المحتوى الرئيسى

مريم...طفلة سورية تعلمت الصبر من قلب الآلام

07/13 16:24

15:44 13.07.2016(محدثة 15:59 13.07.2016) انسخ الرابط

كل شخص في سوريا فقد شيئاً يحبه في حياته...حتى لو ضحك ورأيته سعيداً، سيبقى بداخله كلما تذكره تألم وضعف... هي كلمات صدرت عن طفلة لم يتجاوز عمرها الثالثة عشرة...ولكن ظروف الحرب جعلت منها شابة قوية صامدة.

مريم أبو فاضل، شاهدة على الحرب التي عصفت بمدينتها، حيث فقدت أغلى ما تملك، بيت الأسرة الذي دمرته قذائف الإرهاب مثل كثير من بيوت العائلات السورية.

تتحدث مريم، من محافظة حمص، لمراسل "سبوتنيك"، وتقول: فقدت أغلى ما أملك…وفقدت الحنان، والحب، والشعور بالأمان، لأنني ببساطة فقدت عائلتي، أمي كانت حامل بالشهر السادس وشقيقي كان في الصف الأول، أما والدي فكان مهندسا…

تكمل مريم: استشهدوا جميعاً نتيجة قذائف الإرهاب التي رميت على الحي، كنا نجلس لتناول الطعام، وطلب والدي أن أجلب له صحن الملح للرش على صحن الرز، فما أن وصلت لباب المطبخ حتى سمعت صوتا قويا جدا ولم أستيقظ إلا على صوت خالتي "أخت والدتي" في المشفى…استهدف منزلنا دون سابق إنذار وأصبت بجراح نقلت على أثرها إلى مشفى لتلقي العلاج.

وتقول مريم كنت أتمنى لو انني استشهدت معهم…فالذكريات تعيش معي، كنت في الماضي استيقظ من نومي على صوت والدتي…ولكن هذه المرة اختلف الحال، فأنا أراها في الأحلام فقط، أذهب كل أسبوع لأزورهم…أضع الورد على قبرهم وأشكي لوالدتي عن اشتياقي لها.

وتابعت "أفتقد أمي وأبي وأخي"، لتدخل في نوبة من البكاء الهستيري.

تندم مريم على أنها لم تلب طلب أخاها الصغير…حيث طلب منها علبة الألوان لكي يرسم، وهي رفضت لأنها هدية من والدها في عيد ميلادها العاشر…فتقول ريت الله يعيد عائلتي لي لكنت أعطيته علبة الألوان ولا جعلته يبكي في ذلك اليوم…

تضيف مريم: تسعة أشهر من الألم كانت كفيلة بأن أجيد بها تعلم الصبر، لقد فكرت بعائلتي كثيراً وحبي لهم دفعني للبقاء قوية متماسكة، لذلك سأحقق ما كان يحلم والدي به وهو أن يراني صيدلانية… لما نظرت لصورة أبي وأمي أحسست بالأمان والتفاؤل، وهذا يعطنيي دافعا كبيرا للدراسة والاجتهاد ،لا أنكر أنني كنت كل ليلة أحلم بهم، ولكن قدري أن أعيش في منزل جدتي التي تجاوزت السبعين من العمر…

 مريم مثال للكل،  طفلة أرغمتها الحياة على تناسي الكثير من الفرح الذي نامت عليه لسنين وسنين، وارتسمت البسمة على وجهها واثقة أن ما حدث قضاء وقدر لا مفر منه، هذا حال السوريين من كبار وصغار فقدوا مقومات الحياة وأبسط حقوقهم وحتى الأحلام.

أنهت مريم حديثها ومسحت دموعها قائلة "في الوقت الذي يحتفل فيه أطفال العالم مع أمهاتهم في أجواء أسرية هادئة، فأنا أحتفل مع أمي عند قبرها ومثلي كثير من أطفال سوريا،

ولكنني متأكدة أن غدا أجمل ويحمل بطياته الكثير من التفاؤل والأمل ليس لي فقط بل للسوريين أجمع".

وتظل مريم نموذجا لمئات الأطفال الذين فقدوا عائلاتهم جراء الحرب، في ظل صمت دولي جعل أطفال العالم يحتفلون مع أمهاتهم في أروع وأجمل الأماكن وأطفال سوريا يحتفلون على القبور…

انظر أيضا: فرولوف: سوريا لها الأولوية عالمياً للحصول على المنح الروسية الكرملين: القوات الجوية الروسية لا تقوم بردود انتقامية في سوريا المركز الروسي للهدنة في سوريا: لم يتم خرق الهدنة خلال الـ 24 ساعة الأخيرة

التعليق بواسطة Facebookالتعليق بواسطة Sputnik

شكراً لكم! سوف يتم مراجعة تعليقك من قبل المشرفين للتأكد من امتثالها لقوانين

ردأ على(إظهار التعليق إخفاء التعليق)

| | تعديل | حذف

شكراً لكم! سوف يتم مراجعة تعليقك من قبل المشرفين للتأكد من امتثالها لقوانين

وافقت روسيا على عقد اجتماع جديد لمجلس روسيا - الناتو (حلف شمال الأطلسي)، استجابة لرجاء الحلف.

وزير الاقتصاد التركي: هدفنا بوصول التبادل التجاري مع روسيا إلى 100 مليار دولار لم يتغير

قال وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي لـ "سبوتنيك"، إنه يعتزم عقد اجتماع مشترك بين الجانبين الروسي والتركي يضم وزراء الاقتصاد والزراعة والسياحة والطاقة، لبحث المزيد من التعاون الاقتصادي بين البلدين.

الخارجية المصرية عن تقرير "العفو الدولية": غير محايد ويحرض ضدنا

علق المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أحمد أبو زيد على التقرير الأخير لمنظمة العفو الدولية، حول أوضاع حقوق الإنسان في مصر، قائلاً إن مصر سبق وأعلنت أكثر من مرة رفضها لتقارير تلك المنظمة غير الحيادية التي تحركها مواقف سياسية لها مصلحة خاصة في تشويه صورة مصر.

روسيا تصنع قاذفة لتوجيه الضربات النووية من الفضاء

بدأت روسيا العمل على صنع قاذفة قنابل استراتيجية جديدة قادرة على ضرب الأهداف بالسلاح النووي من الفضاء.

مقتل مصور وإصابة أشهر مقدم برامج عراقي في جنوب الموصل

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل