المحتوى الرئيسى

الخطبة المكتوبة.. تكميم للأفواه أم محاربة للتشدد الفكري؟

07/14 19:55

"تكميم للأفواه أم محاربة التشدد الفكري؟".. سؤال لاحق آخر مقترحات وزارة الأوقاف عن الخطب الدينية، والذي آثار جدلًا واسعًا خلال اليومين الماضيين بين مؤيد ومُعارض، بشأن توحيد خطبة الجمعة وجعلها مكتوبة يتلوها الأئمة في كل المساجد.

وأعلنت وزارة الأوقاف، أمس الأربعاء، تشكيل لجنة علمية لإعداد وصياغة خطب الجمعة بما يتفق مع روح العصر من قضايا إيمانية وأخلاقية مكتوبة، مبررة ذلك بأن بعض الخطباء لا يملكون أنفسهم على المنبر.

وحددت وزارة الأوقاف فوائد الخطبة المكتوبة، وهي: "معالجة الشرود الفكرى، ووقف مد التشدد وانحرافات الجماعات وميول المتسلفنة والمتشددة إليها، وإبعاد البرامج الخاصة والطرح المتشدد للجماعات".

وأعلن وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أن الوزراة تبحث فكرة توحيد الخطبة وجلعها مكتوبة، معللًا ذلك بأنها تساعد على نشر الفكر الإسلامي الصحيح ومحاصرة الأفكار المغلوطة.

ورفضت حركة "أبناء الأزهر" في بيان لها القرار، معتبرة أنه مُضِر بالدعوة الإسلامية والخطابة الدينية والأئمة والدعاة، وسيؤدى إلى تجميد الخطاب الديني.

وانقسم علماء الأزهر وإسلاميون، حول فكرة الخطبة المكتوبة فالبعض رأى أنها تحارب الشرود الفكري والتطرف في ظل خطاب ديني فوضوي تعاني منه بعض المنابر، والبعض الآخر رأى أنها تجمد الخطاب الديني وتحد من تعمق الآئمة في أحاديثهم.

وصف هشام النجار، الباحث الإسلامي، القرار بالجيد، لاسيما أن الخطبة ستكون من إعداد هيئة علمية متخصصة؛ لضمان أن تخرج للمتلقين منضبطة علميًا وفكريًا وفقهيًا ومتماشية مع الواقع ومتطلبات العصر ومعايشة لهموم وقضايا المجتمع الحقيقية.

وأوضح أن ضبط الخطبة وربطها بالواقع العصري من خلال علماء متخصصين، سيكون له أثره إيجابي فيما يتعلق بضبط الخطاب الدعوي والحد من ظاهرتي التطرف والغلو، وستكون عاملا لدعم الوطن لمواجهة سطحية الوعي الديني والمعرفي.

وأشار إلى أنه لا يمكن وصفها بتكميم للأفواه، لأن الخطبة المنبرية ليست هى كل الدعوة بل جزء منها فمجال الدعوة واسع، موضحًا أن الدعوة هي واقع الداعية ومعاملاته وتطبيقه العملي للإسلام وآدابه وتسامحه ورحمته.

وأضاف أن هناك أيضًا العظات والدروس اليومية بالمسجد، التي يؤديها الإمام أمام المصلين، ولابد من خطبة موحدة ومعدة من الجهة العلمية والمؤسسة الدينية العليا، لتكون حاكمة وضابطة لهذا الأداء وتمثل المرجعية لهذه النشاطات الدعوية المتنوعة.

واختلف معه العالم الأزهري الدكتور محمد محمود هاشم، عضو مجمع البحوث الإسلامية، الذي أكد أن الخطبة المكتوبة لاتؤتي ثمارها ولا تحقق الهدف المرجو منها، بالتعمق في المواضيع والزوايا الدينية، وعدم الحديث عنها ‏بشكل سطحي.

وأوضح أنها تجبر الداعية على الالتزام بالمحاور التي تكتبها الأوقاف، موضحًا أنه ربما يكون للداعية رؤية أو زاوية ‏أكثر تعمقًا في هذا الشأن، مشيرًا إلى أن الخطبة تقوم ‏في الأساس على وجود اندماج وتفاعل بين الإمام والمصلين، حتى تسير بشكل طبيعي.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل