المحتوى الرئيسى

دعاوى قضائية تطالب إسرائيل بـ«ذهب الفراعنة وآثار سيناء»

07/14 21:54

ابتز الإسرائيليون شعوب العالم بأساطير الماضي؛ للمطالبة بتعويضات عن كل حادثة تروي كتبهم أنهم تعرضوا لها، لكن هذه المرّة وجدوا أنفسهم، مطالبين بدفع ثمن جريمة ارتكبها "أجدادهم" الذين احتالوا على المصريين واستولوا على ممتلكاتهم، وهو ما جاء فى دعوى رفعها أستاذ جامعى مصرى، يطالب فيها إسرائيل برد الذهب الذى سرقة اليهود وهم خارجون من مصر.

ويقول نص الدعوى القضائية، التى رفعها أستاذ القانون الدولي وعميد كلية الحقوق بجامعة الزقازيق نبيل حلمي، "بما أن إسرائيل تعلن نفسها دولة يهودية وتنصب نفسها مسؤولة عن كل اليهود في العالم، فهي إذًا مدينة لمصر بمليار دولار على الأقل قيمة الذهب الذي سرقه اليهود ليلة خروجهم من مصر قبل نحو 3500 سنة، مأخوذًا في الاعتبار فوائد المبلغ طوال هذه المدة".

ويؤكد "سفر الخروج" في التوراة، واقعة السرقة التي حدثت بشكل جماعي لم يسجل التاريخ له شبيهًا، وبينما كان النبي موسى يستعد لتنفيذ الأمر الإلهي بالهجرة من مصر باتجاه الشرق، كان قومه مشغولين بالتفكير في كيفية الاستيلاء على أموال المصريين، فذهبت كل امرأة من بني إسرائيل إلى جارتها المصرية تطلب اقتراض حليها الذهبية لحضور حفل عرس، ويعتبر حلمي أن هذه الواقعة تتضمن ردًا واضحًا على المزاعم التي انطلقت ردًا على الدعوى والتي ذهبت إلى أن "اليهود كانوا عبيدًا في مصر وأنهم سيطلبون تعويضًا عن ذلك إذا طالب المصريون بقيمة ذهبهم".

ويشير إلى أن سفر الخروج، يقول "فإذا انصرفتم فلا تنصرفوا فارغين، بل تطلب المرأة من جارتها ومن نزيلة بيتها أمتعة فضة وذهب وثيابًا تجعلونها على بنيكم وبناتكم وتسلبون المصريين"، ويعود للتأكيد على أن "يطلب الرجل من صاحبه والمرأة من صاحبتها أمتعة فضة وأمتعة ذهب". ويؤكد حلمي أن هذه الصيغة الواردة في التوراة تقطع بأن اليهود كانوا جيرانًا وأصدقاء للمصريين ولم يكونوا عبيدًا، "والمنطقي أن السيدة يمكن أن تعير حليها وثيابها لجارتها أو لصديقتها بينما لا يجوز تصوّر أن تعير هذه الأشياء لخادمتها أو لعبيدها".

ولم تكن قضية الدكتور حلمى، هى الوحيدة أو الأخيرة ففى 2003، طالب مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بوجه بحرى وسيناء، عبد الرحيم ريحان، اليهود بتعويضات تاريخية عن سرقة آثار مصر من الذهب أثناء خروجهم من مصر وتعويضات عن سرقتهم آثار سيناء أثناء احتلالها فى يونيو عام 1967، ودعا الباحث إلى مقاضاة الدولة الصهيونية (إسرائيل) دوليا لمخالفتها اتفاقية 1954 الخاصة بحماية الآثار أثناء النزاع المسلح بالحفر فى مواقع أثرية لا تخص الدولة التى ينتمى إليها موشى ديان وهى مصر كدولة محتلة بقوة السلاح، مما لا يجوز الحفر فيها بأى شكل من الأشكال سواء علمية أو غير علمية واستخدام المواقع الأثرية كمعسكرات للجيش الإسرائيلى، مما أدى لتدميرها تمامًا بل قام موشى ديان بتدميرها بنفسه بعد نهب محتوياتها وتعويضات تصل لأكثر من ألف مليار دولار وهى أقل بالطبع من قيمة ما تم نهبه قديما وحديثا.

وأكد ريحان أن حقائق القرآن الكريم والتوراة تؤكد حصول نساء بنى إسرائيل على ذهب المصريات والخروج به من مصر، لافتا إلى أن تواجد بنى إسرائيل فى مصر قد بدأ منذ دخول نبى الله يوسف عليه السلام إلى مصر فى عهد الهكسوس.

وأشار إلى أن بنى إسرائيل هم شعبة واحدة من العبرانيين المتجولين الذين كانوا تحت إمرة نبى الله إبراهيم عليه السلام جنوب بابل بالعراق، وانتقلوا لفلسطين، ثم جاء نبى الله يوسف وإخوته لمصر وهم أبناء نبى الله يعقوب "إسرائيل"، أما تسميتهم باليهود فقد أطلقها عليهم الفرس حين احتلوا فلسطين 538 ق. م. وعاش بنو إسرائيل فى مصر فى أرض جاسان المعروفة الآن بوادى الطميلات وهو الوادى الزراعى الممتد من شرق الزقازيق إلى غرب الإسماعيلية وتوالد منهم نبى الله موسى عليه السلام من نسل لاوى أحد أخوة نبى الله يوسف "موسى بن عمران بن قاهات بن لاوى بن يعقوب" وهو عبرانى الأصل مصرى الاسم "مو" وتعنى ماء "أوسى" وتعنى وليد فى صحة جيدة.

ويضيف ريحان أن بني إسرائيل عبروا البحر واتجهوا بطريق جنوب سيناء وكان مكان العبور وغرق فرعون عند رأس خليج السويس، حيث يقترب الشاطئان حتى يرى بنو إسرائيل المعجزة أمامهم رأى العين بنص القرآن "وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون" البقرة 50، ثم عبروا إلى عيون موسى ومنها لسرابيت الخادم ومنها لطور سيناء (موقع الطور حاليا) الذى عبدوا بها العجل الذهبى الذى صنعه لهم السامرى فى غياب نبى الله موسى 40 يوما لتلقى ألواح الشريعة.

وكانت عبادة العجل قرب بحر بنص القرآن حين خاطب سبحانه وتعالى السامرى بأن هذا العجل سيحرق ثم ينسف فى اليم وتعنى البحر، كما أن هذا المكان تتوفر فيه مصادر المياه والنبات وتركهم به نبى الله موسى حتى لا يتعرضوا للعطش والجوع فيتذمروا كعادتهم ويتأكد من هذا تحويلهم للذهب المأخوذ من مصر إلى عجل ذهبى، مما يعنى ضياع كم كبير من آثار مصر التى تقارب ميزانية أكبر دولة فى العالم حاليا بالقيمة الأثرية مضافا إليها معدن الذهب نفسه.

كما تؤكد هذه الرحلة أنه لا علاقة لبنى إسرائيل ببناء الهرم لأن دخولهم مصر كان فى عهد الهكسوس ولا وجود لهم قبل ذلك فى عهد بناة الأهرام بالدولة القديمة كما أنهم لم يشتركوا فى أية مبانى بعد ذلك وآثار مصر القديمة كلها بنيت بأيدى المصريين.

ويؤكد ريحان، أنه بعد احتلال سيناء خططت الدولة الصهيونية لطمس هوية سيناء وتزوير تاريخها وسرقة آثارها تمهيدًا لصبغها بالصبغة اليهودية ليتخذونها ذريعة للعودة لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى، حيث قامت بدون وجه حق ومخالفة للقوانين الدولية بعمل حفريات فى أكثر من 35 موقع أثرى بسيناء فى الفترة من 1967 حتى 1982 بطرق غير علمية لمجرد الحصول على قطع أثرية لعرضها بمتاحفها أو الإتجار بها وسرقة كل محتوياتها.

وشملت السرقات آثارا تمتد من عصر ما قبل التاريخ شملت أدوات حجرية هامة نقلت لإسرائيل ومناطق آثار مصرية قديمة فى وادى المغارة، حيث توجد مناجم الفيروز عثروا بها على لوحات أثرية هامة نقلت لمتحف "هارتس" بتل أبيب كما سرقت 120 لوحة أثرية من معبد سرابيت الخادم بجنوب سيناء وعدد 35 تابوت فريد يعود تاريخها لعام 1400ق م، وتماثيل للمعبودة حتحور انتزعت من المعبد نفسه وسرقة 1166 مقبرة أثرية بوادى فيران عام 1978 قبل معاهدة كامب دافيد بعام وهى مقابر فردية وعائلية تشمل رهبان ومدنيين من القاطنيين بالمدينة، كما عثروا بهذه المقابر على لقى أثرية كانت تدفن مع الرفات منها صلبان من الصدف وأسورة سرقت مع ما سرق من رفات الرهبان ولم يكتفوا بذلك بل سمحوا لأنفسهم بالعبث بهذه الرفات دون وجه حق، حيث قام فريق متخصص فى علم الأنثروبولوجى تابع لقسم التشريح والأنثروبولوجى بجامعة تل أبيب فى محاولة خبيثة لتجريد سيناء من مصريتها بأعمال أنثروبولوجى على 72 نموذج من الرفات التى تم استخراجها من 1166 مقبرة لتزوير تاريخ سيناء من خلال هذه الرفات لإثبات أن قاطنى وادى فيران وسيناء عامة من أصول غير مصرية.

وتابع ريحان، أن الدولة الصهيونية دمرت مدينة الفرما بشمال سيناء (بيلوزيوم القديمة) التى تحوى آثار من العصر الرومانى إلى العصر الإسلامى ونهبوا مقتنياتها وفى الفترة من 1967 حتى 1976 حولوها إلى محجر لعمل الطرق للمواقع العسكرية الإسرائيلية وهدموا المدينة بالجرافات واللوادر واستخدموا بقاياها كمواقع عسكرية، كما دمروا الكنائس بشمال سيناء بمنطقة الفلوسيات (أوستراسينى) التى تقع على الطرف الشرقى لبحيرة البردويل وكانت مدينة عامرة فى العصر المسيحى ولها أسقف خاص وكان بها دير بناه الإمبراطور جستنيان فى القرن السادس الميلادى ودمروا كنيسة تل مخزن بالفرما وحولوها لمعسكر للجيش الإسرائيلى، وكل هذه الكنائس تقع على طريق العائلة المقدسة، كما دمروا الآثار الواقعة على درب الحج المصرى القديم عبر سيناء، حيث قاموا بتدمير قلعة نخل بوسط سيناء التى تعتبر من أهم محطات هذا الطريق، فدمروا جزءا منها فى عدوان 1956 وحين احتلوا سيناء كان بها مسجد بمئذنة تم تدميره مع جزء كبير من القلعة ونهبوا محتوياتها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل