المحتوى الرئيسى

المسلماني يتوعد ..والفاشية تتقدم ركضا ً ..

07/15 16:30

اقرأ أيضا: مسلسل ( الخروج ) ...جرس إنذار للسلطة ! منطق الرئاسة وتجديد الخطاب الديني المجلس الأعلى للثقافة : مواصلة التجهيل وحرق البخور اللادينيون المصريون يواصلون القصف مجددًا.. خانة الديانة! رمضانهم ( الكيوت ) : اللادينيون يعربدون و السلطة تناور ..!

صاحب ( الطبعة الأولى ) قرر , أو بالأدق قررت له الغرف العليا التي تدير مقود المرحلة و تتحكم في أزرارها , أن يبدأ ( الطلعة الأولى ) لتأميم وسائل التعبير و قطع الألسن  بصورة نهائية و إسكات ضمير مصر و الإجهاز على روحها الحي و خلاياها النابضة , طلع علينا الصحفي و الإعلامي الشهير ( أحمد المسلماني ) ( 1970 _ ..) و هو يشن هجوما ً ضاريا ً على ( السوشيال ميديا ) و ( الفيس بوك ) و ( التويتر ) , مطالبا ً بتحريك الدعاوى القضائية ضد هذه الوسائل التكنولوجية / الاتصالية الجديدة , تمهيدا ً لإغلاقها و إراحة المصريين _ بحسب ما يرى _ من شرها العريض و سمها الزعاف و خطرها الكبير ( كما يقول ! ) على السلام الاجتماعي لمصر باعتبارها سببا ً في صياغة العمليات الإرهابية و صناعتها , فهي فيما يرى كانت _ وما زالت _ مصنعا ً كبيرا ً للعمليات الإرهابية ليس إلا !

 و قد ألمحت , غير مرة , إلى أن ( وسائل التواصل الاجتماعي ) صخرة ضخمة شديدة الصلابة  في وجه محاولات تأميم الفضاء العام التي تحاول بعض القوى الآن  فرضها _ جبرا ً _ على مصر ! بمثل ما ألمحت إلى أن هذه الوسائل الاتصالية الخارجة عن قبضة الرقيب , أصبحت ( إعلاما ً بديلا ً ) _ كما يقول الخبراء _ و هو ما نتج عنه مسح كثير من فضائيات مدينة الإنتاج الإعلامي بممحاة ( أستيكة ) , و تهميش كثير من الإعلاميين ( كانوا أباطرة في مرحلة مبارك ! ) و أصبحوا الآن يصرخون دون جدوى في الظل دون أن يحس بهم أحد , و تقزيم كثير من الصحف و المواقع الإخبارية التي أصبحت مجرد ( إسهال ورقي )  تافه لا يصدقه _ أو يقرؤه ! _ إلا أصحابه , أصبحت الكلمة النافذة الآن للأصوات الشابة الفتية الجسور التي تقول في وسائل التواصل الاجتماعي كل شيء تقريبا ً في السياسة و الاقتصاد و الفن و الجريمة  و تحظى بنسب متابعة جماهيرية فلكية مرعبة ( لأية سلطة ! ) , فهي أعادت كثيرا ً من الأشخاص إلى أحجامهم الطبيعية الضحلة و كانت السلطة تأمل في تضخيمهم بالحقن الإعلامي الزائف  ليصيروا أبطالا ً فأصبحوا _ بفضل الفيس _ مسوخا ً , و هي التي حفظت كثيرا ً من الرموز السياسية و الدينية  و دافعت عنها بعناد _ بالحملات الفيسبوكية المكثفة ! _ و كانت السلطة تأمل فعليا ً في نسف هذه الرموز أو تصفيتها معنويا ً متى أمكن ذلك ! و هي التي عدلت الأوزان النسبية للقضايا العامة و أعادت ترتيبها في سلم الأولويات , فيما كانت السلطة تلعب دائما ً على إرباك هذه الأولويات في وعي الجماهير بخلط الأوراق و دفع قضايا ضحلة إلى الصدارة في مقابل تأخير قضايا أخرى إلى الذيل أو التعمية عليها بمختلف وسائل ( الإلهاء الاستراتيجي ) التي تحدث عنها المفكر الكبير ( تشومسكي ) , فثمة جداول سابقة التجهيز يجري إرسالها إلى  الفضائيات والوسائل الإعلامية المتاحة دوريا ً  لتفجير حملات ممنهجة _ في الاتجاه الخطأ _ و لفت الأنظار بعيدا ً عن قضايا أخرى ( كارثية ) يراد لها أن تغيب عن الأعين , فإذا بالفيس _ بحملاته الغزيرة _ يعيد القضايا المؤخرة إلى الوعي مجددا ً و يضعها في بقعة الضوء بإصرار !

 لقد اكتشف رأس المال السياسي في مصر أن أطنان الأموال التي أنفقها و ألوف الأصوات التي اشتراها _ كلاما ً أو سكوتا ً ! _ و عشرات الفضائيات التي روضها أو حيدها بمساعدة قوى إقليمية نفطية  في أكبر عملية ضخ أموال شهدتها الميديا المصرية ,كل هذه المحاولات  لم تنجح في فرض الخارطة الإعلامية التي أرادتها قوى الدولة الشمولية منذ البداية , وكان العائق في كل مرة هو تخطيط ( الكيبورد ) المعاكس الذي فرضته القوى الشبابية الحية في مصر , الصداع المزمن في رأس السلطة و الشوكة المغروسة بإصرار في خاصرة القوى الرأسمالية التي تباشر اللعب السياسي و الهيمنة طول الوقت ! و بدت المناورة شديدة الوضوح إذ يمضي الإعلام السلطوي و فضائيات رأس المال السياسي لتوجيه ( الكاميرا ) إلى قضية ( سعد الصغير ) و طليقته _ في إطار الإلهاء الاستراتيجي _ فإذا بحشد من البوستات و التويتات و سجال الدردشة الفيسبوكية يعيد إلى قلب اللوحة ( تيران و صنافير ) لتصبح الجزيرتان هما نجم الفيس الأول على غير ما أراد ت السلطة أو رأس المال السياسي ! وتعود الفضائيات الموجهة  لتلعب على ورقة خناقات ( شوبير ) و خصومه بتكثيف الضوء عليها بما يجاوز الإلحاح فإذا بحملات الفيسبوك الشبابية المسكونة بقضية ( الثورة ) تعيد ( مالك عدلي ) و رفاقه خلف الأسوار إلى قلب اللوحة دون أية شائبة أو تشويش ! و مجددا ً تعاود معزوفة الفضائيات الغناء الأوركسترالي احتفاء ب ( قرط الحاجة زينب ) فإذا بحملات الفيس الشبابية تدفع بأطنان من التعليقات المتنوعة حول ( سد النهضة و زيارة نتنياهو التاريخية ! )  كان مطلوبا ً _ إذن _ تغييب الفيسبوك و إنهاء دوره بأي ثمن , فهو العامل الأساسي في تحويل ( مبارك ) من كاهن المرحلة الأول إلى عجوز معزول يقرأ صحف الصباح في منزله و يقنع بمجرد المتابعة ! و هو العامل الأساسي للحيلولة بين مصر و تكرار الكتالوج الستيني الذي يجري فرضه الآن  ( خصوصا ً الكتالوج الإعلامي ) بكل حماقته و انتكاساته !

 و( المسلماني ) _ إذن _ هو الوجه الليبرالي الوسيم , الذي اختارته تحالفات رأس المال السياسي ليقود حملة الاستئصال للفيسبوك و رواده , و يؤكد المسلماني _ بوقفته الإعلامية الشهيرة _ أن أسرة أمريكية رفعت دعوى قضائية ضد ( جوجل و فيسبوك و تويتر ) لأن هذه الوسائل تسببت في قتل ابنها في تفجيرات ( باريس ) ! و أن مكتبا ً إسرائيليا ً رفع دعوى قضائية ضد فيس بوك و تويتر , لمساهمتهما في إمداد أحد الجهاديين بمعلومات خطيرة وظفها لقتل الأبرياء و إرهابهم ( أصبحت إسرائيل مضرب الأمثال في مجال القدوة الأخلاقية ! ! ) يا سيد ( مسلماني ) ابن مدينة ( بسيون ) بمحافظة الغربية , إن تصادم قطارين لا يعني أن نلغي ( السكك الحديدية ) , و سقوط طائرة لا يعني أن نلغي المطارات  , و تعثر أحد المرضى في عملية البلع لا يعني أن نلغي الأطعمة و نكتفي بتعليق المحاليل للتغذية ! كفى هراء و تذكر جزءا ً من تاريخك يوم رشحك د حسن نافعة باحثا ً مساعدا ً في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية و السياسية , تذكر جزءا ً من مجدك الشخصي المستحق يوم بدأت تجربة ( الطبعة الأولى ) بقناة ( دريم ) في صيف عام 2008 حتى وصل عدد مشاهديك داخل مصر و خارجها إلى ( ثلاثين مليون ) مشاهد , و كنت جزءا غاليا ً من ضمير مصر الوطني , فيما تحول وجودك الآن إلى شبح شاحب لا يحس به أحد ! إن رصيد الحب الجماهيري _ الذي كان ! _ هو وحده الذي دفع بك إلى أن تكون مستشارا ً إعلاميا ً للرئاسة , و منذ قررت الضلوع في المشهد الحالي  بعد الثالث من يوليو _ بطريق التسويق للسلطة فقط _ فقدت الأرض التي كنت تقف فوقها بثبات و صرت جزءا ً من لوحة الترويج لا يأبه له أحد !

 في عام 2009 و أثناء إذاعة برنامجك  : ( الطبعة الأولى ) قرر نظام مبارك قطع الإرسال على الهواء عنك _ لإخراس رسالتك ! _ و ضقت ذرعا ً إلى حد الاختناق لمحاولة إخراسك , فلماذا تريد الآن إخراس ألوف الشباب المخلصين على الفيس بوك و قطع ألسنتهم في حملة فاشية غريبة عن كتبك و تاريخك ؟! إن ( المسلماني الذي قرأنا له : ( الحداثة و السياسة ) ( 2002 ) , و ( حقوق الإنسان في ليبيا ) ( 1999) , و ( خريف الثورة : صعود و هبوط العالم العربي ) ( 2005 ) , يختلف تماما ً عن ( المسلماني ) الذي يحمل الآن سكين ( فرانكو ) و جنزير ( أدولف هتلر ) و هراوة ( بوكاسا ) مطالبا ً بإغلاق الفيس و سحق آخر ما تبقى من أنين الحريات !

 في 28 أكتوبر من عام 2003 , قرر ( مارك زوكربيرج ) بمعاونة بعض أصدقائه في جامعة ( هارفارد ) ( و خصوصا ً كريس هيوز ) , تأسيس الفيس بوك , كشركة مساهمة , بهدف خلق حوارات ديمقراطية حرة دمثة في فضاء ضخم للبوح و صناعة الأحلام , و تحول الفيس في تقديري الآن إلى ضمير حي للأوطان و ترجمان للروح الشبابي الناضر المتورد و مناسبة لصناعة عقد اجتماعي غير مكتوب و عمق ملائم لإحداث التوازن النفسي الذي يحول بين الشباب و بين إحباط الموت , بل ووسيلة رخيصة الثمن لألوف الشعراء و الروائيين و المسرحيين لنشر نصوصهم و الوصول لقرائهم , فهل ستكون سعيدا ً حين يصمت من حولك هؤلاء  جميعا ً في مقابل أن يرضى عنك دهاقنة رأس المال السياسي ؟!

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل