ترامب فى مواجهة حزبه! | المصري اليوم

الأخبار التى تنشر تباعا عن الاستعدادات للمؤتمر العام للحزب الجمهورى الأمريكى يبدو بعضها مسليا وبعضها الآخر مخيفا، لكن المؤكد أنه لن يكون مؤتمرا تنقل فيه الكاميرات قاعة مليئة بالبالونات وتتوالى فيها الخطب الرنانة كما اعتادت الأحزاب الأمريكية فى العقود الأخيرة. فالمؤتمر العام للحزب الذى سينعقد فى مدينة كليفلاند فى الفترة من 18 وحتى 21 من يوليو الجارى سيكون أقرب لمؤتمرات الحزبين فى الستينات، أى حافل بالتوتر والاحتجاجات بل وربما ما هو أكثر. فمن الأخبار المسلية كل ما يتعلق بالبصمة الواضحة لمرشح الحزب لهذا العام على المؤتمر.

فيبدو أن دونالد ترامب، الذى يتمتع بملكات نرجسية لا تخطئها العين، يعتبر المؤتمر العام شأنا خاصا وعائليا. فهو لم يعلن مثلا أن قرينته وأبناءه كلهم سيحضرون المؤتمر العام للحزب الجمهورى كما جرت العادة، ولا حتى أن قرينته ستلقى كلمة فى المؤتمر وإنما أعلن أن قرينته وأبناءه كلهم سيلقون خطابات فى المؤتمر العام! يحدث ذلك فى وقت أعلنت فيه رموز سياسية مهمة فى حزبه رفضها إلقاء خطب فى المؤتمر العام أو حتى حضوره أو الاثنين معا. وتضم تلك الأسماء الرئيسين الجمهوريين السابقين اللذين لا يزالان على قيد الحياة، بوش الأب والابن، فضلا عن المرشح ضد ترامب فى الحملة التمهيدية جون كيسيك الذى هو حاكم ولاية أوهايو التى ينعقد فيها المؤتمر العام!

وحتى كتابة السطور تتضارب الأنباء ليس فقط حول شخصية من سيخوض السباق مع ترامب مرشحا لمنصب نائب الرئيس وإنما موعد الإعلان عنه. فترامب قال إنه سيعلن عن الاسم أثناء المؤتمر العام وليس قبله، على خلاف ما جرت العادة طوال عقود ثلاثة. لكن شبكة سى إن إن قالت لاحقا، دون الإفصاح عن مصدرها، أن الرجل سيعلن الاسم قبل المؤتمر العام! والطريف أن بعض رموز الحزب الجمهورى المهمة التى تملصت بشكل أو آخر من تأييد ترامب كمرشح الحزب أعلنت أنها قد تربط تأييدها له باختياره المرشح لمنصب نائب الرئيس. واختيار نائب الرئيس له عادة أهمية فى الانتخابات الأمريكية لأن اختياره يكون أول قرار سياسى يتخذه مرشح الرئاسة ومن ثم يعتبرونه فرصه للحكم على كفاءته فى اتخاذ القرارات عموما. لكن مؤيدى ترامب الذين حملوه لترشيح الحزب لا يهمهم القرار لأنهم يؤيدونه شخصيا، فصارت أهمية اختيار النائب مقتصرة على النخب السياسية فى واشنطن التى ترتاب فى الرجل ولكن أسقط فى يدها بعد أن صار مرشح الحزب الذى حصل على أكثر من 13 مليون صوتا فى الانتخابات التمهيدية.