المحتوى الرئيسى

ماذا تعرف عن بوكو حرام …

07/14 20:46

في مطلع يناير الماضي، وعندما كانت كل العيون على فرنسا بسبب حادث شارلي إيبيدو، هاجم مسلحون متطرفون بلدة باغا في نيجيريا، ليتركوا عدداً لا يحصى من الضحايا، لم يتم بالفعل حصرهم بشكل دقيق..

ولكن ذكرت بعض التقارير أن العدد وصل إلى 2000 شخص من المدنيين، الأمر الذي يجعلها ربما واحدة من أعنف الهجمات الإرهابية في التاريخ.

الجناة هم جماعة بوكو حرام التي ظهرت على الساحة منذ عام 2009، المجموعة الجهادية المتطرفة تشن اليوم حرباً كارثية ضد الدولة النيجيرية.

في عام 2013 وحده، قتل 10 آلاف شخص، بعدد تجاوز أعداد الضحايا الذين لقوا حتفهم في الحرب الأهلية الأوكرانية بأكملها.

لكن هذه الإحصاءات ليست سوى غيض من فيض! إذا سنحت لنا الفرصة لوضع تقارير أكثر أمانة ودقة، سوف نكتشف كابوساً من العنف وسفك الدماء في قلب وسط أفريقيا.

خلافة بوكو حرام تحكم أكثر من 1,6 مليون شخص

عندما أطاحت داعش بمدينة الموصل العراقية وأعلنت الخلافة الإسلامية، بدا الأمر وكأنه كابوس. كانت فكرة أن عصابة من المتعصبين المسلحين تمكنوا من انتقاء دولتهم الخاصة وإعلانها تحت حكمهم المستقل أمراً فريدا ومخيفاً.

لكن بعد أقل من عام، لم يعد الأمر فريداً من نوعه، فبوكو حرام تسيطر حالياً على أكثر من 50 ألف كيلومتر مربع في شمال شرق نيجيريا، كما أقامت الخلافة الخاصة بها التي تحكم 1.6 مليون شخص. مساحة ضخمة من الأرض يحكمها الآن مجموعة من القتلة السفاحين.

الحياة فيها بشعة بالضبط مثل الحياة تحت إمرة داعش، مع بوكو حرام يخضع الرجال المسيحيين لعقوبة قطع الرأس بسبب وبدون، وتباع زوجاتهم كعبيد جنس. صغار المجرمين يتم قطع أيديهم بصورة روتينية، في حين تجبر الفتيات الصغيرات للعمل كعمال أو كطعم لجذب جنود العدو.

من غير المتوقع أن تتوقف هذه الفظائع في أي وقت قريب. ففي عام 2012، أعلنت الجماعة أنها لن يهدأ لها بال حتى يدخل كل من نيجيريا في إطار شريعتهم التي يدعون أنها إسلامية.

بخلاف داعش، بوكو حرام تسيطر حالياً على الأراضي في بلد واحد فقط. ولكن هذا قد يتغير في أي لحظة. بالفعل، يتم إرسال غارات متكررة عبر الحدود إلى الكاميرون، حفلات مرعبة من ذبح المدنيين وتفجير الحافلات.

في يناير 2015، تم تكثيف الهجمات، والاعتداء على قاعدة محلية للجيش في محاولة فاشلة للحصول على قطعة من الأرض الكاميرونية.

حتى أثناء فترات التوقف عن شن الهجمات للاستيلاء على الأراضي، مشاعر الخوف وحدها من هؤلاء المجرمين كافية لتوقف الحياة، وقد تم بالفعل إغلاق العديد من المدارس في البلدات على حدود النيجر خوفاً من مجزرة مفاجئة، ودُمر بالطبع الاقتصاد المحلي.

وفي الوقت نفسه، هناك ضغط هائل على تشاد من قبل مئات الآلاف من اللاجئين الذين يتدفقون عبر الحدود، في حاجة ماسة إلى الغذاء والمأوى.

على الرغم من أن الجماعة لا تملك حتى الآن توسيع نطاق سلطتها من نيجيريا إلى النيجر والكاميرون وتشاد، لكن المحللين بالفعل قلقين من خططها للتوسع. وفقاً للخبراء، زعزعت جماعة بوكو حرام استقرار المنطقة بأكملها، مع عواقب مرعبة على العالم كله. قبل عام واحد فقط، تعهدت المجموعة بأنها ستهاجم الولايات المتحدة، ووصفتها بأنها “أمة عاهرة من الكفار والكذابين”.

كلمة بوكو تعني التعليم الغربي، اسم الجماعة يقول بوضوح أن التعليم الغربي حرام، هذه هي الفكرة الأساسية في معتقدات الجماعة، والتي تأخذها على محمل الجد بشكل كبير، منذ ظهرت بوكو حرام لأول مرة، استهدف المتشددين أكبر عدد ممكن من المدارس.

وفي الأشهر الخمسة الأولى من عام 2014 وحده، استهدفت 50 مدرسة في نيجيريا مما أسفر عن مقتل أكثر من 100 طفل و 70 معلم. وكانت الهجمات شيطانية ماكرة، في واحدة من الهجمات، فجرت المجموعة قنبلة مخبأة في عنبر للنوم، مما أسفر عن مقتل 40 طالباً.

في هجمة أخرى، خاطوا المتفجرات في زي مدرسي ارتداه انتحاري تم إرساله ليتجول في فناء المدرسة، ليقتل 48 طالباً في سن المراهقة! أولئك الذين بقوا على قيد الحياة في مثل هذه الهجمات غالباً ما يجبرون على الفرار، والانضمام إلى لاجئي تشاد.

عندما تعجز هذه الجماعة عن تدبير هجوم عنيف، كثيراً ما تلجأ إلى الاختطاف. الحادث الأسوأ كان اختطاف جماعي لـ200 تلميذة في مايو الماضي، وعلى الرغم من الغضب العالمي والجهود المضنية مع حملة النشطاء الضخمة على تويتر، معظم هؤلاء الفتيات لا يزلن في عداد المفقودين، ويفترض أنه قد تم بيعهن كعبيد.

عندما تم الهجوم على بلدة باجا في يناير الماضي، استخدمت قذائف صاروخية لضرب بيوت المدنيين. تُركت الجثث مكدسة في الأدغال. وتم إحراق أولئك الذين اختبؤوا في منازلهم على قيد الحياة.

هذه فقط المجزرة الأحدث في سلسلة طويلة من المجازر التي أثارت الذعر، على مدى السنوات القليلة الماضية، استهدفت الجماعة ضم الأشخاص المصابين بالأمراض العقلية والمجرمين الفارين من العقاب، والذين ساعدوها بسعادة على تدمير 16 قرية، وترك أكوام من الجثث لم يستطع الناجين معرفة أعدادها على وجه الدقة.

ومنذ ما يقارب العام، استهدفوا عاصمة البلاد بقنبلة قتلت 71 شخص بعد أن انفجرت خلال ساعة الذروة الصباحية. والقائمة تمتد من انفجارات في مباريات كرة القدم، إلى الأسواق، إلى المساجد التي تعرضت للقصف في عام 2014، كل هجوم يذهب ضحيته ما لا يقل عن 40 شخصاً. في حالة الهجوم على المساجد بالقذائف، ينتظر المسلحون المصلين الفارين على الأبواب ليفتحوا عليهم النار مضيفين العشرات لأعداد القتلى.

في 10 يناير عام 2015، تجولت فتاة تبلغ من العمر 10 سنوات في سوق مزدحمة في مايدوغوري، بولاية بورنو. ومع مرور المتسوقين حولها في طريقهم إلى أعمالهم اليومية، نشطت الفتاة حزاماً ناسفاً، مما أسفر عن مقتل 20 وإصابة أكثر من ذلك بكثير. الفتاة نفسها مُزقت إلى نصفين بحلول الانفجار.

وقال مسؤولون في وقت لاحق أنها قد لا تكون على علم بما كانت تحمله، ليصل بذلك إجمالي عدد الأبرياء الذين قتلوا في الهجوم إلى 21. إذا كنت تأمل أن هذا مجرد حادث فردي واحد، لدينا بعض الأخبار السيئة لك.

فبعد أقل من يوم واحد على انفجار مايدوجوري، فجرت طفلتان أخريتان نفسيهما في سوق آخر، مما أسفر عن مقتل ثلاثة وإصابة 46. وقدر عمرهما من قبل الناجين بأنه لا يزيد عن 10 سنوات.

سوق نخاسة وشبكات ابتزاز وأشياء شنيعة أخرى

إذا كنت تتسائل عن مصدر تمويل هذه الجماعة الإرهابية الضخم الذي يخولها للقيام بكل هذه العمليات الوحشية، فالجواب سيكون مثيراً للاشمئزاز أكثر، الجماعة تدير شبكات من النخاسة والابتزاز بشكل واسع، وطبقاً لواشنطن بوست، بدأت الجماعة في سحب الأموال من القاعدة بعد أحداث 11 سبتمبر لحمايتهم في أراضيهم البعيدة بالاتفاق مع بن لادن.

واصلت بعدها القاعدة في صب الأموال إلى بوكو حرام، بالتزامن مع بدء تعاونها مع حركة الشباب القاتلة في الصومال، التي مدتها بالأموال والتدريب لتزيد من عنف وقوة أفرادها، لكن هذا جزء فقط من تمويلها.

الجزء الأكبر يأتي من عمليات اختطاف الأطفال والنساء وبيعهم في أسواق عالمية سرية للنخاسة، إلى جانب اختطاف أجانب ومسؤولين نيجيريين وابتزاز الحكومة لدفع فدية، وبفضل تراخي الحكومة النيجيرية في إغلاق أسواق الرقيق المزدهرة عندهم التي تمتد للأسواق السرية العالمية الأخرى، بوكو حرام ليسوا في خطر من نفاد المال في أي وقت قريب.

الجكومة النيجيرية خاضعة لأهوائها ومصالحها الخاصة

في مواجهة حركة التمرد المتنامية التي زعزعت استقرار المنطقة بأكملها، انهارت الحكومة النيجيرية بلا مقاومة لكنها واصلت العناد والتسييس.

فبعد اختطاف 200 تلميذة من بوكو حرام في شهر مايو الماضي، أمضى الرئيس جودلاك جوناثان 18 يوماً يؤكد أن الخبر مجرد شائعات مغرضة خوفاً من عدم انتخابه مجدداً.

جنون العظمة لديه جعله يؤجل عمليات البحث الجادة عن الأطفال المختطفين، حتى كلفتهم رغباته الشخصية حريتهم. ليست هذه هي المرة الوحيدة التي حدث فيها هذا الأمر، ففي أكتوبر الماضي، أعلن الرئيس جوناثان عن وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه مع الجماعة فقط لتعود وتهاجم هجوماً وحشياً على قرية بعد عدة ساعات من تصريحه، الذي كان الغرض منه تعزيز شعبيته ليعاد انتخابه .

منذ عام1960، استغل الرؤساء المتعاقبين موقعهم للثراء من أموال النفط متناسيين الآلاف من النيجيريين الفقراء، وهو العامل الأساسي الذي دفع الآلاف إلى أحضان بوكو حرام في المقام الأول.

إنهم منتشرون في كل مكان

الضعف ليس القضية الوحيدة التي تؤثر على الحكومة النيجيرية في الوقت الحالي. لكن انعدام الثقة أيضاً، فهناك تقارير موثوق بها تفيد بأن بوكو حرام من القوة بحيث يستطيع أعضائها التسلل بحرية بين البلاد لنقل السلاح.

في أبريل عام 2014، أفيد أن المسلحين كانوا يتلقون الأسلحة والإمدادات على متن مروحية، على الرغم من حظر التجول الذي كان من المفترض أن يجعل أمراً مثل هذا مستحيلاً، مما دفع الكثيرين للاعتقاد بأن المسؤولين الفاسدين سمحوا بتحليق طائرات الهليكوبتر بمعرفتهم.

في عام 2012، أعلن الرئيس نفسه أن بوكو حرام تسيطر على الحكومة. كلماته نصاً كانت: “البعض منهم في الجهاز التنفيذي للحكومة، والبعض منهم في الجهاز التشريعي بالبرلمان، البعض منهم حتى في القضاء، وبعضهم أيضاً في القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية الأخرى “. وفي السنوات التي تلت ذلك اتهم الناشطون الرئيس جوناثان نفسه بأنه متواطئ من أجل سلامته ومصلحته الشخصية.

الجيش النيجيري على نفس القدر من السفالة

في أغسطس عام 2014، ظهرت لقطات على موقع يوتيوب تقشعر لها الأبدان من بلدة مايدوجوري النيجيرية. أظهرت 16 من الرجال والصبية المحتجزين تحت تهديد السلاح، سحب المسلحون خمسة من الحشد، وتم ذبحهم وإلقاء جثثهم في مقبرة جماعية. الجناة لم يكونوا بوكو حرام أو أي جماعة متطرفة أخرى. بل كانوا الجيش النيجيري نفسه.

وبعد شغب المساجين وهروبهم الجماعي مارس 2014، أعلنت منظمة العفو أن الجيش طارد المحكومين وقتلهم خارج نطاق القضاء، فتم إلقاء القبض على 600 شخص منهم، وأجبروهم على حفر قبورهم بأيديهم، ثم أطلقوا النار أو تم طعنهم كجزء من عملية تنظيف كما يطلقون عليها.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل