المحتوى الرئيسى

الدولة العميقة في تركيا تغازل "الأسد"

07/14 15:01

قال زعيم حزب الوطن التركي دوجو بيرنتشيك إن تصاعد أزمة اللاجئين اليوم والحملة العسكرية الكبيرة التي شنتها روسيا في سوريا واستيلاء الميليشيات الكردية السورية على الأراضي الشمالية للدولة، لن تترك خياراً أخر أمام تركيا سوى التعامل مع نظام الأسد. وقد ادعى قادة هذا الحزب، بالإضافة إلى ذلك، أنهم توجهوا برسائل إلى المسئولين في الحكومة التركية والسورية.

وتابع بيرنتشيك، ونائبه، الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية للقوات المسلحة التركية، الجنرال إسماعيل حقي بكين، لمجلة "فورين بوليسي" أنهما قد حولا الرسائل التي تلقونها من الزيارات والاجتماعات المتعددة التي أجروها مع حكومات كل من روسيا والصين وإيران وسوريا خلال العام الماضي، إلى القادة العسكريين في الجيش التركي ومسئولي الوزارة الخارجية .

بدأ بيرنتشيك، وبكين، الجنرال العسكري، تعاونهما السياسي في السجن، على اثر اعتقالهما في 2011 بتهمة الانتماء إلى منظمة "إرغينكون" السرية التي تدعى أنها تابعة إلى "الدولة العميقة" وكانت تخطط إلى انقلاب عسكري ضد الحكومة المنتخبة برئاسة أردوغان آنذاك . يتشارك هذان الرجلان في نفس النظرة السياسية التكاملية و"المناهضة للإمبريالية" التي تقوم على الالتزام الكلي للعلمانية والقومية التركية والتي تجعلها تحتاط من النفوذ الأمريكي والغربي على السياسة في تركيا .

اجتمع بيرنتشيك وبكين مع الأسد، لأول مرة، في فبراير 2015، واتفق الطرفان على ضرورة إعادة العلاقات بين تركيا وسوريا والتعاون على محاربة الانفصاليين والجماعات الإرهابية المتعصبة. بالإضافة إلى ذلك، أعاد بكين الزيارة إلى دمشق، مع مجموعة من كبار المسئولين الأتراك المتقاعدين المنخرطين في حزب الوطن، ثلاث مرات، سعياً منه إلى تحقيق هذا الاتفاق.

أفاد بكين أن هذه الزيارات التي قام بها في يناير وابريل ومايو، قد جمعته مع قادة الأجهزة الأمنية والدبلوماسيين والمسئولين السياسيين الأكثر نفوذا فى الحكومة السورية، إلى جانب رئيس مديرية الأمن العام السوري، محمد ديب زيتون، ورئيس مكتب الأمن القومي، على مملوك، ووزير الخارجية، وليد المعلم، ونائب وزير الخارجية السوري، فيصل مقداد، والأمين العام المساعد لحزب البعث السوري، عبد الله الأحمر.

وأضاف أن هذه الاجتماعات تمحورت حول الطريقة التي ستساهم في تمهيد الطريق لتركيا وسوريا نحو استئناف العلاقات الدبلوماسية والتعاون السياسي. من جهته، أكد الجنرال المتقاعد أن اجتماعه مع رئيس مكتب الأمن القومي، على مملوك، كان متصلا بشكل مباشر مع الأسد. وقال بكين أن هذا الأخير كان "يستأذن، بين الحين والأخر، للذهاب إلى الغرفة المجاورة للغرفة التي تم بها الاجتماع لمحادثة الأسد مباشرة عبر الهاتف."

وأضاف بكين أنه كان يلمس تغيرات تدريجية فى مواقف المسئولين الأتراك على اثر كل زيارة يؤديها على مدار 18 شهر، فقد لاحظ من خلالها أن مسئولي وزارة الخارجية التركية قد أصبحوا أكثر انفتاحا إلى الحوار وأكثر مرونة بشأن مسألة التعاون، بعد أن كانوا رافضين كلياً لفكرة أن تغير تركيا سياستها. في هذا الصدد، أكد مسئول في وزارة الخارجية التركية أنه قد التقى مع بكين ولكنه نفى وجود أية مفاوضات بين تركيا والأسد، مصرحاً أنه قد "استمع إلى ما أراد بكين قوله حول الاتفاق"، وهم في العادة "يستمعون إلى الملايين من الناس، حتى سائقي الشاحنات الذين يقولون أنهم يمتلكون معلومات حساسة بخصوص مناطق النزاع، ولكن الاجتماعات لم تفضي لأية تبادلات على الإطلاق"

مع ذلك، يعتقد بكين وبيرنتشيك أن القوة المتنامية التي يمتلكها حزب الإتحاد الديمقراطي الكردي السوري، التي اقتطعت منطقة في شمال سوريا على طول الحدود التركية، قادرة على إقناع المسئولين الأتراك بالموافقة على الاتفاق الذي جاءا به. وينتسب حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري إلى حزب العمال الكردي التركي، الذي لا يزال يشن، منذ عقود طويلة، تمرداً ضد تركيا، وهو مصنف منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة وتركيا.

يرى قائدا حزب الوطن أن هذا الحزب يعتبر عدواً مشتركاً لتركيا وللأسد. وأكد بيرنتشيك أنه قد سمع الأسد يقول أن حزب الاتحاد الديمقراطي هو منظمة خائنة، تتضمن جماعة من الانفصاليين، وأنه لن يتسامح مع جماعة انفصالية كهذه في سوريا، وأضاف أنه متأكد من وجود علاقة بين حزب العمال الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي والولايات المتحدة

ولا تعتبر الحرب السورية أول قضية تدفع قائدا حزب الوطن إلى التدخل في الشؤون الدبلوماسية، فقد صرحا أنهما قد لعبا دوراً مهماً في إعادة العلاقات بين تركيا وروسيا، عن طريق مجموعة من رجال الأعمال الذين تربطهم علاقة وثيقة مع الرئيس أردوغان والذين اتصلوا بهما لأجل هذه المهمة .

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل