المحتوى الرئيسى

«دكتور ساسة»: ماذا تعرف عن مسكنات الألم واستخداماتها وأخطارها؟ - ساسة بوست

07/13 11:30

منذ 23 دقيقة، 13 يوليو,2016

«دكتور ساسة» سلسلة علمية طبية، يُقدمها «ساسة بوست»، أسبوعيًّا. تتناول السلسلة كل أربعاء، مرضًا مُختلفًا؛ لتعرض بصورة مُبسطة، ماهيّته وأسبابه وأعراضه، وطرق الوقاية والعلاج منه، والأهم من ذلك، أشهر المفاهيم الخاطئة عن هذا المرض، أو تُقدّم نصائح صحية عامة، أو خاصة. «دكتور ساسة»، لا يعدك بخدمة بديلة عن استشارة الطبيب، لكنّه يعدك بخدمة معرفية، قد تُساعدك على الوقاية من الأمراض، أو الكشف عن الإصابة بها مُبكرًا بما يكفي لعلاجها.

تقريبًا، لا يوجد أحد منا لم يستخدم الأدوية المسكنة للألم في مرحلة ما من مراحل حياته؛ حتى باتت هذه الأدوية أكبر وأشهر الأدوية المستخدمة بين عامة الناس.

يطلق اسم مسكنات الألم على أي نوع من أنواع الأدوية التي تستخدم لتخفيف حدة الشعور بالألم. وطبقًا لهذا التعريف فإن هذه المسكنات لا تعمل على إزالة الألم نفسه أو مسبباته، لكنها تعمل كقناع يخفي خلفه الشعور بالألم، وهذا الأمر يختلف بشكل واضح عن الأدوية المخدرة التي تذهب الشعور بالألم كليًا بشكل مؤقت.

وتعمل مسكنات الألم على الجهاز العصبي للإنسان، وقبل الخوض في تفاصيل مسكنات الألم وطريقة عملها، دعونا نعلم كيفية شعور الإنسان بالألم في البداية.

سنعطي مثالًا للتوضيح يتعلق بإصابتنا بـ«شكة دبوس». جلد الإنسان في جميع مناطق الجسم المختلفة يحتوي على نهايات عصبية تختص بالشعور بالألم، وبالتالي، فعندما نصاب بشكة دبوس، تثار هذه النهايات العصبية الموجودة في منطقة الإصابة.

ترسل النهايات العصبية في الجلد إشارات ألم إلى «الحبل الشوكي»، وهناك تعمل مواد كيميائية طبيعية مختلفة على زيادة أو نقصان الشعور بالألم. تصعد أحاسيس الألم والإشارات العصبية الخاصة بها من خلال الحبل الشوكي إلى منطقة بالمخ يطلق عليها اسم «المهاد البصري» (thalamus)، وأحد المراكز الهامة المسؤولة عن الشعور والأحاسيس المختلفة.

ويلاحظ أن هناك منطقتين في المهاد، يمنى ويسرى، بحيث تستقبل المنطقة اليمنى الأحاسيس الواردة من نصف الجسم الأيسر، وتستقبل المنطقة اليسرى الأحاسيس القادمة من نصف الجسم الأيمن. وفي المهاد أيضًا تؤثر مواد أخرى على طبيعة شدة الشعور بالألم.

بعد المهاد البصري تسير إشارات الألم من المهاد البصري إلى الفص الجداري للمخ، وتسير هذه الإشارات إلى مواقع أخرى، مثل الفصوص الجبهية. وبالتالي، فإن شعورنا بالألم لا يحدث على مستوى الجلد نفسه، ولكنه يحدث؛ عندما تترجم إشارات الألم التي ترسلها النهايات العصبية في الجلد إلى النخاع الشوكي، والمخ.

وبشكل عام فإن الألم يمثل جهاز الإنذار في الجسم، والذي ينبه الإنسان إلى وجود شيء خاطئ أو خطر ما. وتصفه الجمعية العالمية لدراسة الألم بأنه شعور غير جيد يرافق حدوث تلف ما، أو احتمال حدوث تلف في أنسجة الجسم. وبالتالي فإن حدوث تلف ما في الجلد، أو في أية منطقة تحتوي على نهايات عصبية، مثل الأسنان والمفاصل وغيرها، يفسره الجسم بشكل مباشر في صورة ألم.

وأشارت الدراسات إلى أن الشعور بالألم عند الرجال أقل منه عند النساء، أو بعبارة أخرى فإن الرجال أقل حساسية من النساء بالنسبة للشعور بالألم. ويعود هذا إلى الهرمون الذكري المسمى «التستوستيرون»، والذي يعمل على تقليل الشعور بالألم. لذلك نلاحظ أن الرجال خلال خوض العراك لا يشعرون كثيرًا بالألم؛ وذلك نتيجة ارتفاع معدلات هرمون التستوستيرون خلال العراك.

ويعتقد العلماء أن التستوستيرون يقوم بإطلاق بعض ردود الفعل الطبيعية التي تؤدي نفس عمل مسكنات الألم الطبيعية، والتي يطلق عليها اسم «إنكيفالينات» (ENKEPHALINS)، وهو الأمر الذي يجعل بعض الأطباء يعطون مرضى الأمراض المزمنة بدائل لهرمون التستوستيرون؛ لأن هؤلاء الرجال عادًة ما يتناولون علاجات تقلل من نسبة هذا الهرمون في الجسم.

وأفاد عدد من الدراسات أن هناك اختلافًا فرديًا تجاه الشعور للألم؛ فالألم الذي قد يسبب انهمار الدمع عند شخص ما، يمكن ألا يشعر به شخص آخر، فبعض الناس يشعرون بالألم أكثر من غيرهم. وظهر في الدراسات أن المناطق من الدماغ المسؤولة عن مكان الإحساس بالألم، والمسؤولة عن الشعور بالإنزعاج من الألم يزداد نشاطها عند الأناس الأكثر حساسية للألم.

وفي نفس الوقت لاحظ الباحثون أن هناك فرقًا ضئيلًا بين الأشخاص الأقل حساسية والأكثر حساسية للألم، فيما يتعلق بنشاط المهاد، ويشير هذا الأمر إلى أن الإشارات الخاصة بالألم، والقادمة إلى الدماغ من الحبل الشوكي تنتقل بنفس الطريقة بين مختلف الناس، ولكن عند وصول هذه الإشارات إلى الدماغ يتم التعامل معها بطرق مختلفة.

اختيار المسكنات يعتمد على عدة عوامل

من هنا نلاحظ أن هناك طريقين رئيسيين لعمل مسكنات الألم على جسم الإنسان، العمل على الأطراف والنهايات العصبية، أو العمل على الجهاز العصبي المركزي.

أبرز مجموعات مسكنات الألم تتمثل في مادة «الباراسيتامول» (أسيتامينوفين)، ومضادات الالتهابات غير الستيرودية (مثل الإسبرين)، و«أشباه الأفيونات» (مثل المورفين). وعند اختيار مسكنات الألم يؤخذ بعين الاعتبار عدد من العوامل، مثل حدة الألم، ومدى استجابة المريض للأدوية الأخرى، بالإضافة إلى وجود أي تداخلات دوائية بين مسكن الألم مع أدوية أخرى يتناولها المريض.

وأعطت منظمة الصحة العالمية توجيهات نحو استخدام المسكنات الخفيفة؛ كخطوة أولى، ثم الصعود ـ بعد ذلك ـ خلال ما أطلقت عليه اسم «سلم مسكنات الألم»، في حالة عدم الاستجابة. كذلك، فإن من أهم العوامل التي تحدد نوع المسكن المستخدم هو نوع الألم نفسه، فالمسكنات التقليدية ـ على سبيل المثال ـ تظهر فعالية قليلة تجاه آلام الاعتلالات العصبية، وبالتالي يلجأ الأطباء هنا إلى استخدام بعض الأدوية الأخرى، مثل مضادات الاكتئاب أو مضادات الصرع.

أو الأسيتامينوفين، هو مسكن وخافض للحررة واسع الاستخدام، تم استخلاصه من «مادة القطران». ويتميز الباراسيتامول أن جسم الإنسان يتحمله ـ بشكل جيد ـ بكميات كبيرة نسبيًا، كما أنه ليس له العديد من الأعراض الجانبية للإسبرين. ويتيمز أيضًا الباراسيتامول بأن متوفر للصرف، بدون الحاجة لـ«روشتة»، ويمكن أن تجده في بعض الـ«سوبرماركت» في الولايات المتحدة وأوروبا، ويعد أهم وأبرز وأكثر مسكنات الألم استخدامًا في العالم.

لا يعرف على وجه الدقة ما هي آلية عمل عقار الباراسيتامول في تسكين الألم، لكن من المرجح أنه يعمل بشكل مركزي على المخ، وليس بشكل طرفي على النهايات العصبية. ويستخدم بشكل عام في علاج الصداع والحمى والآلام والأوجاع الخفيفة، ويدخل كمكون أساسي في العديد من وصفات البرد و«الإنفلونزا».

الجرعات الآمنة له تعد كبيرة نسبيًا، لكن لا يجب تجاوزها؛ لأن الجرعات المفرطة يمكن أن تسبب التسمم الكبدي، وتزيد خطورة الباراسيتامول على الكبد مع تناول المشروبات الكحولية. ويتميز الباراسيتامول بأنه لا يسبب تهيج جدار المعدة، ولا يؤثر على تجلط الدم، ولا يؤثر على وظائف الكلى، كما يتميز بأنه آمن أثناء الحمل والرضاعة، وهو من أكثر الأدوية المسكنة أمانًا عند الأطفال.

وهي أدوية لها مفعول مسكن وخافض للحرارة في الجرعات العادية، ويكون لها تأثيرات مضادة للالتهاب في الجرعات العالية أو مع الاستخدامات طويلة المدى. وتتميز هذه المسكنات بأنها غير مخدرة ولا تسبب الإدمان.

ومن أهم أعضاء هذه المجموعة يوجد «الإسبرين والإيبوبروفين والنابروكسين»، وجميعها أدوية يمكن صرفها بدون روشتة في الكثير من الدول حول العالم. وتقوم آلية عمل هذه الأدوية على تثبيط عمل أحد «الإنزيمات»، ويطلق عليه اسم «سيكلو أوكسيجينيز» (cyclooxygenase)، وهو الإنزيم المسؤول عن تكوين مواد «البروستاجلاندين» (prostaglandins) و«الثرومبوكسان» (thromboxane A2)، وهي مواد ينتجها الجسم بصورة طبيعية، وتكون مسؤولة عن الإحساس بالألم، وتثبيط إفراز الحمض المعدي، وتحفيز إفراز الغشاء المخاطي في المعدة والأمعاء، كما أنها تعد مركبات وسيطة في الحمى وارتفاع درجة حرارة الجسم.

وتعتمد الآثار الجانبية لهذه المجموعة من الأدوية على الجرعة، فيمكن أن تسبب الجرعات العالية في تهييج جدار المعدة، وصولًا إلى حدوث قرحة معدية ونزيف معدي (خصوصًا عند كبار السن)، كما يعاني ما بين 10 و20% من الأشخاص الذين يتناولون هذه العلاجات من عسر الهضم.

ويمكن أن تؤثر هذه الأدوية على سرعة تجلط الدم متسببة في زيادة سيولة الدم، وهو ما يمثل خطورة لدى بعض الأشخاص الذين يعانون من النزيف الدائم أو المتكرر. وعلى الرغم من جودة استخدام الإسبرين كعلاج يحمي «عضلة القلب»، إلا إن باقي أفراد هذه المجموعة يكون لها تأثيرات عكسية على القلب، والتي يمكن أن تتسبب في حالات «قصور القلب الاحتقاني»، وزيادة ارتفاع ضغط الدم، ونقص «التروية».

ويجب ألا تستخدم هذه الأدوية لأولئك الذين يعانون من «تشمع الكبد»، ونادرًا ما تسبب هذه الأدوية أية مشاكل للكبد. ويجب تجنب هذه الأدوية خلال من ستة إلى ثمانية أسابيع الأولى للحمل، وتعد آمنة في بقية فترة الحمل، كما يسمح للمرأة المرضعة تناول أدوية «الإيبوبروفين والنابروكسين والإندوميثازين».

الإسبرين أحد أهم مسكنات الألم

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل