المحتوى الرئيسى

لماذا تعترض تركيا على ضم الأهوار العراقية إلى لائحة اليونسكو؟

07/16 15:26

حالة من الجدل والترقب بين الأوساط الأثرية والأكاديمية والرسمية في العراق، بعد ما تداولت بعض وسائل الإعلام أنباء عن رفض اليونسكو لضم ملف الأهوار إلى لائحة التراث العالمي، وهو ما أدى إلى إثارة بلبلة وتشكك فيما يحدث وراء الكواليس وعن وجود دوافع سياسية لبعض الدول المشاركة لرفض ضم الأهوار العراقية إلى اللائحة العالمية.

كان المركز الإنمائي للطاقة والمياه أعلن بمناسبة افتتاح الدورة الأربعين لليونسكو في إسطنبول خلال الفترة من 10 إلى 20 يوليو الجاري عن تقديم العراق طلبًا بتسجيل سبعة مواقع على لائحة التراث العالمية؛ ثلاثة منها "تراثية"، وأربعة مواقع لقيمتها الطبيعية، مشيرا إلى أن اللجان الفنية والثقافية استكملت كافة شروط المشاركة، فضلا عن الإجابة على التساؤلات المطروحة من قبل لجنة اليونسكو.

وكشف المركز الإنمائي للطاقة عن تحفُّظ الجانب التركي على ملف ضم الأهوار والتراث العراقي إلى لائحة التراث العالمي، فيما اعتبر التدخلات السياسية سببا بوضع الملف في خطر.

ومن جانبه، نفى الوفد العراقي المشارك رفض اليونسكو إدراج الأهوار على لائحة التراث العالمي، وأعلن عن البدء في مناقشة انضمام الأهوار إلى لائحة التراث العالمي، فيما أشار إلى وجود اعتراض تركي بسبب ارتباط هذا الموضوع بملف المياه والسدود، وبقية الدول تطالب الوفد العراقي بالتفاوض مع تركيا فإن تساهلت تركيا سيتم إعلان الملف لصالح العراق.

يذكر أن أعضاء لجنة التراث العالمي يمثلون 21 دولة فقط لهم الحق في التصويت بالتأييد والاعتراض على الإدراج وفق معايير اتفاقية التراث العالمي لسنة 1972 وهؤلاء الأعضاء هم: "أنجولا، أذربيجان، بوركينا فاسو، كرواتيا، كوبا، فنلندا، إندونيسيا، جامايكا، كازاخستان، الكويت، لبنان، بيرو، الفلبين، بولندا، البرتغال، جمهورية كوريا، تونس، تركيا، جمهورية تنزانيا المتحدة، وفيتنام، زيمبابوي". 

وتقوم العراق بالتحرك على المستويين الرسمي والشعبي بهدف دعم ملف ترشح الأهوار وإدراجها على لائحة التراث العالمي، ويتحرك الوفد العراقي على مختلف المستويات لدعم التصويت الإيجابي، ونظمت نقابة المحامين العراقية واتحاد شركات السفر العراقية رحلات سياحية مكونة من عشرات الزوارق النهرية الصغيرة بجولة سياحية في منطقة الأهوار جنوب محافظة ميسان لدعم التحرك الرسمي للوفد العراقي.

تعتبر مناطق الأهوار أكبر نظام بيئي من نوعه في الشرق الأوسط وغربي آسيا، وتضم ثلاثة أهوار رئيسية هي هوير الحويزة الذي يتداخل مع الحدود الإيرانية، وهور الحمارة، وهور الفرات التي تمتد وتتوسع باتجاه شمال وغرب البصرة وجنوب منطقة العمارة وصولا إلى منطقة مصب دجلة والفرات وهو ما يعرف بشط العرب، وتقدر مساحة أهوار جنوب العراق بين  15000كم مربع إلى50000 كم متر مربع؛ لأن المساحة المائية التي تحتلها الأهوار غير ثابتة وغير مستقرة. 

والأهوار جزء لا يتجزأ من طرق عبور الطيور المهاجرة ما بين القارات، ودعم أنواع الحيوانات المهددة بالانقراض، واستمرارية مناطق صيد أسماك المياه العذبة، وكذلك النظام البيئي البحري في الخليج العربي. وإضافة إلى أهميتها البيئية، تعتبر مناطق الأهوار تراثاً إنسانياً لا نظير له، وقد كانت موطناً للسكان الأصليين منذ آلاف السنين. ويعيش سكان الأهوار في جزر صغيرة طبيعية أو مصنعة في الأهوار، ويستخدمون نوعا من الزوارق يسمى "المشحوف" في تنقلهم وترحالهم، للأهوار تأثير إيجابي على البيئة فهي تعتبر مصدرا جيدا لتوفير الكثير من المواد الغذائية من الأسماك والطيور والمواد الزراعية التي تعتمد على وفرة وديمومة المياه مثل الرز وقصب السكر.

في حقبة التسعينيات وبعد انتهاء حرب الخليج الثانية قام نظام صدام حسين بحملة هندسية واسعة ومبرمجة لتجفيف أهوار الجنوب العراقي، وقد اشترك جيشه بكل قدراته التنفيذية على مستوى الجهد الهندسي وإمكانيات دوائر الري وقد رافق ذلك إجلاء قسري لسكان القرى الواقعة ضمن المشروع بالقوة وهدم البيوت والقتل والقصف المدفعي، وقد تم تنفيذ هذا المشروع بإنشاء سدود ترابية لمنع تدفق المياه من الأنهار التي تغذي الأهوار.

وأدت هذه العملية إلى تحطيم نظام حياة بيئي استمر اكثر من 5000 سنة وتقليص مساحة الأهوار التي كانت تمتد إلى 15000-20000 كيلومتر إلى أقل من  2000كم مربع، وتدمير الأهوار المركزية بنسبة 97% وتحولت إلى أراضٍ جرداء ما صاحبه انخفاض مجموع السكان من 400.000 مواطن إلى حوالي 85000 مواطن.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل