعبة في التاريخ.

 اللعبة يتسابق على تحميلها الملايين بطريقة غير شرعية، نظرًا لأنهم لا يطيقون انتظار إصدارها في بلادهم بشكل رسمي، ويكفي الإشارة إلى أن معدل تحميلها اليومي في دولة مثل أمريكا، يتراوح ما بين 4 إلى 5 ملايين مرة.

 كيف استطاع هانك أن يصل إلى مثل هذا النجاح المجنون؟ الإجابة تجدها في أهم 10 مراحل بحياة الرجل، على مدار الـ20 سنة الماضية كما يلي:

في عام 1996، حين كان لا يزال طالبًا، شارك جون هانك في تطوير لعبة فيديو جماعية تسمى "Meridian 59"، ثم باعها إلى شركة 3DO الأمريكية، ليسير وراء شغف أهم، وهو رسم خريطة العالم، لكن في قرارة نفسه، كان الحلم الأكبر هو لعبة البوكيمون.

في عام 2001، أسس جون هانك شركة برمجيات، تسمى "Keyhole"، من أجل التوصل إلى طريقة تربط بين الخرائط والتصوير الجوي، وساعده في تمويلها شركات عملاقة مثل سوني ونفيديا، زنجح الرجل في إنشاء أول خريطة ثلاثية الأبعاد مرتبطة بخاصية الـGPS والتصوير الجوي في العالم.

في عام 2004، اشترت جوجل شركة  "Keyhole"، وبمساعدة جون هانك، تحولت الشركة إلى ما نعرفه الآن باسم "Google Earth"، ومن هنا بدأ شغف هانك يتحول نحو تطوير ألعاب قائمة على نظام تحديد المواقع GPS.

أدار جون هانك فريق جوجل الجيوغرافي من عام 2004 وحتى 2010، وكان له الفضل في تطوير تطبيقات أفادت البشرية أجمع في العصر الحديث، مثل Google Maps، وGoogle Street View، وفي خلال هذا الوقت، كان ينظر إلى الحلم الأكبر، وهو Pokemon Go، لذا فقد حرص في هذه الفترة على تجميع الفريق الذي سيضمن له الوصول إلى المجد.

في عام 2010، أسس جون هانك شركة Niantic Labs، كشركة ناشئة ممولة من جوجل، لتطوير ألعاب تعتمد على الجي بي إس.

في عام 2012، وبعد عامين من تأسيس Niantic، طورت الشركة أول لعبة فيديو جماعية للهواتف، تعتمد على الجي بي إس، تحت اسم "ingress"، والتي قال عنها إنها كانت بمثابة "حلم اليقظة الذي كان يرواده بينما كان يتنقل ذهابًا وإيابًا من المنزل إلى مقر عمله في جوجل".

في عام 2014، تعاونت شركة جوجل مع شركة نينتندو المالكة لحقوق بوكيمون، من أجل صناعة شيئًا بخصوص يوم "كذبة إبريل"، وبالفعل قامت الشركتان معًا بتطوير لعبة خفيفة تسمح للمستخدمين بالبحث عن كائنات البوكيمون على خرائط Google Maps، ما جعل هانك يفكر في إمكانية تحويلها إلى لعبة حقيقية.

قرر جون هانك تطوير لعبة بوكيمون اعتمادًا على بيانات الأماكن التي تم جمعها من قبل لاعبي لعبة "ingress"، على مدار سنتين ونصف، ومن خلال تلك البيانات، تم إضافة ميزتي الـPokestops والـGyms إلى لعبة بوكيمون جو.

جمع هانك تمويلًا قدره 25 مليون دولار من شركات جوجل، ونيتيندو، ومستثمرين آخرين، من ديسمبر 2015 وحتى فبراير 2016، لتكوين فريق يزيد عدد أعضاؤه عن الـ40 شخص، من أجل إطلاق لعبة بوكيمون جو هذا العام.

في  6 يوليو 2016، أطلق جون هانك وفريقه بشركة Niantic، لعبة بوكيمون جو، في 3 دول، هم الولايات المتحدة، أستراليا، ونيوزيلندا، ومنذ إطلاقها، زاد سعر أسهم شركة نينتندو، المالكة لحقوق البوكيمون، بمقدار 12 مليار دولار، وأصبحت اللعبة تجني أكثر من 2 مليون دولار يوميًا عبر عمليات الشراء التي تتم داخلها.