المحتوى الرئيسى

قصة تنازع 6 دول آسيوية على جزر مساحتها 4 كيلو: الصين وفيتنام والفلبين وتايوان وماليزيا وبروناي في صدام بسبب «سبراتلي»

07/13 22:42

الصين رفضت حكم محكمة دولية باعتبارها «ليس لها أي سيادة أو حق تاريخي في الجزر».. وفيتنام تعترض على اسخدام بكين للجزر

رفضت الصين، حكم المحكمة الدولية حول عدم أحقيتها التاريخية في جزر "سبراتلي" الواقعة في بحر الصين الجنوبي، وقالت بكين أن الحكم غير صحيح وأنها لن تتعامل معه وأنها متمسكة بحقها التاريخي في هذه الجزر.

وتتنازع دول مطلة على بحر الصين الجنوبي وعلى وجه التحديد الصين وفيتنام والفلبين وتايوان وماليزيا وبروناي، السيادة على مناطق منه منذ عدة قرون، ولكن التوترات في المنطقة تصاعدت في الآونة الاخيرة.

وعززت الصين تحديدا ادعاءاتها بالسيادة على أجزاء واسعة من هذا البحر عن طريق تشييد الجزر الاصطناعية فيه وتسيير الدوريات البحرية في مياهه.

وبحسب «بي.بي.سي» شبكة الإذاعة البريطانية، وتبادل الصينيون والامريكيون الاتهامات بأن الجانب الآخر يعمد الى "عسكرة" بحر الصين الجنوبي. وثمة مخاوف من أن المنطقة تستحيل تدريجيا الى نقطة احتكاك، وان عواقب اي صدام فيها قد تكون وخيمة على النطاق العالمي.

الخلافات في بحر الصين الجنوبي هي أساسا خلافات حول السيادة على مياه البحر وجزر باراسيل وسبراتلي (التسميتان غربيتان)، وهما سلسلتان من الجزر تدعي عدد من الدول السيادة عليها.

إضافة لهاتين السلسلتين، هناك العديد من الصخور والشعاب المرجانية والكثبان الرملية التي تتنازع هذه الدول السيادة عليها، مثل شعب سكاربره (وهو اسم غربي أيضا).

بالرغم من كونها غير مأهولة على الاغلب، تحتوي سلسلتا باراسيل وسبراتلي والمياه المحيطة بهما على احتياطيات من الموارد الطبيعية. ولم تخضع المنطقة لاستكشافات مفصلة، لذا تعتمد التقديرات حول كمية الثروات المعدنية فيها على مقارنتها بالمناطق المجاورة. كما يعد بحر الصين الجنوبي طريقا ملاحيا مهما ويزخر بثروة سمكية تقتات عليها شعوب الدول المشاطئة.

تعد الادعاءات السيادية الصينية الاكبر بكثير، إذ تدعي سيادتها على منطقة تطلق عليها اسم "خط الخطوط التسع" الممتد لمئات الاميال جنوبي وشرقي جزيرة هاينان الواقعة اقصى جنوب الصين.

تقول بكين إن حقوقها في هذه المناطق تعود الى عدة قرون خلت عندما كانت سلسلتا باراسيل وسبراتلي تعدان جزءا لا يتجزأ من الامة الصينية. وكانت الصين نشرت عام 1947 خريطة تفصيلية لادعاءاتها تبين ان السلسلتين تقعان ضمن حدودها بالكامل. وهذه الادعاءات تدفع بها تايوان ايضا (علما بأن الصين تعتبر تايوان اقليما متمردا لابد ان يعود يوما الى كنف "الوطن الأم").

ولكن معارضي هذا الرأي يقولون إن الصين لم توضح ادعاءاتها بشكل كاف، وان "خط الخطوط التسع" الذي يظهر على الخرائط الصينية لبحر الصين الجنوبي لا يحتوي على أي احداثيات.

وليس من الواضح ايضا ما اذا كانت الصين تدعي السيادة على الجزر الواقعة ضمن هذا الخط فقط ام انها تدعي سيادتها على المياه ايضا.

اما فيتنام فتناقض بشدة الرواية الصينية التاريخية، وتقول إن الصين لم تدع ابدا سيادتها على الجزر قبل عام 1940. وتقول فيتنام إنها حكمت سلسلتي باراسيل وسبراتلي فعليا منذ القرن السابع عشر وان لديها الوثائق الضرورية لاثبات ذلك.

الفلبين هي الاخرى تدعي سيادتها على السلسلتين، وتقول إن قربها الجغرافي لسلسلة سبراتلي سبب كاف لعائديتها لها. وتدعي كل من الصين والفلبين السيادة على شعاب سكاربره (التي يطلق عليها الصينيون اسم "جزيرة هوانغيان") التي تبعد بمسافة 160 كيلومترا عن الفلبين و800 كيلومترا عن الصين.

كما تدعي ماليزيا وبروناي سيادتهما على منطقة في بحر الصين الجنوبي تقولان انها تقع ضمن منطقتيهما الاقتصاديتين كما عرفهما ميثاق الامم المتحدة حول قانون البحار.

ولا تدعي بروناي السيادة على اي من الجزر المتنازع عليها، ولكن ماليزيا تقول إن بضعا من جزر سبراتلي تعود لها.

اندلعت مواجهات عدة في السنوات الأخيرة حول هذه الادعاءات المتباينة والمتقاطعة، كان اخطرها بين الصين وفيتنام. كما اندلعت مواجهات بين الفلبين والصين لم تتدهور اي منها الى اطلاق نار او عنف خطير. وبعض من هذه المواجهات:

في عام 1974، استولت الصين على سلسلة جزر باراسيل من فيتنام في صدامات أسفرت عن مقتل اكثر من 70 من العسكريين الفيتناميين. في عام 1988، اصطدم الصينيون والفيتناميون مجددا حول سلسلة سبراتلي، وخسر الفيتناميون في هذه المواجهات نحو 60 عسكريا.

اوائل 2012، خاض الجانبان الصيني والفلبيني مواجهة بحرية مطولة اتهما فيها احدهما الآخر بانتهاك السيادة في شعاب سكاربره. اندلاع احتجاجات واسعة في فيتنام ضد الصين إثر ورود ادعاءات لم تتأكد بأن الصين خربت عمدا منصتي استكشاف فيتناميتين اواخر عام 2012.

في يناير 2013، قالت الفلبين إنها قررت رفع دعوى ضد الصين امام محكمة التحكيم الدائمة بموجب ميثاق الامم المتحدة حول قانون البحار تطعن فيها بالادعاءات الصينية.

في مايو 2014، قامت الصين بقطر منصة استخراج نفط الى منطقة في البحر قريبة من جزر باراسيل مما ادى الى عدة حوادث تصادم بين السفن الفيتنامية والصينية.

تفضل الصين سلوك درب المفاوضات الثنائية المباشرة مع الاطراف الاخرى، ولكن العديد من جيرانها يقولون إن حجم الصين وثقلها الاقتصادي والعسكري يمنحها تفوقا غير عادل في هكذا مفاوضات.

وتحاجج بعض الدول بأن على الصين التفاوض مع منظمة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، المنظمة الاقليمية التي تضم كلا من تايلاند واندونيسيا وماليزيا والفلبين وسنغافورة وبروناي ولاوس وفيتنام وميانمار (بورما) وكمبوديا.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل