المحتوى الرئيسى

الأغاني الإباحية في أفراح صعيد وقرى مصر ودلالتها

07/14 14:05

لكل مجتمع أدواته في توصيل المعلومة، وقد تكون الأغنية إحدى هذه الأدوات خاصة إذا كان المجتمع منغلقاً على نفسه ومحافظاً بطبيعته. هكذا هو الأمر في أفراح الصعيد وأرياف مصر حيث يردد أهالي العريس والعروس أغاني تتضمن معاني جنسية صريحة تارة وضمنية تارة أخرى لتوصيل رسائل بعينها.

في كتابه "أغاني النساء في صعيد مصر" استعرض محمد شحاتة عدداً من الأغنيات التي يرددها أقارب وأصدقاء العروس والعريس وتتضمن ألفاظاً جنسية صريحة، وقام بشرحها وبيان دلالتها.

تتحدث هذه الأغنية عن العريس الذي كان مسافراً وبعيداً عن خطيبته، وتقول إن موسم جمع فاكهة الرمان قد اقترب وإن خطيبته كبرت واستوى عودها، ويدللون على ذلك بـ"الرمان استوى" ويقصدون ثدي الفتاة.

المجموعة: وله يا وله يا عرباوي

المجموعة: وله يا وله يا عرباوي

تتحدث الأغنية عن "عرباوي" الذي كان مريضاً ومكتئباً، فأشار عليه البعض بالزواج (وصفوله البرتكان) وهو تشبيه لثدي الفتاة بـ"البرتقال" ودلالة هذه الأغنية أن الزواج علاج للشباب من الأمراض النفسية والجسدية.

المغني: عينيي على العازب عيني عليه

المجموعة: عيني على العازب عيني عليه

تتحدث الأغنية عن الشاب الذي ظهرت عليه علامات الرجولة ويتألم بسبب عدم الزواج الذي يقيم من خلاله علاقة سوية، فيضطر إلى ممارسة العادة السرية وهو ما يشير إليه المغني بجملة "المخدة بين رجليه".

يصف هذا المقطع العضوين الذكري والأنثوي، وهو تشبيه الهدف منه وصف العلاقة الجنسية ومكانها للشباب والفتيات.

يصف هذا المقطع القُبلة بأنها جميلة ولذيذة ويقول إن أي شيء سواها طعمه لاذع مثل طعم الليمون.

تصف الأغنية جمال العروس وزينتها وجمال عينيها الواسعتين واللتين تزينهما بالكحل، وتصف حوار العروس وعريسها داخل غرفة النوم بقولها "هاتلي خمرة نضيفة واقلعلك بالقميص" أي قميص النوم.

تتغزل الأغنية ببياض جسد العروس وجمال صدرها الذي يشبه ريش النعام في ملمسه.

المغني: بوّط فيا وارميني على الفرشة يا جميل

المغني: وآدي السرير من تعبه

تصف الأغنية ما يحدث بين العروسين في غرفة النوم، فالعروس تطلب منه أن يحتضنها ويضعها على السرير، وأن يكون رقيقاً في تعامله معها، وتضيف أن نومه بمفرده على السرير كان يؤلمه، وأن نومه على ذراعها مثل نومه على الحرير، وأن كثرة نوم العروسين على السرير تسبب في كسر أرجل السرير، وأن السرير كان يتألم مما يحدث فوقه لدرجة أنه كان يدعو على النجار الذي صنعه.

المغني: ما اعرفش أدق الكسبرة

المغني: ما اعرفش أدق التوم

بعد أن أصبحت العروس في بيت زوجها، تشعر أنها أصبحت من أهل المنزل وتتصرف بحرية وتُظهر الدلال لزوجها، وتقول في الأغنية إنها تريد أن تتصرف في بيت زوجها بحرية، وتقوم بأعمال المنزل وهي ترتدي ملابس شفافة، والهدف من الأغنية هنا أن العروس تطلب من زوجها أن يحضر لها منزلاً مستقلاً بعيداً عن بيت العائلة.

المغني: يا اللي على الترعة حوّد على المالح

المغني: شعري بيوجعني من شد امبارح

المجموعة: خدي بيوجعني من بوس امبارح

المغني: وسطي بيوجعني من رقص امبارح

المغني: ضهري بيوجعني من نوم امبارح

المجموعة: يا اللي على الترعة حوّد على المالح

المغني: حاسب على بيتنا بانيينه امبارح

تصف الأغنية ما حدث مع العروس من آثار مداعبة العريس لها، وتقول إن جميع أجزاء جسمها بها آلام بسبب تلك المداعبة.

وع القُلة الملاوية وحماتي غالية عليا

وع القُلة الملاوية حماتي غالية عليا

وع القُلة الملاوية وحماتي غالية عليا

وع القُلة الملاوية وحماتي غالية عليا

تستلهم هذه الأغنية مفردات البيئة المحيطة، فـ"القُلة الملاوية" نوع من القُلل الفخار التي تشتهر بها مدينة ملوي في صعيد مصر، وتصف بشكل فكاهي على لسان العروس ما يحدث بينها وبين زوجها مما يثير غيرة والدته (حماتها).

عادة ما تتردد هذه الأغاني داخل محفل نسائي، أو في محفل ذكوري، سواء في أيام ما قبل الزواج أو ليلة الحناء أو في يوم الزفاف.

وقال محمد شحاتة مؤلف الكتاب المذكور لرصيف22 إنه لا يجوز أن تتردد هذه الأغاني في مكان مشترك يجمع بين النساء والرجال نظراً لما تتضمّنه من ألفاظ وكلمات خادشة للحياء خاصة إذا كان المجتمع محافظاً بطبعه ومنغلقاً على نفسه مثل الصعيد.

والهدف من هذه الأغاني تعليمي في المقام الأول، حيث تعلّم البنت كيف تتعامل مع زوجها وتعلّم الرجل كيف يتعامل مع زوجته دون هدم للعادات والتقاليد الراسخة في المجتمع، حسبما أوضح شحاتة.

وأضاف أن بعضاً من هذه الأغاني كانت تشرح في الماضي العلاقة الجنسية ومكانها للشباب والفتيات لقلة التعليم ووسائل التواصل التكنولوجية في ذلك الوقت، ومن ثم لم يكن هنالك مَن يعلم هؤلاء، وكان من الصعب أن تقوم الأم بشرح تلك العلاقة للبنت أو الولد، لأن تلك المجتمعات كانت محافظة بشكل كبير ومن ثم كانت تلك الأغاني هي الوسيلة المتاحة للتعليم والإرشاد.

وأشار إلى أن الأمر اختلف الآن بعد انتشار وسائل الإعلام وسبل الاتصال الحديثة. ولكن بعض الأمهات وبنات العم وأولاد العم وأفراد العائلة بشكل عام يجتمعون قبل بدء الفرح بعدة أيام ويرددون هذه الأغاني القديمة التي ورثوها عن أمهاتهم وجداتهم وهذا ما حفظ لها نوعاً من الاستمرارية حتى الآن.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل