المحتوى الرئيسى

أيام «السادات»

07/12 22:31

عندما قرر الرئيس «السادات» -رحمه الله- زيارة إسرائيل عام 1977 قامت الدنيا، وقوبل قراره بعاصفة من الغضب، كان الأمر طبيعياً تفرضه ظروف المرحلة، إذ لم يكن قد مر على حربنا مع العدو الإسرائيلى سوى أربع سنوات، لم تقتصر المسألة على الغضب الشعبى، بل وصل إلى المستويات الرسمية والنخبوية، فقد قدم إسماعيل فهمى استقالته كوزير للخارجية، ومن بعده قدم محمد إبراهيم كامل استقالته أيضاً، قبل توقيع اتفاقية كامب ديفيد. سيطر الغضب أيضاً على النخب الفكرية والثقافية، وأنكروا على السادات ما يفعله، اتفق اليمين الإسلامى مع اليسار الماركسى على رفض الزيارة، وما تبعها من خطوات. كان رد فعل الناس وقتها طبيعياً، لكن السادات أصر على السير فى طريقه، حتى دفع حياته ثمناً لما اتخذه من خطوات، ولا يخفى عليك أن من ضمن الأسباب التى ساقها قتلة السادات، لتبرير فعلتهم، زيارته لإسرائيل وعقده معاهدة صلح مع إسرائيل.

السادات كان رجلاً صاحب رؤية وقدرة على استشراف المستقبل، ولم يكن يأبه بالواقع الذى يرفض خطواته، ويخاصمه فيها، كان يرى أن مسألة وجود وسطاء بين العرب وإسرائيل أمر مضى زمانه، وأنه آن الأوان للجلوس مع الإسرائيليين وجهاً لوجه، وكان يتصور أن تحقيق السلام، وخروج مصر من دائرة الحروب، كفيل بمنحها فرصة للنمو والنهوض، ولعلك لم تنس بعد أن السادات كان يربط باستمرار بين السلام والرخاء، ولم يكن يمانع فى تقديم بعض التنازلات فى سبيل تحقيق هذا الهدف. يذكر الكاتب الصحفى الراحل كامل زهيرى فى كتابه «النيل فى خطر» أن مشروعاً لمد مياه النيل إلى إسرائيل طُرح على السادات من جانب مهندس إسرائيلى. كانت تلك رؤية السادات للأمر، ثمة تحفظات عديدة عليها نعم، ما زال البعض ينكر على السادات تلك الرؤية حتى الآن نعم، لكنها فى كل الأحوال كانت رؤيته وقراءته الاستراتيجية لمستقبل المنطقة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل