المحتوى الرئيسى

ليبيا أرض اُستبيحت عليها دماء المصريين

07/14 15:40

أصبحت ليبيا في الآونة الأخيرة، أكثر البلاد العربية خطرًا على المصريين؛ نتيجة لما يشهده المصريون هناك من اعتداءات وحشية، وتعرض للقتل والذبح، وانتهاكات لحقوقهم على كل المستويات؛ بداية من التعرض للسرقة وعدم أخذ حقوقهم المالية، وصولًا إلى اختطفاهم، انتهاءً بقتلهم وزهق أرواحهم.

لم يعد غريبًا أن نسمع عن اختطاف 5 عمال من أبناء مركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم على يد مجهولين في ليبيا؛ للحصول على فدية قدرها نصف مليون دينار ليبي؛ من أجل إطلاق سراحهم، حسب طلب الخاطفين.

وبدورها أكدت أسر العمال المخطوفين، أن زملاء أبنائهم اتصلوا بهم عدة مرات، وأكدوا لهم أن العمال المختطفين كانوا يعملون في محافظة مصراتة الليبية، وتعرضوا للخطف على يد مجهولين.

والعمال الخمسة هم أحمد محمد إبراهيم، ويبلغ من العمر 18 عامًا، ومحمود عبد التواب، ويبلغ من العمر 28 عامًا، وعلاء محمد، ويبلغ من العمر 18 عامًا، وحسين رمضان، ويبلغ من العمر 17 عامًا، وراضي شعبان، ويبلغ من العمر 37 عامًا.

أعدم تنظيم "داعش" الإرهابي، 21 قبطيًا في ليبيا أواخر العام الماضي، منهم 13 من قرية العور، هم "ماجد سليمان شحاتة، وتواضروس يوسف تواضروس، وأبانوب عياد عطية، ويوسف شكري يونان، ومينا فايز عزيز، وهاني عبدالمسيح صليب، وميلاد مكين زكي، وكيرلس بشري فوزي، وبيشوي إسطفانوس كامل، وصموئيل إسطفانوس كامل، وملاك إبراهيم سنيوت، وجرجس ميلاد سنيوت، وصموئيل الهم ولسن".

ومن قرية السوبي بسمالوط سقط "ملاك فرح إبراهيم، ومن قرية الجبالي مطاي لوقا نجاة أمير، وعصام بدار، وفي قرية سمسموم مطاي جرجس سمير، وفي قرية منقريوس مطاي سامح صلاح شوقت، وقرية دفش سمالوط عزت بشري نصيف، وقرية منبال مطاي مير جابر".

تسليم المصري مقابل 2000 دينار

جماعات في ليبيا تطلب تسليم المصريين خاصة الأقباط؛ مقابل 2000 دينار للشخص الواحد، وفقًا لما أكده فايز صديق ذكي، أحد العائدين من ليبيا، مشيرًا إلى أن الحياة في ليبيا صعبة للغاية، خاصة أنه انعدم الطعام والشراب والأمن بعد استيلاء "داعش" على بعض المدن في ليبيا.

وأضاف ذكي، في حواره مع "المصريون"، أن الليبيين يسيئون معاملة المصريين قبل وبعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ إلى الحد الذي يمتنعون فيه عن إعطائهم حقوقهم المادية، بعد الانتهاء من عملهم هناك، بالإضافة إلى انتشار الجماعات المسلحة التي تقوم بقتل المصريين وسرقتهم بالإكراه، فليبيا أصبحت جماعات وقبائل، و"كله بيضرب في كله".

وأشار إلى أن الذبح ليس هو الوسيلة الوحيدة للتخلص من المصريين في ليبيا، حيث يتم ضربهم بالرصاص، ولكن لا أحد يعرف عنهم شيئًا، قائلًا: "ما فيش واحد مصري يقدر يمشي في الشارع في ليبيا".

سافرت إلى ليبيا بحثًا عن لقمة العيش، ولكي "أكون نفسي حتى استطيع الارتباط بالفتاة" التي خطبتها، وحالت الظروف الاقتصادية الصعبة بينها وبيني، وبعد تفكير عميق لم أجد غير الهروب إلى ليبيا؛ لكي أحصل على المال الذي يساعدني في شراء شقة وفرشها لأصبح زوجًا وأبًا، ولكن للأسف معاملة الليبيين للمصريين صعبة للغاية إلى الحد الذي يصل فيه المصريون إلي الإحساس بأنهم عبيد عند الليبيين.

وأشار إلى أن شعارات الإخوة والعروبة قد باتت شعارات هابطة لا تمت للواقع بصلة، فالمصريون في ليبيا يفتقدون الأمان خارج البيوت التي يسكنون فيها، فهم يذهبون إلى عملهم وهم يحملون أرواحهم على كفوفهم، مكروهين لدرجة أن الأمهات الليبيات ينتقدون معاملة رجالهم وأبنائهم للعمال المصريين.

كانت هذه كلمات شاب مصري عائد من ليبيا، يدعي محمود سيد عبيد من مركز سنورس، محافظة الفيوم، يبلغ من العمر 24 عامًا، وحصل على "دبلوم صنايع"، وعندما فشل في العمل في بلده سافر ليرتبط بخطيبته التي أرادها.

وأضاف محمود لـ"المصريون"، في صوت مخنوق يملأه الدموع، "نجاني الله من الموت بمعجزة واتكتبلي عمر جديد على يد ابن عمي، وده لما كنت بتصل بأهلي من سنترال في مدينة سرت، ودخل عليه واحد ليبي سكران وشارب مخدرات، وكان عايز يسرقني ولما ما لقاش معايا حاجة تعدي عليّ بالضرب، وكان عايز يقتلني لولا ستر ربنا".

وأوضح أن معاملة المصريين في ليبيا ازدادت سوءًا بعد الأزمات التي تعرضت لها مصر، فقد كانت أفضل في عهد مبارك، ثم ساءت في عهد مرسي؛ لتزداد سوءًا في عهد الرئيس السيسي، وسقوط الحكومة الليبية، وعدم استقرار الأوضاع السياسية في ليبيا.

«إزاي نعيش يا ريس من غير ذل»

"كنت عايز أتجوز وأربي أخواتي العشرة"، كانت هذه بداية حديث محمد ممدوح البالغ من العمر 23 عامًا، وهو من محافظة سوهاج، قرية الشوكة، عن رحلته إلى ليبيا؛ بحثًا عن المال، فقد قال: "سافرت إلى ليبيا علشان أكون نفسي وأقدر أكون بيت وعيال بس ما كنتش أعرف أني مسافر علشان اتهان من الليبيبن والبلطجية، ده أنا حسيت أني عبد، كنا بنشتغل عندهم وبعد ما نخلص الشغل يضربونا، وفي يوم من الأيام دخلوا علينا شوية بلطجية في السكن، وولعوا النار في هدومنا وسابونا ومشيوا ومانعرفش هما عملو كده ليه".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل