المحتوى الرئيسى

واشنطن بوست: أردوغان أثبت أنه على حق

07/16 17:52

"أردوغان كان دائما يخشى حدوث انقلاب، لقد أثبت أنه كان محقا"

تحت هذا العنوان جاء تحليل  بصحيفة واشنطن بوست للباحث إحسان ثارور حول محاولة الانقلاب الفاشلة على الرئيس التركي.

الرئيس  رجب طيب أردوغان، الحاكم الأكثر أهمية في تاريخ الجمهورية التركية منذ مؤسسها مصطفى كمال أتاتورك  ينشغل جدا  بمصر، التي شهدت قبل 3 سنوات انقلابا عسكريا عزل الرئيس المنتخب ديمقراطيا محمد مرسي، واعتقله مع حلفائه، ومارس حملة قمعية بلا هوادة ضد جماعة الإخوان المسلمين، وثبت نظاما على رأس السلطة ما زال يحكم حتى الآن.

الإسلامي مرسي، بدا وكأنه صديق روحي بالنسبة لأردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم، هذا الحزب  الذي تأسس استنادا على القومية السنية الدينية الإسلامية.

أردوغان اشتعل غضبا بعد عزل مرسي والسحق الوحشي لحكومة منتخبة رغم عدم شعبيتها.

العديد من الإسلاميين المصريين الذين لم تتمكن السلطات من القبض عليهم لاذوا بالفرار إلى إسطنبول ليتخذوا ملاذا لهم.

العام الماضي، عندما حكم نظام عبد الفتاح السيسي، المخطط الرئيسي للانقلاب، بإعدام مرسي، اشتاط أردوغان غضبا منتقدا السلطات المصرية والغرب الذي نظر إلى انطفاء الديمقراطية العربية بلامبالاة وربما بارتياح خفي.

وقال أردوغان آنذاك: "مصر تحكم بالإعدام على رئيس منتخب بنسبة 52 % من الأصوات، إنها تعود لسابق عهدها القديم"، في إشارة  إلى عقود من الاستبداد.|

واستطرد: "الغرب لسوء الحظ ما زال لم يكشف موقفه من قائد الانقلاب السيسي. وبينما تلغي الأقطار الغربية عقوبة الإعدام، ينظرون إلى عقوبات الموت في مصر بصمت مطبق".

صدى مصر يبدو مهما الآن، بعد محاولة الانقلاب على حكم أردوغان مساء الجمعة.

لكن مخططي الانقلاب التركي، بعكس السيناريو المصري، لم يحظوا بمباركة، يل أن كافة أحزاب المعارضة التفت حول الحكومة المنتخبة، بالرغم من الاختلافات السياسية، كما دعمت احتجاجات حاشدة في الشوارع أردوغان وحزبه العدالة والتنمية.

 ووفقا لبعض الروايات، فقد لوح المتظاهرون بعلامة رابعة التي تمثل إشارة مباشرة للإسلاميين المقموعين في مصر.

وأثناء حملتين انتخابيتين، تحدث أردوغان بحزن بالغ عن قوى الظلام التي تعمل ضد الديمقراطية وتناهض حكومته، وعن متآمرين أجانب، و"تحالف صليبي على حد وصفه.

في التصريحات العامة، يوجه أردوغان وعناصر أخرى من حكومته انتقادات غاضبة  لحركة كولن، نسبة إلى الداعية المسن فتح الله كولن الذي يعيش في بنسلفينيا.

أنصار كولن، الذين كانوا يوما ما أصدقاء أردوغان، يسعون الآن لتقويض الحكومة عبر وكلائهم داخل مؤسسات مختلفة من الدولة.

وبالنسبة للمراقبين الخارجيين، فإن بارانويا أردوغان تبدو حسابات سياسية مقصودة، تستهدف حشد المحافظين والقوميين الأتراك خلف رايته.

لكن ربما كان أردوغان صائبا في فعله ذلك، حيث أن تركيا شهدت تاريخا طويلا من الانقلابات العسكرية، إذ تدخل ضباط بالجيش لإقصاء حكومات أعوام 1960 و1971 و1980، واضعين دستورا جديدا.

وفي عام 1997، تسببت توصيات صارمة من الجيش في بدء "انقلاب ناعم"، لإقصاء حزب إسلامي من الحكم.

ومع ذلك، منذ أن تولى أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحكم عام 2002، بدا أن عصر الانقلابات قد ولى، حيث بات لتركيا حكما مدنيا مستقرا، وأجريت انتخابات بشكل منتظم دون الكثير من الضجة.

وبدأت ظلال الدولة العميقة، والمحركين التآمريين والمخططين من خلف ظهر الحكومة  في الانقشاع.

وبسبب النتائج الاقتصادية المعتبرة والإصلاحات الاجتماعية في تركيا، استطاع أردوغان وحلفاؤه بناء قبضة صارمة على مقاليد السلطة، وتحقيق نتائج انتخابية قوية ساعدته فيها معارضة مفككة، بالإضافة إلى سلطة قضائية تعمل لمصلحته، وقيادات عسكرية خاضعة له بعد سلسلة من المحاكمات ضد متآمرين.

لكن في السنوات الأخيرة ربما يكون أردوغان قد تجاوز المدى.

بعد 10 سنوات قضاها منصب رئيس الوزراء، فاز أردوغان بانتخابات الرئاسة، لكن منصب الرئيس من الناحية الفنية يمثل دورا شرفيا بعيدا عن السياسة.

بيد أن أردوغان سعى لرئاسة ذات أدوار تنفيذية، وسلطات واسعة.

وفي أنقرة، بنى أردوغان قصرا لنفسه يتألف من 10 آلاف غرفة.

ووفقا لجماعات حقوقية وأحزاب معارضة، قد تنامى نهج أردوغان السلطوي بوتيرة سريعة. وأغلقت  صحف معارضة وقنوات تلفاز معارضة رئيسية أو تم السيطرة عليها، بالإضافة إلى إلقاء القبض على صحفيين ومحتجين باتهامات مختلفة.

وحتى حليفه السياسي الأقرب ( أحمد داوود أوغلو) تعرض للتهميش.

وفي ذات الأثناء، تسببت الأزمة في سوريا وسياسات تركيا بالمنطقة في تأجيج اضطرابات داخل الدولة، مع تصاعد التمرد الكردي، وداعش.

ويتهم منتقدون الحكومة التركية بالتسبب في تنامي خطر داعش عبر الإهمال، حتى بدأ التنظيم في شن هجمات على أهداف داخل الدولة.

هجوم مطار إسطنبول الشهر الماضي بدا لحظة خطيرة من الصراع المفتوح بين الجهاديين والدولة التركية.

ليس واضحا بعد من خطط للانقلاب، حيث ذكرت الحكومة التركية إنهم مجموعة ضباط جيش متعاطفين مع فتح الله كولن، وأعلنت اعتزامها إجراء حركة تطهير في الجيش وإعفاء هؤلاء من مناصبهم.

القليل من المراقبين اعتقدوا أن قيادات الجيش التركي، رغم أيديولوجيتهم العلمانية سوف يفكرون في شن انقلاب ضد أردوغان وحزب العدالة والتنمية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل