المحتوى الرئيسى

عميد المسرح العربي في ذكرى ميلاده .. يوسف وهبي..واجه عائلته ليعمل بالفن .. وأسس مسرحا بورث والده .. وتتلمذ على يد ممثل إيطالي

07/14 16:08

نجح في التغلب على قرارات والده، ورفض العمل فلاحًا في أرض الفيوم، والتحق للعمل ممثل بالسيرك، حتى جلب العار لأهله فقاموا بطرده.

هو عميد المسرح العربي، الفنان يوسف وهبي، الذي تحل علينا اليوم ذكرى ميلاده، لنتعرف على مسيرته الفنيه ومجهوداته للوصول إلى هذه المكانه.

ولد يوسف وهبي، على شاطئ بحر يوسف، في مدينة الفيوم، حيث نشأ في بيت من بيوت علية القوم ذو الشأن المادي والأدبي في مصر، وبدأ تعليمه في كتاب العسيلي، ومن ثم مدرسة السعيدية بالجيزة، ثم المدرسة الزراعية بمشتهر.

كان أبوه يريده أن يصبح فلاحًا مثله، ولكن عشقه للتمثيل دفعه للعمل كممثل في السيرك، ووسط دهشة عائلته، وانتقل من أعلى طبقة في المجتمع إلى أدنى طبقة وهي طبقة "المشخصاتية" التي لم يكن معترف بشهادتها أمام محاكم الدولة في ذلك الوقت.

لحق العار بسمعة عائلته عقب عمله بالسيرك، ومن جراء فعلته قام والده بطرده من بيت العائلة، وألحقه بالمدرسة الزراعية في محاولة منه "لإصلاحه وتهذيبه".

رفض وهبي قرارات والده فهرب إلى إيطاليا لتعلم المسرح وغير اسمه إلى "رمسيس"، ولم يعد إلى مصر إلا بعد أن وصله خبر وفاة والده الباشا الذي توفي وترك له ولإخوته ثروة كبيرة.

شغف وهبي بالتمثيل لأول مرة في حياته عندما شاهد فرقة الفنان اللبناني "سليم القرد احي" في سوهاج، وبدأ هوايته بإلقاء المونولوجات وأداء التمثيليات بالنادي الأهلي والمدرسة.

سافر إلى إيطاليا بعد الحرب العالمية الأولى، وتتلمذ على يد الممثل الإيطالي "كيانتونى"، وسعى إلى العمل بجدية للنهوض بفن التمثيل في سبيل الإرتفاع بمستوى المجتمع الذي يعيش فيه.

بعد أن تسلم وهبي ورث والده، أسس فرقة "رمسيس" تضم كل من حسين رياض، أحمد علام، فتوح نشاطي، مختار عثمان، عزيز عيد، زينب صدقي، أمينة رزق، فاطمة رشدي، علوية جميل، وقرر أن يقدم بفرقته شيئا مختلفا عن ما يقدمه مشاهير المسرح في ذلك الوقت أمثال "علي الكسار ونجيب الريحاني".

دخل يوسف وهبي إلى السينما متأخرًا، بعدما أعطى المسرح الجزء الأكبر من إهتمامه، فضلًا عن العداء الذي نشأ بينه وبين الصحافة والرأي العام عندما قرر تجسيد شخصية النبي "محمد" على شاشة السينما، وهو ما أثار حفيظة الجمهور والنقاد بل والعاملين بالمجال السينمائي نفسه.

وقدم وفرقته للفن المسرحي أكثر من ثلاثمائة رواية مؤلفة ومعربة ومقتبسة مما جعل مسرحه معهدًا ممتازًا للفن، وصعد بمواهبه إلى القمة حتى أصبح من ألمع أساتذة المسرح العربي، وأطلق عليه "عميد المسرح العربي".

دارت جميع أعمال يوسف وهبي حول الإرتفاع بالمستوى الثقافي والإجتماعي، ولم يقتصر نشاطه الفني على مصر فقط بل امتد للأقطار العربية، وذلك لتعريف الشعب العربي بدور مصر الرائد في فن التمثيل ودعمًا للروابط والعلاقات بين أجزاء الوطن العربي.

وأنتج وألف وأخرج يوسف وهبي العديد من الأفلام منها فيلم " زينب، أولاد الذوات، الدفاع، المجد الخالد، ليلة ممطرة، ليلى بنت الريف، ليلى بنت المدارس، غرام و انتقام".

تأخر دخوله إلى عالم السينما بسبب الحملة الصحفية والدينية التي أثيرت ضده بسبب نيته في وقتها تمثيل دور النبي محمد في فيلم لشركة ماركوس الألمانية بتمويل مشترك مع الحكومة التركية، وكان يرأسها في ذلك الوقت مصطفى كمال أتاتورك، حيث اضطر تحت ضغط شعبي ومن الملك فؤاد الذي هدد بسحب جنسيته المصرية منه.

وتعد مسرحية "كرسي الإعتراف" من أول المسرحيات التي دخل بها وهبي عالم الفن، تلتها مسرحية "المجنون" كباكورة لأعماله المسرحية حيث عرضت على مسرح "راديو"، ويعتقد البعض أن يوسف وهبي هو الذي أدخل فكرة الموسيقى التصويرية قبل رفع الستار التي لم تكن معروفة إلا في أكبر المسارح في العالم.

و أخرج وهبي قرابة 30 فيلما وألف ما لا يقل عن 40 فيلما واشترك في تمثيل ما لا يقل عن 60 فيلمًا مع رصيد يصل إلى 320 مسرحية.

ومن أعماله الفنية" ملاك الرحمة، ضربة القدر، شادية الوادي، رجل لا ينام، كرسي الإعتراف، بيومي أفندي، غزل البنات، الأفوكاتو مديحه، أولاد الشوارع، حبيب الروح، أمينة، المهرج الكبير" .

ومن مسرحياته" الكوكايين، يوليوس قيصر، الطمع، الدنيا مسرح كبير، المائدة الخضراء، بيومي أفندي، حب عظيم، هاملت، أولاد الفقراء، اليتيمان، الإستعباد، نحن وأنتم، بنات الريف، الذبائح، ابن الفلاح، ناكر ونكير".

لم يكن وهبي يصوم شهر رمضان، فكان يمتنع عن تناول الطعام، لكنه لم يستطع الصوم عن السجائر والقهوة، وعند سماعه مدفع الإفطار يكون أول الجالسين على المائدة، ويصفه الكاتب بأنه كان يهجم على الطعام هجوما عنيفا ليفترس ما لذ وطاب من الديوك الرومي والفراخ، وبعد الإفطار يغادر إلى المسرح.

وكان يوسف بك وهبي حريصًا على أن يتفق مع أحد كبار المقرئين، ليتولى إحياء الشهر بتلاوة آيات الذكر الحكيم في منزله.

منحه الملك فاروق الأول رتبة البكوية، وحصل على وسام الإستحقاق من الطبقة الأولى عام 1960، وجائزة الدولة التقديرية العام 1970، وانتخب نقيبا للممثلين العام 1953، وعمل مستشارا فنيا للمسرح بوزارة الإرشاد.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل