المحتوى الرئيسى

وولي سوينكا .. الكتابة عندما تقف شوكة فى حلق المستبدين

07/13 16:38

كان أول أفريقى يحصد جائزة نوبل للأدب عام 1986 ، ولكنه مع ذلك قال عنها أنها جعلته أكثر بؤسا ، و هو المعروف عنه بأنه مناضل شرس ضد الديكتاتوريات ، ومدافع عن الحريات و الهوية اﻷفريقية ، و قد دفع ثمن ذلك معتقلا ومنفيا ، ولكنه مع ذلك لم يصمت فهو القائل : “ مات الإنسان داخل كل من يبقى صامتًا في وجه الطغيان “

هو وولى سوينكا الذى يمر اليوم ذكرى مولده ، وهو واحد من أشهر كتاب نيجيريا وأفريقيا ، هو الروائى والمسرحى والشاعر وكاتب المقالات و المناضل .

يقول سوينكا : “ الكتب وكل أشكال الكتابة تمثل رعبا لكل من يريدون قمع الحقيقة ” ، له مسيرة نضالية طويلة ، فكان يعرف عنه أنه شوكة فى حلق اﻷنظمة اﻻستبدادية بنيجيريا ، وكذلك المستبدين فى شتى أنحاء العالم .

فقد اعتقل عام 1967 خلال الحرب الأهلية في نيجيريا، عندما نشر مقالا يدعو فيه إلى وقف إطلاق النار بين المتحاربين، حيث اتهم بالتآمر مع مقاتلي “بيافرا”، وكان ذلك أول تصادم بين سوينكا والسلطات النيجيرية بعد أن اعتقلته الحكومة الفيدرالية للجنرال ياكوبو جوين ووضعته في الحبس الانفرادي لسعيه للتوسط لعقد اتفاق سلام أثناء صراع البايفران. وقد قضي سوينكا22 شهرا في السجن قبل الإفراج عنه بعد استهجان دولي واسع.

و انتقد الرئيس النيجيرى اﻷسبق الحاج على شيخو ، و سحب جواز سفر سوينكا في عهد الجنرال الراحل ساني أباتشا لنقده له عندما وصف حكمه بالقسوة وانعدام الإنسانية و الرحمة .

كما انتقد بشدة جماعة ” بوكو حرام ” وقال عنها : “تنظيم أطلق له العنان سياسيون يائسون من السلطة ليعيث فسادا في البلاد”، موضحا أن أولئك السياسيين”يعلمون أن التطرف والفوضى هما الوسيلة المضمونة لتحصيل المكاسب، مستغلين في ذلك الأفكار الخاطئة التي تروج بشأن الإسلام في البلاد”.

ورفض تفاوض المسئولين مع الجماعة المتطرفة ، قائلا : “ لا تتحدثوا مع سفاحين ، جعلوا قتل اﻷبرياء فلسفتهم ” .

وكان من المعادين لنظام الرئيس روبرت موغابي اﻻستبدادى في زيمبابوي ، وقام بحملات إعلامية مكثفة ضد الرئيس اﻷوغندى الراحل عيدى أمين ، و هاجمه كذلك من خلال مسرحيته ” الموت لا يزال ” .

و انتقد بشدة غزو الولايات المتحدة الأميركية العراق، ووجه اتهامات لاذعة للرئيس الأسبق جورج بوش وإدارته بسبب ذلك ، و اعتبره أنه نصب نفسه المتحدث الرسمى باسم المسيح ، والبطل الوحيد فى عالم النخبة .

اعتزل سوينكا الحياة منذ 4 أعوام ،و عند سؤاله عن دوره اليوم في نيجيريا يهز أكتافه قائلا: لطالما كان نفس الدور وهو ضمان صوت المواطن في تحديد مصير وطنه. وهو الأمر الذي لم يكن يوما بالهين.

كانت كتاباته صرخة صريحة ضد اﻻستبداد و الحروب وعصور اﻻستعمار التى عانت منها أفريقيا ، و كانت كاشفة للفاسد ، و رسم سوينكا بأعماله هوية حديثة ﻷفريقيا .

ولد سوينكا عام 1934 في مدينة ابيوكوتا بجنوب نيجيريا قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية التي أشاعت في نفسه وهو صبي كثيرا من الأفكار والمشاعر انعكست في أعماله فيما بعد وبخاصة في رواية ” آكيه.. سنوات الطفولة ” و التى تعد سيرة ذاتية للكاتب حصدت له جائزة نوبل ، وهي تحكي قصة طفولته وصباه قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية في مدينة( آكيه) .

و قد أصدر مؤخرا جزء ثالث من سيرته بعنوان “يجب أن ترحل فى الفجر ” وهى تتناول اﻷعوام اﻷربعين اﻷخيرة من حياة الكاتب و سيرة وطنه و منفاه الطويل و ايام السجن و الكتابة .

بدأ وولى سوينكا إنتاجه في عام 1960 برواية “رقصة الغابات” وتلاها في عام 1965 برواية “المفسرون” ، التى تقدم بانوراما عن المجتمع النيجيري، من خلال خمسة مثقفين شبان، يحاولون أن يمنحوا حياتهم ومواهبهم معنى، ضمن ظروف عير مواتية، حيث الفساد، والوصولية، والمشكلات المعقدة لمجتمع ما بعد الاستقلال الذي لم يجد طريقه الأفضل بعد.

وقد أصدر سوينكا ديوانين من الشعر أولهما عام 1967 والأخر عام1969 وتعد قصيدته “محادثة تليفونية” من أشهر قصائده.

كتب سوينكا مسرحياته الأولى أثناء وجوده بلندن، ومنها “موسم الفوضي” وتبعها بكتاب “داخل القبو” و”الأسد والجواهر” و”العرق القوي” و”ثورة كونجي” ، و ألف كذلك مسرحية “محاكمة الأخ” التي نشرت 1960، و”رقص الغابات” و”النسل القوي”، و”كونغيست هارفيست” و”الطريق” و مسرحية “المجانين والمتخصصون”، و تعد”مسرحية العمالقة” من آخر الإنتاج الدرامي الذي أصدره سوينكا سنة 1985.

و يعد واحد من أفضل كتاب المسرح بالعالم ، حيث قاد محاولات لتطوير المسرح النيجيري ، فأنشأ فرقته المسرحية المسماة ” اﻷقنعة ” وعمل بها مخرجا وممثلا ومنتجا .

و اعتمد سوينكا في خطه الدرامي على التراث الأفريقي الثري الذي يجمع بين الرقص والموسيقى والحركة والأساطير القديمة.

في فترة السجن كتب كثيرا من القصائد والمخطوطات التي تناول فيها تجربته والتي تجسدت في عمله المسرحى ” مات هذا الرجل” الذي كتب فيه عبارته الشهيرة: “ مات الرجل ، مات الكلب ، ماتت القضية ، مات الإنسان ، داخل كل من يبقى صامتًا في وجه الطغيان “

و مسرحيته “الموت وفارس الملك” تصور مأساة إفريقيا مع التخلف والاستعمار وأعدها النقاد من اكثر مسرحيات سوينكا نضجا ، أما مسرحية “سكان المستنقع”، فهي تتناول حياة قرية تقف على أعتاب التغير نتيجة لتسرب النفوذ الخارجي إلى القرية الذي يدفع بها إلى حدود الأزمة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل