المحتوى الرئيسى

خلاف الصين والفيليبين: شرارة نزاع في بحر التوتر الآسيوي

07/13 01:26

شرارة توتر جديدة اضافها الحكم الذي اصدرته محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي بشأن قضية السيادة على الجزء الاكبر من بحر الصين. بكين الغاضبة من القرار تبحث خيارات الرد، فيما يفتح القرار الذي جاء لمصلحة الفيليبين، الباب واسعا امام دول اخرى كتايوان وفيتنام وماليزيا وبروناي للجوء الى المحكمة ذاتها لانتزاع حقوق لها في بحر التوتر الآسيوي هذا.

وبطبيعة الحال رحبت مانيلا بقرار محكمة لاهاي، ومثلها فعلت الولايات المتحدة التي تبحث عن منافذ دائمة لتعزيز حضورها العسكري والسياسي والاقتصادي في الشرق الاسيوي. اما بكين فقد ردت بغضب على قرار المحكمة واكدت أنها لن تحترم ولن تعترف بالقرار القاضي بعدم امتلاك الصين أي «حقوق تاريخية» على القسم الاكبر من مياه بحر الصين الجنوبي الاستراتيجية، ما قد يعني ان التوتر في جنوب شرق اسيا، سيذهب نحو التصعيد.

وتتمسك الصين بسيادتها على كامل مساحة بحر الصين الجنوبي تقريبا وهي منطقة غنية بالنفط. كما ترفض التفاوض على هذه السياسة ما دفع بها الى مقاطعة جلسات المحكمة.

ويشير الصينيون الى وجود ثغرات واضحة وإجراءات متعمدة للتحايل على قواعد التحكيم النظامية، معتبرين أن المحكمة تقوض القانون الدولي وتضرب مثالا سيئا لتسوية النزاعات حول السيادة. كما تتهم بكين طوكيو بأنها من بين المتواطئين في هذه القضية وانها حاولت اختطاف اجتماع مجموعة السبع في نيسان الماضي بقضية بحر الصين الجنوبي لمصالح خاصة بها.

ودعا وزير الخارجية الفيليبيني برفيكتو ياساي، الى ضبط النفس، وقال ان بلاده ترحب» بقرار المحكمة «بشأن الية التحكيم التي اطلقتها الفيليبين في ما يتعلق ببحر الصين الجنوبي». ومن جهته، أعرب الرئيس الفيليبيني رودريغو دوتيرتي عن رغبته في الدخول في حوار مع الصين بشأن قضية بحر الصين الجنوبي، وهي إشارة رحبت بها بكين وأكدت وزارة الخارجية الصينية أن باب الحوار مازال مفتوحا مع مانيلا على أساس احترام الحقائق التاريخية وبما يتماشى مع القانون الدولي.

وكانت الفيليبين قد اعلنت أنها لا تريد من هيئة التحكيم سوى أن تصدر حكما بشأن الوضع والاستحقاقات البحرية في جزر نانشان. وجاء ذلك بعدما رفعت حكومة الرئيس الفيليبيني السابق بينينو أكينو الثالث قضية التحكيم ضد الصين في العام 2013، رغم اتفاق توصلت إليه بلاده مع الصين حول حل نزاعات بحر الصين الجنوبي عبر المفاوضات الثنائية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية جون كيربي ان «القرار الذي اصدرته المحكمة في التحكيم بين الفيليبين والصين هو اسهام كبير في الهدف المشترك بالتوصل الى حل سلمي للخلافات في بحر الصين الجنوبي». واضاف ان المسؤولين الاميركيين «يدرسون القرار وليس لديهم اي تعليق على اساس الدعوى»، الا انه اكد على حق المحكمة في اصدار قرارها ودعا الى احترامه.

ويمثل موقف الصين في عدم المشاركة في التحكيم وعدم قبوله، وعدم الاعتراف والالتزام به اشارة قوية تدخل المنطقة في نزاع جديد قد يكون ذريعة لتحقيق حلم واشنطن بتعزيز نفوذها في آسيا، وخصوصا في الجوار الصيني.

وتشكك بكين بطريقة اختيار أعضاء هيئة التحكيم، إذ تم اختيار معظمهم من قبل اليميني الياباني شونجي ياناي الذي قدم في العام 2014 تقريرا إلى رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي لكي يدرس رفع الحظر المفروض على إرسال اليابان لأفرادها العسكريين إلى الخارج.

وعلى الرغم من ان محكمة التحكيم الدائمة تفتقر الى الآليات اللازمة لفرض الالتزام بقراراتها، قد يشجع الحكم الاخير لصالح الفيليبين كلا من تايوان وفيتنام وماليزيا وبروناي الى اللجوء اليها بغية الحصول على احكام مماثلة.

وكان التوتر في المنطقة قد أخذ بعدا داميا في شكل متكرر، وخصوصا مع اندلاع المواجهة بين الصين وفيتنام في ارخبيل سبراتليز في العام 1988 ما ادى الى مقتل 64 جنديا من البحرية الفيتنامية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل