مساكن المنيا الجديدة الوحدات مهجورة والأسعار نار

 منذ سنوات طويلة وإبان العهد البائد أيام مبارك ما زالت شعارات الحكومة والدولة تنادى بالوقوف بجانب الفقراء ومحدودى الدخل، فى كل المجالات وخاصة السكن الذى يعد من الحقوق الاقتصادية التى نصت عليها المواثيق والعهود الدولية والقوانين والدستور المصرى بحق المواطن فى العيش والسكن الآمن.

 لكن جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن، حيث كانت أموال الدولة وميزانياتها لم تصل إلى مستحقيها من حيث التلاعب فى حصول الأثرياء، على مقدرات الفقراء الذين يشكون مر الشكوى من عدم أحقيتهم والتلاعب فى كشوف المستفيدين بنظام البيزنس مما أدى إلى ضياع حقوقهم فى ظل عدم الرقابة.

فمدينة المنياf="/tags/49489-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9">المنيا الجديدة التى تبعد عن مدينة المنيا القديمة حوالى 15 كم مربع مقسمة إلى 4 أقسام الأول المنطقة الأولى وبها مقر جهاز المنيا الجديدة والثانية إسكان التعاونيات، والمنطقة الثالثة مساكن الأولى بالرعاية والرابعة مساكن لمحدودى الدخل.

 وعلى الرغم أن مدينة المنيا الجديدة التى أنشئت منذ 15 عاما، إلا أن تلك المدينة الجديدة لم يسكنها إلا الأثرياء فقط على الرغم أن تلك المدينة أنشئت من أجل الفقراء ومحدودى الدخل.

 لكن الوساطة والمحسوبية فى اختيار أسماء المستحقين استبعدت نهائيا أسماء الفقراء والغلابة ممن يسكنون العشش الصفيح والغرف الواحدة، وأكوام من اللحوم البشرية تصرخ وتطالب المسئولين بمساكن لهم، فى الوقت الذى ارتفعت فيه أسعار الوحدات السكنية، أصبح للفقراء لا مكان لهم فى ظل سيطرة رأس المال على زمام أمور السكن بتلك المدينة.

 قالت ياسمين كمال، 54 سنة، ومقيمة بمنطقة أبوهلال ببندر المنيا، إنها تقدمت  منذ أكثر من 4 سنوات فى مساكن الأسر الأولى بالرعاية، ومع ذلك تم اختيار أسماء الأثرياء وأصحاب النفوذ، على الرغم أنى أسكن فى غرفة واحدة، ولدى 5 بنات بينهن مطلقات وزوجى تركنى منذ أكثر من 10 سنوات وأدفع إيجار الغرفة 350 جنيها، وحالتى لا تسمح وتقدمت بأكثر من شكوى للمحافظ السابق والحالى وفى كل مرة يعطونى مسكنات، بأن وزارة الإسكان لم تعلن عن أسماء المستحقين، فى حين أن هناك أسماء بعينها حصلت على شقق الغلابة وأنا حاليا قاعدة فى الشارع.

فيما قال محمد سيد، كفيف، 52 سنة، مقيم بمدينة المنيا، تقدمت للوحدات السكنية بالمنيا الجديدة، ولم أحصل على الشقة ولا وظيفة ولدى 4 أولاد وأسكن فى غرفة وحمام، وتقدمت بشكاوى عديدة فوجئت بأناس حصلوا على الشقق من مراكز أخرى غير مدينة المنيا.

 وعلمت بعدها أن هناك رجال أعمال وأثرياء أخذوا المساحات المخصصة للفقراء والأولى بالرعاية ومساكن الشباب، وحتى جميع الامتيازات حصل عليها الأثرياء بالمنطقة ولا عزاء لنا.

 وقال علم الدين سيد، إن المحافظة وعدتنا قبيل إجراء انتخابات البرلمان الأخيرة، بأنها سوف تقوم بتوزيع الوحدات علينا  ،وسوف تعلن عن أسماء المستحقين وبعد انتهاء الانتخابات فوجئنا بأن الحكومة ضحكت علينا ولم تعلن عن المستحقين حنى الآن.

فيما قالت نجلاء محمد، إحدى السيدات بالمنيا: "فوجئت باسمى فى مساكن المنيا الجديدة وعند الاستلام أعطونى شقة من وحدات المحافظة بالقرى البعيدة عن المحافظة، وأجبرونى على دفع 140 جنيهاً بدلاً من 110 جنيهات حسب العقد  المبرم بيننا وبين جهاز المنيا الجديدة.

 وأضافت: "ولما تأخرت فى دفع الإيجار طردونى أنا وأمى وأولادى وزوجى من الشقة حتى يأخذها أحد موظفى المحافظة.

 وأكدت: أضربت عن الطعام والشراب بالمشتشفى العام لمدة 3 أيام، لكن لا جدوى من إضرابى ومازلت فى الشارع، والمحافظ رفض مقابلتى قبل الإضراب لحل مشكلتى.

وأشارت حميدة محمود، من مدينة المنيا، إلى أنها فوجئت بإدراج أسمها فى كشوف المستحقين وعند الاستلام وجدت أن شقتها ذهبت لسيدة أخرى تعمل بديوان عام المحافظة، لأن  زوجها مسنود ومعاه فلوس وأكيد دفعت رشوى أو  محسوبية.

مستشار قانوني: أسعار السكن للأغنياء

فيما قال محمد حمدي، مستشار قانونى بالمنيا، إن مدينة المنيا الجديدة بدأت فى جلب العديد من المواطنين للإسكان بها على أراض سكنية الرغم من ارتفاع الأسعار للوحدات السكنية بالنسبة لمحدودى الدخل، وذلك لوجود العديد من مافيا الاتجار بالأراضى والحصول على وحدات بأسماء أخرى بالتنازلات بالشهر العقاري، مما أدى عدم وجود سكان تسكن من الشريحة المستهدفة للمشروعات القومية للإسكان، كان لا بد من وجود ضوابط وتحريات.

  طالب الأهالى المسئولين ووزير الإسكان ورئيس مجلس الوزراء، بالتحقيق فى المخالفات سواء فى كشوف المستحقين أو فى الأراضى التى خصصت للأثرياء على حساب الفقراء.

 كما طالب الأهالى المستبعدون من الوحدات السكنية، الرئيس عبد الفتاح السيسى، بإحالة جميع المسئولين عن ضياع حقوق الفقراء، إلى التحقيق أو إقالتهم من مناصبهم، خاصة المحافظين السابقين الذين تسببوا فى إهدار المال العام من أموال الدولة لصالح فئة من الأغنياء، وترك الفقراء فى مهب الريح التى أطاحت بأحلامهم.