المحتوى الرئيسى

هل تعود الحرب الأهلية إلى جوبا ؟

07/13 15:32

شهدت جوبا عاصمة جنوب السودان، خلال خمسة أيام مواجهات عسكرية بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير ونائبه الأول رياك مشار، وقد أسفرت عن مقتل نحو ثلاثمئة شخص، كما تسببت في نزوح نحو ثلاثين ألفا، وفق الأمم المتحدة.

وتعيش الآن عاصمة جنوب السودان هدوءا ملحوظا بعد إعلان سالفا كير ومشار وقفا لإطلاق النار في الساعة الثالثة بعد ظهيرة الإثنين تم خرقه لكنه صمد منذ ظهيرة الثلاثاء.

كما أقال رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت سيرينو هيتانق نائب وزير الخارجية من منصبه بعد ثلاثة أشهر من تعيينه فيه.

ولم يوضح المرسوم الرئاسي الصادر بهذا الشأن أسباب الإقالة، لكن مسؤولا بارزا في مكتب الرئيس -فضل عدم ذكر اسمه- قال للجزيرة نت إن القرار يعود أساسا إلى توقيع المسؤول المقال على اتفاق يقضي بنشر قوات أممية وإقليمية داخل العاصمة جوبا دون علم أو موافقة الرئيس.

وبدورها قالت منظمات إنسانية إن البلاد تشهد نقصا في الغذاء والماء الصالح للشرب.

وتحدثت التقارير عن هروب آلاف المدنيين من ديارهم واختبائهم في الكنائس، والمجمعات التابعة للمنظمات الإنسانية.

فهل هذه الأجواء سوف تتسبب في بدء حرب أهلية مرة أخرى بجوبا؟

ويرجع أن يكون سببب اندلاع اﻻشتباكات هو خلاف بين  جنديين من الفصيلين المتنازعين  في نقطة تفتيش، فحدث إطلاق نار، الخميس قتل فيه 5 جنود، ثم تطور الخلاف إلى اشتباكات مسلحة خطيرة بدءا من يوم الجمعة.

وتصاعد التوتر منذ أبريل، عندما عاد ماشار إلى جوبا، وفق اتفاق سلام، بعد عامين من الحرب الأهلية.

واصطحب ماشار معه قوات حماية قوامها 1300 جندي، كان يفترض أن تبدأ دوريات مشتركة مع القوات الموالية للرئيس، سالفا كير، ولكن انعدام الثقة بين الجانبين، عطل الشروع في هذه الدوريات.

ونحو هذا الصدد، وصل رياك مشار، القائد السابق للمتمردين نائب الرئيس الحالي لجنوب السودان، مطار جوبا خلال الشهر الماضي، استُقبل مشار بالزغاريد وإطلاق طيور الحمام الأبيض التي ترمز إلى السلام، ابتهاجاً بعودته.

لكن ذلك المشهد انقلب تماماً في غضون أسبوعين، إذ انتشرت الدبابات في الشوارع، وقصفت المدفعية بعض المناطق مما تسبب في تشريد آلاف المدنيين، فضلاً عن مقتل 300 شخص على أقل تقدير.

والمطار ذاته الذي امتلأ بمشاهد البهجة والسلام، أُغلق جراء القتال العنيف، لتختفي حمامات السلام عن الأنظار، ولا يُعرف محطّها وسط المشهد الحالي.

ويعد أسوأ السيناريوهات المتعلقة بالأحداث الأخيرة في جنوب السودان، أن الحرب الأهلية التي بدأت في 2013 وانتهت من خلال اتفاق سلام العام الماضي، سوف تُستعاد مرة أخرى.

وقد تسببت تلك الصراعات في مقتل عشرات الآلاف، كما أجبرت 20 مليون شخص على ترك منازلهم.

ربما تتسبب موجة جديدة من الصراع الدموي في تدمير جنوب السودان، التي يُنظر إليها في الوقت الحالي أنها دولة “هشة” للغاية، بدلاً من النظر إليها على أنها دولة “فاشلة” مثل الصومال.

وقد يجبر تجدد العنف في انسحاب الوكالات التي تقدم المعونة للبلاد. يضاف إلى ذلك الحقيقة التي تقول إن نصف عدد السكان في تلك الدولة، التي يبلغ تعدادها السكاني 11 مليون نسمة، مهددون بالتعرض لمجاعة بالفعل. بل وربما يُفسر وقوع الحرب بالمشقة البائسة والموت اللذيّن سيصيبان نسبة كبيرة من السكان.

وثمة احتمالية تقول إن الجنود الذين يقاتلون خلال الأيام القليلة الماضية فعلوا ذلك من أنفسهم وبدون إذن - أو حتى بالمخالفة مع الأوامر الصريحة - من قادتهم. ربما يكمن السبب في عدم سداد أجورهم ورغبتهم في النهب بدلاً من ذلك، أو ربما رغبة لدى الطرفين في إجراء تسوية قديمة وجديدة لناتج الخسائر والمكاسب التي حققها كل طرف منهما على حساب الطرف الآخر.

أيضاً قد يكون السبب وراء ذلك هو ظهور قادة جدد يتحدون القيادات العليا ولا يرون أنفسهم مقيدون بالاتفاقيات السابقة. وإن صح ذلك، فسيصير مؤشراً على مرحلة جديدة وخطيرة تمر بها جنوب السودان، وفي الوقت ذاته ستعني أن ثمة أملاً يلوح في الأفق ويقضي بأن كلاً من كير وماشار أنفسهما غير مستعديّن لتجديد الصراع المسلح على الرغم من الحالة العميقة من عدم الثقة المشتركة والكراهية التي تنتاب كل منهما نحو الآخر.

ويبدو أن تلك العدواة شديدة العمق، فكل من كير (64 عاماً) وماشار (63 عاماً)، برز كلاهما من الحرب التي استمرت ل 22 عاماً، والتي خاضتها جنوب السودان ضد حكومة السودان في الخرطوم. لكن ذلك الصراع وصل لنهايته بعد اتفاقية سلام وقعت عام 2005.

قد توفي جون قرنق، زعيم الجيش الشعبي لتحرير السودان، وكذلك ذراعها السياسي الحركة الشعبية لتحرير السودان، بعد تلك الاتفاقية بقليل؛ بسبب تحطم مروحيته أثناء عودته من أوغندا، تاركاً خلفه المتناحرين الذين تخاصموا أولاً، وانتهى بهم الحال أخيراً في القتال حول إرث الزعيم.

مرت دولة جنوب السودان الوليدة بمحطات عدة من النزاع مع الخارج والاقتتال الداخلي منذ استقلالها عام 2011.

وأسفرت هذه الحروب عن مقتل الآلاف من المسلحين والمدنيين وتشريد أكثر من مليون شخص، فضلا عن أزمات اقتصادية وإنسانية. وفيما يلي تسلسل زمني لأهم محطات الصراع في جنوب السودان:

9 يوليو/ تموز 2011 – إعلان الاستقلال عن السودان.

أغسطس/ آب 2011 – الأمم المتحدة تعلن مقتل 600 في اشتباكات عرقية في ولاية جونقلي.

سبتمبر/ أيلول 2011 – حكومة جنوب السودان تصوّت على اختيار مدينة رامشيل الواقعة في ولاية الوحدة عاصمة مستقبلية.

أكتوبر/ تشرين أول 2011 – الرئيس سلفا كير يقوم بزيارته التاريخية الأولى إلى الخرطوم منذ الاستقلال، واتفاق البلدين على تشكيل عدة لجان لحل نزاعاتهما الرئيسية، ومقتل ما لا يقل عن 75 شخصًا عندما هاجم متمردو جيش تحرير جنوب السودان مدينة مايوم في ولاية الوحدة.

نوفمبر/ تشرين ثان 2011 - جنوب السودان يتهم السودان بشن غارات جوية على معسكر يدا للاجئين في ولاية الوحدة، والجيش السوداني ينفي مسؤوليته.

يناير/ كانون ثان 2011 - جنوب السودان يعلن ولاية جونقلي منطقة كوارث بعد فرار نحو 100 ألف شخص من الاشتباكات بين الجماعات العرقية المتنافسة.

فبراير/ شباط 2012 – السودان وجنوب السودان يوقعان معاهدة عدم اعتداء في مباحثات عدد من القضايا البارزة حول الانفصال، لكن السودان بعد ذلك أوقف تشغيل أنابيب تصدير النفط في نزاع حول الرسوم. ونتيجة ذلك، قلص جنوب السودان معدلات الانفاق العام باستثناء المرتبات بمقدار النصف.

أبريل/ نيسان 2012 – بعد أسابيع من القتال بشأن الحدود، قوات جنوب السودان تحتل مؤقتا حقل النفط ومدينة هجليج الحدودية قبل تقهقرها، بينما أغارت الطائرات السودانية على منطقة بانتيو في جنوب السودان.

مايو/ آيار 2012 – السودان يتعهد بسحب قواته من منطقة أبيي التي يزعم جنوب السودان أحقيته في السيطرة عليها مع استئناف محادثات السلام.

يوليو/ تموز 2012 – جنوب السودان يحتفل بعيده الأول وسط أزمة اقتصدية متفاقمة وتوتر مستمر مع السودان.

أغسطس/ آب 2012 – نحو 200 ألف لاجئ يفرون إلى جنوب السودان هربا من القتال بين الجيش السوداني والمتمردين في الولايات الحدودية جنوب السودان.

سبتمبر/ أيلول 2012 – رئيسا السودان وجنوب السودان يتوصلان إلى صفقات في مجالات التجارة والنفط والأمن بعد أيام من المفاوضات في إثيوبيا. واعتزم الطرفان إنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح والتمهيد لاستئناف تصدير النفط. ورغم ذلك، أخفق الطرفان في تسوية عدد من القضايا الحدودية، من بينها منطقة أبيي المتنازع عليها.

مارس/ آذار 2013 – السودان وجنوب السودان يوافقان على استئناف ضخ النفط بعد نزاع مرير بشأن الرسوم الذي شهد توقفا للإنتاج لأكثر من عام، واتفقا كذلك على سحب قواتهما من مناطقهما الحدودية لإنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح.

يونيو/ حزيران 2013 – الرئيس سلفا كير يقيل وزير المالية، كوستي مانيبي، ووزير شؤون مجلس الوزراء، دينق ألور، بسبب فضيحة مالية تتعلق بملايين الدولارات، ويرفع عنهما الحصانة لمقاضاتهما.

يوليو/ تموز 2013 – الرئيس سلفا كير يقيل الحكومة بالكامل ونائبه رياك مشار في صراع على السلطة داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة.

ديسمبر/ كانون أول 2013 – الحرب الأهلية تندلع بسبب اتهام الرئيس سلفا كير نائبه المقال، رياك مشار، بالتخطيط للإطاحة به، والفصائل المتمردة تحكم سيطرتها على عدة بلدات، ومقتل الآلاف وفرار الكثيرين، والقوات الأوغندية تقف بجانب الحكومة.

يناير/ كانون ثان 2014 – توقيع اتفاق لإيقاف إطلاق النار، لكنه انتهك عدة مرات خلال أسابيع متوالية، وإخفاق مفاوضات إضافية في إنهاء أعمال العنف التي شردت ما يربو على مليون شخص بحلول أبريل/ نيسان، ومشار، يُتهم بالخيانة.

أبريل/ نيسان 2014 – الأمم المتحدة تقول إن القوات الموالية لمشار نهبت بلدة بانتيو الغنية بالنفط، وقتلت مئات المدنيين.

مايو/ آيار 2014 – مبعوث الأمم المتحدة، توبي لانزر، يقول إن الصراع أسفر عن مقتل الآلاف، وتشريد ما يربو على مليون شخص، وافتقار خمسة ملايين إلى المساعدات الإنسانية.

يوليو/ تموز 2014 – مجلس الأمن الدولي يصف الأزمة الغذائية في جنوب السودان بأنه الأسوأ في العالم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل