المحتوى الرئيسى

نيوتن يعرف أكثر! | المصري اليوم

07/13 22:08

تحمس «نيوتن» لنشر ما تفضل به المهندس صلاح حافظ، ولو قصدنى المهندس حافظ ما تأخرت، لكن لله فى خلقه شؤون، ما علينا، ترك المهندس حافظ رجاء الرئيس، بل رجاء مصر، وقولته المحزنة «متحوجنيش لحد»، مرت عليه برداً وسلاماً، ومسك فى خناق العبد لله، وهات يا اتهامات، أقلها أننى أعانى من «الحقد الطبقى» فقط لأنى طالبت بحق مصر فى ثروة أولادها من رجال الأعمال، وحق الفقراء فى ثروة إخوتهم رجال الأعمال، على سبيل التطهر، خذ من أموالهم، لم أطلب لا سمح الله مصادرة أو تأميماً، ولم أناد بتطبيق شعار «من أين لك هذا؟» ولكن تمنيت عليهم أن يتحننوا على الغلبانة الفقيرة مصر، مصر تناديكم.

لايزال بقية عقل، لم أطلب تحويل الاستثمارات إلى تبرعات، وأعرف جيداً أن شعار «تحيا مصر» بالسوابق يخص الفقراء الذين يصبّحون على مصر بثمن ساندويتش الفول صباحاً حتى لا تجوع الحرة، وأذكرهم فقط بما يتناسون، وذكر.

لولا مصر وأرض مصر التى تحصلوا عليها بتراب الفلوس، فاكرين المتر بدولار، ولولا العمالة الرخيصة التى تصلهم حتى باب المصنع فى أتوبيس الحكومة المدعوم بنزينا، وفطرانة بخبز مدعوم، وتتحصل على أجر لا يقيم أوداً، وتكمل قوتها الضرورى من بطاقة التموين، وتعلّم أبناءها فى مدارس وجامعات الحكومة، الدولة تقدم الأرض والطاقة والعامل شبه مجاناً ليستثمر رجل الأعمال، الدولة تخدم فى بيوت رجال الأعمال خدمة العبد للسيد عسى أن يرضوا علينا، هنا يصح التعبير الذى أزعج المهندس حافظ، حسنة وأنا سيدك، فرصة عمل وأنا سيدك.

يأخذنا المهندس حافظ إلى أسفل الجبل فى كوريا الجنوبية ويستعرض تماثيل رجال الأعمال، باعتبارهم مصدرا للطاقة، مستعد أعمل لهم تماثيل رخام تحت سفح الهرم، لكن أين هم رجال الأعمال الملهمون، لكى نصنع لهم تماثيل ونحرق لهم البخور، إلا قليلا، هم البناءون، والصناعيون، والزراعيون، نفر معلوم.

الباقى ونيوتن يعرف من «تجار الفرص السانحة» يسمونهم قديما «تجار الأرنص»، واخطف واجرى، فريق منهم لم يفطم بعد، عاوز الدولة ترضعه صباح مساء، وتمده بحوافز الاستثمار، ويتجشأ شبعا ويقول كمان، وفريق منهم يتاجر فى الاستثمار، ويؤسس الشركات تباعاً للاستفادة من الإعفاءات الضريبية، وفريق ثالث تفرغ تحت بند الاستثمار للتجارة فى العقارات، «تجار الكمباوند»، ولست فى حل من ذكر أسماء، نيوتن يعرف أكثر من ألاعيب شيحة، وشيحة نموذج ماثل.

نعم نيوتن يعرف أكثر عن سيرة هؤلاء، يعرف عن الربحيات الوهمية خارج وداخل البورصة، ويعرف أكثر عن تصقيع الأراضى، وأكثر كثيراً منى ومن المهندس صلاح حافظ عن رجال أعمال ما هم برجال أعمال، ومستثمرين وما هم بمستثمرين، ولكن الغرض مرض، أنا راضى حكم الحكيم نيوتن، كم رجل أعمال أو مستثمر ومن كم يستحق تمثالاً من الحجر الجيرى تحت سفح الهرم، باعتباره مصدراً للطاقة النظيفة.

المهندس صلاح حافظ يتحدث عن عقدة رجال الأعمال، أصلهم متعقدين يا حرام من أيام عبدالناصر، وكأن خالد الذكر عبدالناصر العظيم (تبجيلا واحتراما) يحكمنا من قبره، ويتجاهل أن الرئيس السيسى لايزال عنده أمل فى نفرة رجال الأعمال ليس بالتبرعات، ولكن بإتاحة فرص عمل حقيقية، مش فرصة عمل تسبقها استقالة، ويمهد الطريق لتدفق الاستثمارات حتى إنه ترأس المجلس الأعلى للاستثمار، ولكن فريقاً من رجال الأعمال يهتبلنا بحكايات التأميم فى الستينيات، رجال الأعمال يعانون من عقدة، هل مطلوب حوافز استثمار أم جلسات علاج نفسى؟

« الشيبلز المقدسة» فى كوريا، يا سلام على الكلام المزوق، هل هناك شيبلز كوريون متهربون من الضرائب، هل ثبت بحق الشيبلز الكوريون من حول الأرض الزراعية إلى منتجعات بحمامات سباحة والأرض عطشانة، هل يجرؤ شيبل كورى على الرشا والارتشاء لتخليص الأعمال؟.. إذا كان هناك مستفيد من مناخ الاستثمار الفاسد هم رجال الأعمال، قصص الفساد فى مجتمع رجال الأعمال يعرفها نيوتن جيدا، بلاش نفتح الملفات خلى الطابق مستور!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل